الفوز التاريخي لليسار في المكسيك هل يهدم جدار ترامب؟
الأيام القادمة وحدها كفيلة بكشف نوايا الرئيسين، خاصة إزاء تمسك ترامب ببناء الجدار الحدودي بين الولايات المتحدة والمكسيك.
سجل اليسار في المكسيك انتصارا تاريخيا بفوز السياسي المخضرم أندريس مانويل لوبيز أوبرادور (64 عاما) في الانتخابات الرئاسية التي جرت الأحد، ليتولى رسميا مطلع ديسمبر/كانون الأول مهامه في خضم علاقات ليست في أحسن حالتها مع جارته الشمالية الولايات المتحدة الأمريكية.
التحديات التي تواجه الرئيس المكسيكي الجديد ليست أقل ضراوة من الصعوبات التي شهدتها عملية الانتخابات التي اقتنص أوبرادور من أصوات الناخبين بها 53%، حسب المعهد الوطني الانتخابي المكسيكي، ومثلت صفعة شعبية انتخابية ضد تفشي جرائم الفساد والعنف في البلاد.
هزيمة كبيرة نالها الحزب الثوري التأسيسي الحاكم المنتمي لتيار الوسط الذي حكم المكسيك من عام 1929 حتى عام 2000، ثم مجددا منذ عام 2012، بدت طبيعية مع انتشار فضائح الفساد، وتنامي تهريب المخدرات.
ونجح أوبرادور المعروف بـ"أملو" في تسويق نفسه للناخبين على أنه من يستطيع التصدي للفساد والجريمة، وقال خلال حملته الانتخابية: "نستطيع التغيير الحقيقي والتحول"، مستلهما الشعار الذي رفعه الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما "نعم نحن نستطيع yes, we can".
علاقة جديدة وجدار قديم
هنّأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الرئيس المكسيكي الجديد لفوزه في الانتخابات، وكتب في تغريدة له: "لدينا عمل كثير، من الواجب القيام به لمصلحة الولايات المتحدة والمكسيك".
بدوره، قال أوبرادور في كلمة بعد فوزه إنه يريد إقامة علاقات ودية مع الولايات المتحدة.
التهنئة والسعي لعلاقات جيدة تبدو بروتوكولية للرئيس اليساري الذي طالما عارض سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال حملته بالانتخابات الرئاسية.
لكن الكونجرس الأمريكي كان قد أقر خلال مارس/آذار الماضي مشروع قانون إنفاق يتضمن اعتمادات بقيمة 1.6 مليار دولار لبناء الجدار، رغم طلب إدارة ترامب توفير نحو 25 مليار دولار لبناء الجدار، شملت طلب الرئيس الأمريكي لاحقا من حكام الولايات الحدودية نشر ما بين 2000 و4000 جندي من الحرس الوطني على الحدود لتعزيز دورية الحدود.
ومع رئيس يساري ستكون الأيام القادمة وحدها كفيلة بكشف نوايا الرئيسين، خاصة إزاء تمسك ترامب ببناء الجدار الحدودي بين الولايات المتحدة والمكسيك، والذي أحدث توترا بين البلدين، لم يمنع ترامب من التأكيد أنه لن يوافق على أي قانون للهجرة يستبعد الجدار على الحدود المكسيكية.
ليس الجدار وحده
قضايا أخرى عالقة بين المكسيك والولايات المتحدة، تضاف إلى التحديات الداخلية من انتشار الجريمة وتهريب المخدرات على السياسي اليساري المخضرم مواجهتها.
ومن تلك القضايا المشتركة مع الجارة الأمريكية اتفاقية التبادل الحر في أمريكا الشمالية (نافتا) بين المكسيك وكندا والولايات المتحدة، التي قد تمثل انفتاحا اقتصاديا يساعد في إنعاش الاقتصاد المكسيكي، ثاني أكبر اقتصاد في أمريكا اللاتينية، فيما تعد السوق الأمريكية وجهة نحو 80 % من صادرات المكسيك أكبر شريك تجاري للولايات المتحدة.
يضاف إلى العلاقات الاقتصادية المشتركة مسألة الهجرة التي تحظى باهتمام الجانبين وإن كانت أكثر تشددا في الجانب الأمريكي الذي تتبنى إدارته الحالية موقفا حاسما رافضا لفتح الهجرة، دفعها إلى اتهام المكسيك بالسماح للمهاجرين أن يجتازوا الحدود الأمريكية.
ومرارا دعت واشنطن الحكومة المكسيكية للعمل على وقف تدفق المهاجرين من جانبها في حين تتبنى المكسيك موقف أقل تشددا تجاه المهاجرين الذين يعبرون أراضيها عبر تشريعات قانونية تسمح لهم بالحياة والانتقال.
aXA6IDE4LjIxOC43NS41OCA= جزيرة ام اند امز