"مهرجان أسوان" يناقش معوقات عمل المرأة بالسينما
بعض الفنيين يتعاملون مع المرأة التي تعمل بالسينما بشكل سيء لأنهم يرون أن الرجل أفضل منها وهو ما يدفع العديد من المبدعات للبعد
عقد مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة، السبت، ندوة بعنوان "سينمائيات عربيات يتحدثن عن المعوقات التي تقابل المرأة في العمل بالسينما" ضمن فعاليات صالون أبو سمبل، الذي يقام على هامش المهرجان، وأدار الندوة الباحثة السينمائية د.أنصاف أوهيبة.
وتحدثت المخرجة هالة خليل في بداية الندوة عن تجربتها قائلة: "أنا من أسرة لا علاقة لها بالسينما ولا تحترمها ورفضوا عملي ودخلت كلية الهندسة بدلا من معهد السينما ووقتها لم أستطع معارضتهم".
وأضافت: "اشتركت في مسرح الجامعة وقمت بالتمثيل والإخراج ثم شاركت في منتخب جامعة القاهرة ووقتها علمت من بعضهم أنهم سيقدمون في معهد السينما وكان معهم استمارة إضافية وقدموها لي وشاركت في اختبارات المعهد ونجحت في كل التصفيات رغم أني كنت غير مهتمة ووصلت للمقابلة الشخصية النهائية بالمعهد وتم قبولي أنا وعبير فريد شوقي".
وتابعت: "التحقت بالمعهد ولم أخبر أهلي غير بعد عام وكنت الأولى على المعهد في النتائج وقررت ترك الكلية والبقاء في المعهد ووقفت والدتي بجواري وساندت قراري بعد معارضة والدي ووصلنا لحل وسط فالتحقت بكلية الإعلام إرضاء لوالدي مع دراستي للسينما".
وأضافت هالة: "قدمت في الدراسات العليا بالمعهد وفشلت في العثور على عمل إلى أن قدمت في وزارة التربية والتعليم كمخرجة وحاولت كثيرا ثم أخرجت فيلما قصيرا بعنوان (طيري يا كيارة) وقدمته للوسط الفني بشكل جيد وحقق إقبالا جماهيريا وحصد جائزة بمهرجان ميلانو، ثم طلبني المخرج مجدي أحمد علي للعمل معه كمساعد ثم قررت أن أترك العمل كمساعد مخرج لأنني لم أجد نفسي به وقررت إخراج أفلام قصيرة ثم مسلسل كوميدي للتليفزيون وكان بطولة بشرى وأمير كرارة وأحمد الفيشاوي واسمه (شباب أون لاين)".
واستكملت قائلة: "بعدها كتبت فيلم (أحلي الأوقات) مع وسام سليمان وعثرنا على جهة الإنتاج ثم تعلمت السيناريو وكتبت فيلم (قص ولزق) وأخرجته ثم فيلم (نوارة) ومؤخرا فيلم (شرط المحبة) وأحاول العثور على جهة لإنتاجه، وظل والدي رافضا لعملي في السينما ورغم علمه بنجاحي إلا أنه تجاهل عملي كمخرجة إلى يوم وفاته لأنه كان يرغب في أن أعمل مدرسة بعكس والدتي التي ما تزال تدعمني إلى اليوم".
وقالت المخرجة والمنتجة ماريان خوري: "أنا من أسرة سينمائية فوالدي كان يعمل في السينما منذ الخمسينيات وتربيت كولد في المنزل مثل أشقائي ولم يكن يفرق بيننا ولكنه كان يطالبني بالبعد عن السينما وخاصة مع يوسف شاهين لأن شخصيته صعبة، فعملت في البداية ببنك ثم تركت العمل بعد وفاة والدي وعملت بعدها مع يوسف شاهين كمنتج منفذ".
وأضافت ماريان: "كنت سعيدة ببدايتي مع يوسف شاهين في الثمانينيات وواجهت صعوبة في بداية عملي لأنني لم أدرس السينما ولذلك كنت أخاف منه ومن الكاميرا وكل ما يتعلق بصناعة الفيلم إلى أن اكتسبت الثقة والخبرة التي أنا عليها اليوم وقمت بتقديم فيلم احكيلي وأعتقد أنه حقق نجاح أكبر من فيلمي السابق الذي لم يقبله الجمهور والنقاد لأني وقتها لم أكن أعلم ما هي السينما أو مصطلحاتها".
