هاجس زلزال 1999 المدمر يسيطر على إسطنبول
تركيا الواقعة في منطقة نشاط زلزالي كبير، تشهد هزات منتظمة، إلا أن زلزال عام 1999 الذي ضرب قلب البلاد الصناعي، أثار صدمة كبيرة.
بعد مرور 20 عاماً على زلزال بلغت قوته 7.4 درجة على مقياس ريختر وأسفر عن سقوط 17400 قتيل، تعيش إسطنبول هاجس هزة أرضية كبيرة جديدة يتوقعها الخبراء، ويعتبرون أن المدينة البالغ عدد سكانها 16 مليون نسمة غير جاهزة لها.
والسؤال المطروح الآن بالنسبة لعلماء الزلازل لا يتعلق باحتمال أن يضرب زلزال مماثل إسطنبول من عدمه، بل بمعرفة متى ستحصل هذه الهزة، خصوصاً أن المدينة واقعة في جوار الصدع شمال الأناضول، الذي وقع عليه زلزال 1999.
يرى شكرو إرسوي، خبير الزلازل والأستاذ في جامعة يلديز التقنية في إسطنبول، أن المدينة قد تشهد زلزالاً كبيراً في العقد المقبل، موضحاً: "في أسوأ الأحوال قد تصل قوة الزلزال إلى7.7 درجة، هل إسطنبول جاهزة له؟ للأسف لا".
وقال إن زلزالا بهذه القوة سيؤدي إلى انهيار آلاف الأبنية، ويحصد عدداً مخيفاً من القتلى، ويشل إسطنبول أغنى مدن البلاد وأكثرها اكتظاظاً بالسكان، وهي وجهة سياحية رئيسية.
وعُرفت إسطنبول الكثير من الزلازل في تاريخها، ففي عام 1509 اجتاح زلزال المدينة، وكان قوياً جدا بحيث أسموه حينها "القيامة الصغرى".
وتشهد تركيا الواقعة في منطقة نشاط زلزالي كبير، هزات منتظمة، إلا أن زلزال عام 1999 الذي ضرب قلب البلاد، أثار صدمة كبيرة.
واستحدثت بعده وكالة لإدارة حالات الطوارئ، وبنيت مستشفيات مقاومة للزلازل، واعتمدت آليات تقطع بشكل آلي شبكات التغذية بالغاز.
لكن الخبراء يعتبرون أن المشكلة الرئيسية في إسطنبول تتمثل بعشرات آلاف الأبنية التي بنيت من دون ترخيص أو إشراف خلال التوسع الفوضوي للمدينة في العقود الأخيرة.
وحذر رجب سالجي، رئيس جمعية المسعفين "أكوت"، الذي شارك في عمليات الإنقاذ بعد زلزال 1999، من أنه في حال عدم تسريع الاستعدادات ستغرق إسطنبول في فوضى فعلية عند وقوع زلزال قوي.
وأكد: "لا يمكننا أن نحول دون وقوع زلزال، لكن يمكننا أن نخفف من عواقبه كثيراً"، داعيا إلى الاستفادة من خبرة اليابان وتشيلي، وهما بلدان تضربهما الزلازل بانتظام، واتخاذ إجراءات جذرية للتخفيف من تأثيرها.
aXA6IDMuMTQ1LjE4MC4xNTIg جزيرة ام اند امز