"نيابي".. عيد الصمت والتأمل في بالي الإندونيسية
خلال احتفال "نيابي" السنوي يمتنع سكان بالي وزوارها عن الكلام من الساعة الـ6 صباحا ولمدة 24 ساعة في شهر مارس.
إذا ما صادفت زيارتك لجزيرة بالي الإندونيسية شهر مارس/آذار، فقد تلاحظ الصمت المطبق الذي يلف الجزيرة وشوارعها في رأس سنة حضارة الـ”ساكا“.. لا تجزع ليس هناك ما يدعو للخوف، فهو احتفال "نيابي" السنوي الذي يمتنع فيه سكان بالي وزوارها عن الكلام لمدة 24 ساعة.
يُفسر الاحتفال بأمور عدة، وتسود اعتقادات بأن الأرواح الشريرة تنزل في ذلك اليوم على الأرض ويراد من الصمت خداعها بخلو الجزيرة حماية للسكان، كما يُرى الصمت كوقفة مع النفس لتأمل حالها بعيداً عن المشتتات التي تحيط بها من كل جانب على مدار السنة.
ويعد "نيابي" عطلة رسمية في بالي، وتتولى الدولة التأكد من سريان الصمت عبر الجزيرة بنشر عناصر أمنية تراقب حظر العمل والنشاطات الترفيهية أو حتى إشعال النار، فلا تستخدم سوى الإضاءة الخفيفة، أما الضوضاء فيجب أن تكون بأدنى مستوياتها، ومن غير المقبول أن تصدر من المنازل أصوات أجهزة التلفزيون أو الراديو.
يسبق الاحتفال بـ3 - 4 أيام، الطقوس تُنفذ في معبد بورا الشهير في جزيرة بالي قرب شاطئ بورا سيجارا، والتي تهدف لتهيئة النفوس لذلك اليوم، عن طريق التخلص من الأفكار السلبية وتحقيق توازن النفس مع الطبيعة والدخول في جو من الروحانيات.
وعلى الرغم من أن الاحتفال الخالي من مظاهر الاحتفال هو عيد هندوسي، فإن متبعي الديانات والعقائد المختلفة تلتزم بتقاليده، ويمتنع السياح عن زيارة الشواطئ للترفيه وتغلق المطاعم والمحال التجارية أبوابها وتتوقف حركة الملاحة في المطار الوحيد على الجزيرة ومحطتي انطلاق العبارات فيها، فلا تجد في الشوارع سوى سيارات الطوارئ وعناصر الأمن المستعدة للاستجابة في حال حدوث أمر جلل.
ويتبع عيد "نيابي" طقوس ”دارما شانتي“ والتي تعلن نهاية عيد الصمت فيسمح لمن صام عن الكلام بالتحدث مجدداً.