في عالم «وول ستريت» شركة إنفيديا لا تنافس سوى نفسها في تحطيم الأرقام القياسية في سرعة الصعود والحجم.
وقد استهل سهم شركة تصنيع الرقائق الأمريكية تعاملات بورصة ناسداك، الخميس، على ارتفاع بنسبة 3.70% إلى 140.58 دولار، ليواصل مكاسبه بعدما دفع القيمة السوقية للشركة فوق 3.46 تريليون دولار، متجاوزة "أبل" و"مايكروسوفت".
ارتفاع بـ174% منذ مطلع 2024
وارتفعت أسهم الشركة الرائدة في السوق الأمريكي بحكم الأمر الواقع بنسبة 174% هذا العام، مع استمرار طفرة الذكاء الاصطناعي في تعزيز الأسهم حتى مع إظهار المستهلكين علامات تباطؤ في الإنفاق وبعض الضعف الاقتصادي المحتمل.
ولزيادة جاذبية أسهمها ذات القيمة العالية بين المستثمرين الأفراد، عمدت إنفيديا في الآونة الأخيرة إلى تقسيم الأسهم بنسبة عشرة مقابل واحد، اعتبارا من السابع من يونيو/حزيران.
وقفزت القيمة السوقية للشركة من تريليون دولار إلى تريليونين في 9 أشهر فقط في فبراير/شباط، بينما استغرقت ما يزيد قليلا على 3 أشهر لتصل إلى ثلاثة تريليونات دولار في يونيو/حزيران.
وتتجه الأسهم نحو أسبوع ربح بعد أن وصل مؤشر S&P 500 إلى مستوى قياسي جديد يوم الثلاثاء، إلى جانب مؤشر ناسداك المركب. وكانت سوق الأوراق المالية مغلقة يوم الأربعاء بمناسبة عطلة Juneteenth.
وقد أسهمت الإثارة حول الذكاء الاصطناعي في دفع السوق إلى الأعلى ولم تظهر أي علامات على التراجع، وأشار بعض المعلقين إلى القلق بشأن نقص اتساع السوق خارج شركات التكنولوجيا الكبرى، وهو ما قد يتفاقم، على الرغم من أن المشاعر القاتمة لم تؤثر بعد بشكل كامل على الأسهم التي واصلت تحطيم الأرقام القياسية.
- إنفيديا تحتل عرش الشركات الأكثر قيمة في العالم
- قفزة تاريخية في سهم إنفيديا.. القيمة السوقية تتجاوز 3 تريليونات دولار
قفزة خيالية بعد 3 انهيارات
وقد ظهرت شركة إنفيديا في عام 1999 لأول مرة في بورصة ناسداك، وهو نفس العام الذي عاد فيه ستيف جوبز إلى قيادة شركة "أبل" بعد سنوات من عزله، بينما كانت شركة إنتل هي القوة المهيمنة في مجال أشباه الموصلات.
استغرقت أقل من 3 سنوات حتى تتمكن شركة إنفيديا من الصعود إلى مؤشر S&P 500، لتحل محل تكتل تجارة النفط المنهار "إنرون"، صاحبة واحدة من أشهر الفضائح المحاسبية في تاريخ وول ستريت.
ولكن حتى ذلك الحين كان عدد قليل من الناس يراهنون على أن الشركة ستستمر لتصبح أفضل الأسهم أداءً خلال ربع القرن الماضي، حيث سجلت عائداً إجمالياً قدره 591.078% منذ طرحها العام الأولي، بما في ذلك الأرباح المعاد استثمارها. إنه رقم يصعب فهمه، وهو شهادة، جزئياً، على الهوس المالي الذي يحيط بالذكاء الاصطناعي وكيف أصبح المستثمرون ينظرون إلى شركة إنفيديا، التي تصنع الرقائق المتطورة التي تعمل على تشغيل التكنولوجيا، باعتبارها الرابح الأكبر في الطفرة.
وفي يوم الثلاثاء الموافق 18 يونيو/حزيران 2024، بلغت هذه المسيرة ذروتها عندما أطاحت شركة إنفيديا بشركة مايكروسوفت باعتبارها الشركة الأكثر قيمة في العالم بقيمة سوقية تبلغ 3.34 تريليون دولار، وتمت إضافة أكثر من 2 تريليون دولار من هذه القيمة هذا العام.
لم يكن صعود الشركة مضموناً بأية حال من الأحوال، كما لم يكن قدرتها على البقاء على قمة مؤشر S&P 500. واضطر المستثمرون القدامى في "إنفيديا" إلى تحمل 3 انهيارات سنوية بنسبة 50% أو أكثر في السهم، سيتطلب الحفاظ على الارتفاع الحالي من العملاء الاستمرار في إنفاق مليارات الدولارات فصلياً على معدات الذكاء الاصطناعي، التي تعتبر عوائدها على الاستثمار صغيرة نسبياً حتى الآن.
لكن ما مهد الطريق في نهاية المطاف أمام "إنفيديا" للصعود إلى القمة، كان رهان الشركة الكبير على رقائق الرسومات ورؤية المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي جنسن هوانغ بأن الصناعة ستتحول إلى ما يسميه "الحوسبة المتسارعة".
aXA6IDMuMTM2LjIzNi4xNzgg جزيرة ام اند امز