كل ما تريد معرفته عن "زابوريجيا".. أكبر محطة نووية في أوروبا
عطلةٌ أسبوعيةٌ كادت تكون بنكهة نووية في أوروبا تنبعث من بارود الحرب الروسية الأوكرانية التي تتواصل للأسبوع الثاني على التوالي.
فمع دخول يومها التاسع، وصلت نيران الحرب إلى "زابوريجيا" أكبر محطة للطاقة النووية في أوكرانيا وأوروبا، والتاسعة عالميا.
ووفق ما أعلنه جهاز الطوارئ الأوكراني، فإن حريقا اندلع في ساحة المحطة، وأن أحد مولدات الطاقة فيها توقف عن العمل، دون أن يسفر الأمر عن تسجيل ارتفاع تسرب إشعاعي.
أحداثٌ شحذت معها أنظار العالم إلى هذه المحطة النووية، لمعرفة تفاصيل ما حدث، وأهميتها، وهو ما تستعرضه "العين الإخبارية" في السطور التالية.
محطة زابوريجيا
على ضفاف خزان كاخوفكا جنوب شرق أوكرانيا تقع المحطة التي تبعد حوالي 200 كيلومتر عن منطقة دونباس المتنازع عليها و550 كيلومترا جنوب شرق كييف.
بُنيت زابوريجيا بين 1984 و1995، وهي أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا وتاسع أكبر محطة في العالم.
لديها 6 مفاعلات، كل منها يولد 950 ميجاوات، ويبلغ إنتاجها الإجمالي 5700 ميجاوات، ما يكفي من الطاقة لحوالي 4 ملايين منزل.
في الأوقات الطبيعية، تنتج خُمس الكهرباء في أوكرانيا وما يقرب من نصف الطاقة التي تولدها منشآت الطاقة النووية في البلاد.
تفاصيل ما حدث صباح الجمعة؟
السلطات الأوكرانية وعلى لسان جهاز الطوارئ، أعلنت في الساعات الأولى من اليوم الجمعة، عن اندلاع حريق في مبنى تدريب خارج المحطة، بعد أن قصفته القوات الروسية.
وقال الجهاز إن القصف أسفر عن توقف أحد مولدات الطاقة في المحطة عن العمل، دون أن يتم تسجيل ارتفاع تسرب إشعاعي.
وأظهرت مقاطع فيديو لتسجيلات كاميرات المراقبة التابعة للمحطة النووية تصاعد الدخان من المكان، قبل أن تعلن كييف السيطرة على الحريق.
وزير الخارجية الأوكراني من جهته، كان قد دعا في تغريدة له عبر تويتر، إلى وقف فوري لإطلاق النار للسماح لرجال الإطفاء بالسيطرة على الحريق.
بعد ذلك بوقت قصير، أفادت دائرة الطوارئ الحكومية الأوكرانية أن الإشعاع في المحطة كان "ضمن الحدود الطبيعية"، وأن ظروف الحريق كانت "طبيعية".
وسبق أن أعلن المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية، اللواء إيجور كوناشينكوف، أن قوات بلاده سيطرت على مدينتي بيرديانسك وإنرجودار في منطقة زابوروجيا بأوكرانيا، وكذلك المنطقة المحيطة بالمحطة النووية المذكورة.
في هذه الأثناء، دفعت التقارير المتواترة عن الحادث الذي شهدته محطة الطاقة النووية زابوريجيا إلى تصاعد الأسواق المالية في آسيا، مع هبوط الأسهم وارتفاع أسعار النفط بشكل أكبر.
هل هناك خطر إشعاعي؟
السلطات الأوكرانية، أكدت من جانبها أن المنشأة مؤمنة و"السلامة النووية مضمونة الآن".
وفي وقت سابق، قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن المنظم الأوكراني أبلغ الوكالة أنه "لم يتم الإبلاغ عن أي تغيير في مستويات الإشعاع في موقع محطة الطاقة النووية".
الولايات المتحدة من جهتها، ذكرت أن أحدث معلوماتها لا تظهر أي مؤشر على ارتفاع مستويات الإشعاع في المحطة.
ويأتي هذا الحادث، بعد أيام قليلة على استيلاء روسيا على محطة تشيرنوبيل الواقعة على بعد 100 كيلومتر شمال كييف.
ويقول مراقبون إن محطة زابوريجيا من نوع مختلف وأكثر أمانًا عن محطة تشيرنوبيل، التي كانت موقعًا لأسوأ كارثة نووية في العالم في عام 1986.
aXA6IDE4LjExNy45NC43NyA= جزيرة ام اند امز