بلومبرج: زلزال اليوان وواردات المحاصيل.. رد قاس للصين على واشنطن
بكين سمحت لليوان بالهبوط إلى أدنى مستوى منذ أكثر من عقد وطلبت من الشركات المملوكة للدولة تعليق واردات المنتجات الزراعية الأمريكية.
بعد محاولة التوافق مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لأكثر من عام فقط لمواجهة الرسوم الجمركية على جميع شحناتها تقريبًا إلى الولايات المتحدة، بدأت الصين الرد بقسوة، وفقا لوكالة "بلومبرج".
وفي تقرير نشرته، الإثنين، قالت إن بكين سمحت لليوان بالهبوط إلى أدنى مستوى منذ أكثر من عقد، الإثنين، وطلبت من الشركات المملوكة للدولة تعليق واردات المنتجات الزراعية الأمريكية.
- "اليوان" يهبط لأقل مستوى في 11 عاما بعد تصاعد حرب التجارة
- استقرار اليوان ضرورة.. تحذير جديد من الصين لأمريكا
واعتبرت أن هذه الخطوة التي أثارت فزع المستثمرين تمثل تصعيدا قويا للحرب التجارية التي أزعجت الأسواق المالية، وأثرت على النمو الاقتصادي في جميع أنحاء العالم.
وأشارت إلى أن هذه التحركات ظهرت في غضون أيام من تهديد ترامب بفرض رسوم إضافية على الصين وضربت في صميم اثنين من أعنف انتقادات ترامب، بأن بكين تدير عملتها بشكل غير عادل لمساعدة المصدرين وفشلت في الوفاء بوعودها بشراء المزيد من المحاصيل الأمريكية بعد هدنة تجارية في يونيو/حزيران.
في المقابل، رد المستثمرون بالتخلص من الأسهم الآسيوية وعملات الأسواق الناشئة لصالح الأصول الآمنة بما في ذلك الين الياباني والخزائن الأمريكية والذهب.
في السياق قال مايكل إفيري، رئيس قسم أبحاث الأسواق المالية الآسيوية في "رابوبنك" في هونج كونج: "هذا (السيناريو) من بين أسوأ السيناريوهات، أولا عمليات بيع الأسهم في الأسواق، ثم ينتفض ترامب وهذا كله يصبح أسوأ بكثير".
واقترح ترامب الأسبوع الماضي إضافة تعريفات بنسبة 10٪ على ورادات صينية إضافية بقيمة 300 مليار دولار بداية من 1 سبتمبر/أيلول، ما أجج الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم بعد فترة وجيزة من استئناف المحادثات بين الجانبين.
وفوجئت بكين بإعلان ترامب، وفقًا لمسؤولين صينيين شاركوا في المحادثات التجارية، وتعهدت بكين بالرد إذا أصرت الولايات المتحدة على إضافة الرسوم الجمركية الإضافية.
وأصدرت وسائل الإعلام الحكومية الصينية طوفانًا من الانتقادات في الأيام الأخيرة بسبب تهديد ترامب، ما أثار احتمال أن تفكر بكين في وقف المشاركة في التجارة.
وفي استجابة لهذه التوترات شهد مؤشر "إم إس سي آي" الأوسع نطاقا لأسهم منطقة آسيا أكبر انخفاض له منذ مارس/ آذار، حيث تراجعت الأسهم بأكثر من 2٪ في الأسواق من طوكيو إلى هونج كونج وسيول.
كما شهدت الأسهم في شنغهاي انخفاضًا أكثر تواضعًا وسط تكهنات بأن الصناديق المرتبطة بالدولة ربما تعمل على دعم السوق.
ولأول مرة منذ عام 2008، تخطى اليوان الصيني حاجز سبعة دولارات وانخفض بنسبة 1.3 ٪ إلى 7.0292 دولار في الساعة 1:01 بعد الظهر، بعد أن حدد بنك الشعب الصيني سعره المرجعي اليومي عند مستوى أضعف من 6.9 للمرة الأولى منذ ديسمبر/كانون الأول، فيما هبط اليوان في الخارج بنسبة 1.9% إلى مستوى قياسي.
وقال لاري هو رئيس قسم الاقتصاد الصيني في شركة "ماكواري سيكيوريتيز ليمتد" ومقرها هونج كونج، إن "كسر السبعة (دولارات) يعزى إلى مزيج من العوامل؛ تصاعد الحرب التجارية وتراجع الاقتصاد الصيني ورغبة بنك الشعب الصيني في تحمل تقلبات أعلى لليوان".
وأضاف: "لقد دخل بنك الشعب الصيني مياه مجهولة، لذلك عليه إدارة التوقعات بحذر".