واستكمل الحديث د. عزة كامل نائب رئيس هيئة أمناء مهرجان أسوان قائلة: "قدمت حلقتين نقاشيتين مع مجموعة من السينمائيات ناقشنا فيهم كيفية نظر المجتمع للمرأة التي تعمل في هذا المجال وكيف توفق بين حياتها وعملها وكيف تركت العديدات منهن السينما لرفض الزوج والمجتمع عملهم لأنهم يرون ذلك انحلالا حتى أن البعض منهم كان يدرس السينما ويعمل بها سرا خوفا من الأهل والمجتمع".
وأضافت د. عزة: فرص المرأة في السينما صعبة لأنهم يواجهون العديد من المعوقات وخاصة في بدايتهم وتعرض العديد منهم للتحرش والتمييز الجنسي من بعض العاملين واليوم انتقلت أمراض السينما التجارية للسينما المستقلة وهناك العديد من السيدات التي تم رفض عملهن في التصوير.
كما يتعامل بعض الفنيين مع المرأة التي تعمل بالسينما بشكل سيء لأنهم يرون أن الرجل أفضل من المرأة وهو ما يدفع العديد من المبدعات للبعد عن صناعة السينما بعد معاناتهم في صناعة الأفلام، ولذلك يجب توفير فرص آمنة للنساء وإتاحة الفرص لهم والقضاء علي إذدواجية الفكر لدي الرجال الذين يعملون بالسينما.
واتفقت معهم الفنانة بشرى في الرأي قائلة: "أتفق في الرأي مع كل ما قيل ولكني ضد أن تكون للمرأة كوتة لأن المرأة في بعض الأوقات تسمح بالتمييز ضدها برغبتها وأنا شاهدت ذلك في بداياتي ولكن بالإصرار تحصل الموهبة علي فرصتها".
وأضافت بشرى: "هوجمت في البدايات وقت عملي كمنتجة في سن صغيرة مع شركة دولار، حيث كان عمري وقتها 24 عاما فقط وتم عمل مقارنات بيني وبين المنتجة إسعاد يونس، والمنتج أحمد السبكي كان الوحيد الذي ينتج في 2011 واختفي الجميع من الساحة".
وتابعت: "لا أعلم لم هاجموني بسبب عملي رغم أن بدايتي كانت مع المخرج يوسف شاهين ثم قدمتني هالة خليل في (شباب دوت كوم) وخدعني والدي هو والمخرج رضوان الكاشف للبعد عن معهد السينما والالتحاق به عقب انتهاء دراستي الجامعية".
واستكملت: "أرى أن الموروثات التي تربينا عليها سبب في التمييز ضد المرأة ولكن هناك نماذج تكافح وتحاول إيجاد بديل في كل المجالات وليس في السينما فقط وتجربتي ليست سهلة وقمت بإنتاج 14 فيلما وحصلت على جائزة عن فيلم 678، وتجربتي في مهرجان الجونة تجربة جماعية يقودها رجل يدعم المرأة اسمه نجيب ساويرس ويحب بلده ويكره الاضطهاد ويدعم كل من لا يقبل به ويدعم الجميع ورغم وجود والدي الرجل المثقف ووالدتي لكنت عانيت أكثر مثل كثيرات وفي النهاية علينا أن نعمل ونجتهد إلي أن نصل لما نستحق".
وتحدثت المنتجة درة بو شوشة عن عملها قائلة: "دائما أقول لم أختر مهنتي كمنتجة ولكنها من اختارني وبدأ الأمر معي بقراءة السيناريو وترجمة الأفلام على عدد من القنوات، ثم عملت مع المنتج أحمد بهاء عطية وكنت أدرس بالجامعة وقدمت معه فيلم (صمت القصور) وكنت مدير إنتاج وأحببت مشاركته في تجربة ثانية ولكنه رفض ذلك لأنني لم أنتج بعد ولا أعلم كل شيء عن هذا الأمر وبعد كل تجربة صعبة أمر بها كنت أعود مجددا رغم أني لم أدرس السينما وكان السينمائيين يعتبرونني دخيلة عليهم ولذلك تعرضت للعديد من المشكلات لأني كنت المرأة الوحيدة التي تعمل في الإنتاج ورغم ذلك نجحت رغم أن الكثير يعتبرها مهنة للرجال فقط ولذلك درست بعدها وجعلت الجميع ينسي أني إمرأة".
وختمت درة حديثها قائلة: "شعرنا بالخوف وقت تولي حزب النهضة والإخوان للأمور في تونس لأن التصويت لهم كان ذكوري وليس ديني وجميع من يعمل بالسينما شعر أن هناك ردة ستحدث للفن والمجتمع ولكن الأمر لم يستمر طويلا، وأري أن المرأة تعمل علي نفسها أكثر من الرجل ولذلك بدأت تحصل علي جزء بسيط من حقها".