سياسة
خيارات أوباما ضد "داعش".. تسليح أكراد سوريا أو ترك القرار لترامب
بينما تتبقى أيام فقط على نهاية ولايته، يواجه الرئيس الأمريكي أوباما قرارا "موجعا" بشأن المضي قدما في خططه لتسليح المقاتلين الأكراد
بينما تتبقى أيام فقط على نهاية ولايته، يواجه الرئيس الأمريكي باراك أوباما قرارا "موجعا" بشأن المضي قدما في خططه لتسليح المقاتلين الأكراد السوريين الذين يحاربون تنظيم "داعش" الإرهابي من أجل شن الهجوم المنتظر منذ فترة طويلة لاستعادة الرقة، العاصمة الحالية لداعش.وبالتزامن مع آخر مؤتمر صحفي لأوباما، المقرر اليوم الأربعاء، نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، تقريرا وصفت فيه الخيار الذي من المفترض أن يتخذه الرئيس المنتهية ولايته بـ"القاسي".
وأوضحت الصحيفة أن الخيار الأول يتضمن تشكيل تحالف عسكري أوثق مع الأكراد السوريين للحفاظ على الزخم في المعركة ضد داعش، بالرغم من اعتبار تركيا المقاتلين الأكراد إرهابيين.
أما الخيار الثاني حسب نيويورك تايمز، فهو ترك القرار إلى إدارة دونالد ترامب المقبلة، مستطردة أن خطوة كهذه يمكن أن تؤجل عملية الرقة لعدة أشهر، وقد تعني أن أوباما سيترك منصبه بدون مسار واضح لاستعادة أهم معقل لداعش وقاعدته التي يدبر فيها العمليات الإرهابية ضد الغرب.
وفي اجتماع أوباما مع مجلس الأمن الوطني، أمس الثلاثاء، ناقش حملة الولايات المتحدة ضد داعش. ورفْض البيت الأبيض الكشف عن القرار الذي توصل له الرئيس الأمريكي، لكن يعتقد بعض المسؤولين في الإدارة الأمريكية أنه من غير المحتمل أن يحل أوباما هذه القضية المثيرة للجدل في اللحظات الأخيرة من رئاسته.
نيويورك تايمز قالت إن ترك قرار مهم كهذا للأسابيع الأخيرة من ولاية أوباما يعكس مدى تعقيد الجدال حول التعاون مع وحدات حماية الشعب الكردية، بالإضافة إلى حذْر الرئيس من إرسال قوات أمريكية من أجل القتال في المنطقة. لكنه تعهد بالتعامل مع ضربات داعش في الموصل والعراق والرقة قبل أن يتنحى الجمعة المقبلة.
وزادت الغارات الجوية داخل الرقة وحولها في الأسابيع الكثير، كما ذكرت الصحيفة، إلى جانب تطويق آلاف الأكراد والمقاتلين السوريين للمدينة، ما عزلها عن تلقي إمدادات الأسلحة والمقاتلين والوقود.
وبالرغم من أمر أوباما الشهر الماضي إرسال 200 جندي من القوات الأمريكية الخاصة إلى سوريا لمساعدة هؤلاء المقاتلين المحليين في التقدم نحو الرقة، يعتقد الجيش الأمريكي أنه لا يمكن استعادة الرقة ما لم تكن وحدات حماية الشعب الكردية مسلحة جيدا لحرب مدن.
ولا يزال من غير الواضح مستوى الدعم المقدم إلى الجماعات المعارضة التي تحارب داعش في سوريا، الذي سيبقي عليه الرئيس الجديد ترامب.
وفقا لنيويورك تايمز يوجد حوالي 250 ألف مدني في الرقة، ويحصن داعش المدينة بالخنادق والألغام، وسيدافع عنها بالانتحاريين. ولأن إدارة أوباما استبعدت استخدام قوات قتالية أمريكية، كان على الولايات المتحدة الاعتماد على القوات العربية المحلية لمشاركة المقاتلين الأكراد السوريين.
ونقلت نيويورك تايمز عن بريت ماكجورك المبعوث الأمريكي لدى التحالف الدولي ضد تنظيم داعش، قوله: "الرقة السورية صعبة جدا لأنه على عكس العراق، نحن لا نعمل مع حكومة"، مضيفا: "لا نعمل مع جيش، ينبغي أن نتعاون مع أطراف محلية ونقوم بتنظيمهم في هيئة قوة عسكرية".
وأردفت أن البنتاجون طالما ألحّ على أوباما تسليح الأكراد السوريين، الذين تعتبرهم القيادات الأمريكية الشريك الأكثر فعالية، بالعربات المدرعة والقاذفات الصاروخية، القنابل اليدوية والرشاشات وغيرها من المعدات الثقيلة، حتى يمكن البدء في هجوم الرقة المدعوم أمريكيا فبراير المقبل.
وحسب مسؤولين أمريكيين رفضوا ذكر أسمائهم للصحيفة، الأسلحة مهمة لأن معركة الموصل العراقية أظهرت أن استعادة مدينة محتلة من قبل مقاتلي داعش مسلحين بسيارات مفخخة، عملية صعبة ودموية.
ولدعم عملية الرقة، يدعو البنتاجون البيت الأبيض أيضا إلى السماح باستخدام طائرات الهليكوبتر الهجومية أباتشي، المزودة بصواريخ هيلفاير، الخاصة بالجيش الأمريكي، وهي نفس الطائرات المستخدمة في دعم القوات العراقية في معركة الموصل.
وعلى صعيد آخر، يمكن أن يفاقم التسليح الأمريكي للأكراد من توتر العلاقات مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي يعتبر وحدات حماية الشعب مرتبطة بحزب العمال الكردستاني التي تعتبره تركيا والولايات المتحدة جماعة إرهابية.
وتبحث الإدارة الأمريكية منذ فترة عن طرق لتخفيف القلق التركي، على حد قول نيويورك تايمز، مثل عمل ترتيبات لمراقبة الأسلحة المقدمة للأكراد السوريين لاستخدامها في حرب الرقة، ومن ثم منع استخدام الأكراد للأسلحة في أي مكان آخر. بالإضافة إلى احتلال القوات العربية لمدينة الرقة بعد استعادتها، وانسحاب المقاتلين الأكراد بعد انتهاء المعركة.
لكن يحذر دبلوماسيين أمريكيين في أنقرة من أن خطوة كهذه قد تثير رد فعل تركي عنيف، ولن تتسبب في تصدع عميق في العلاقات الأمريكية التركية فحسب، بل وقد تدفع الأتراك إلى اتخاذ إجراءات ضد وحدات حماية الشعب في شمال سوريا ما قد يقوض في نهاية الأمر معركة استعادة الرقة.
ومع ترقب قرار أوباما، يزيد الأتراك من الضغط بتأجيل الموافقة على شن الغارات الجوية الأمريكية من القاعدة الجوية التركية في إنجرليك، والإمدادات الواردة إلى القاعدة والخارجة منها.
ولمواجهة هذه المعضلة، يقترح بعض المسؤولين الأمريكيين حشد قوة أكثر تنوعا يمكن أن تشمل قوات تركية خاصة وجماعات سورية معارضة مدعومة من تركيا، لاستعادة الرقة. aXA6IDE4LjIyNC41NS42MyA= جزيرة ام اند امز