مصارعة الأخطبوط.. رياضة قديمة في طي النسيان
العالم يزخر بالعديد من الرياضات المختلفة والغريبة التي لا يعرفها الكثيرون ولكنها كانت صاحبة انتشار وواعد قبل اختفائها.
شهد العالم عبر التاريخ الكثير من الرياضات الغريبة منها ما بقى حتى يومنا هذا، ومنها انحدر وأصبح في طي النسيان.
مصارعة الأخطبوط إحدى الرياضات الغريبة والمخيفة التي كانت موجودة قديمة، ولكنها انحدرت وأصبحت في طي النسيان.
البداية
بدأ ظهور رياضة مصارعة الأخطبوط في عام 1949 حيث نشر الكاتب ويلمون مينارد مقالا بعنوان "مصارعة الأخطبوط هي هوايتي"، وأوضح خلالها رحلته إلى تاهيتي والتي رافق فيها أحد مصارعي تلك الحيوانات البحرية الضخمة.
وحكى الكاتب أنه ساعد ذلك المصارع في إحدى المرات على قتل أخطبوط عملاق يمتلك من المخالب ما يصل إلى 25 مخلبا.
وبعد ظهورها في تاهيتي، بدأت الولايات المتحدة الأمريكية، تعرف هذا النوع من الرياضة الغريبة، ثم انتقلت إلى جزر بولنيزيا الفرنسية، الواقعة في المحيط الهادي.
وبشكل عام، لا تعد تلك الحيوانات البحرية، والموجودة بتلك المناطق بالشراسة التي قد يتخيلها البعض، ولكن كان لزاما بالطبع على المشاركين أن ينتبهوا لمخالبها، إذ من الممكن أن تقوم بجذب قناع السباحة أو خرطوم الهواء لديهم، ما قد يكون تهديدا لحياتهم، ولكن في العموم، لم تكن تلك الرياضة بالخطورة المتوقعة.
هناك نسخة أخرى من تلك اللعبة أكثر صعوبة حيث يوجد بها فريقان، يسمح لأحدهما بارتداء معدات الغوص، بينما لا يسمح للفريق الآخر بذلك.
ويتم تعويض الفريق المنقوص من وسائل حمايته، بإعطائه نقاط مضاعفة عن كل كيلوجرام من الأخطبوط الذي تم اصطياده، لتتم عملية قياس وزن الأخطبوط عقب سحبه إلى الشاطئ، وبمجرد انتهاء المباراة، يكون هناك خيارين للفريق الفائز، إما بأكله أو إعادته إلى البحر.
البطولات
عقدت أول مباراة لبطولة صيد الأخطبوط في نوفمبر/تشرين الثاني عام 1957، في مدينة "تاكوما" بولاية "واشنطن" الأمريكية، وقد حضرها 200 متفرج.
وكانت بطولات هذه الرياضة تقام في واشنطن على وجه التحديد، وعادة ما كان يتم بثها على التلفاز في ذلك الحين، وكان تحظى بنسبة مشاهدة مقبولة.
وفي إحدى البطولات التي أقيمت في عام 1963، شارك 111 سبّاحا، وقد تمكن هؤلاء السباحون من اصطياد 25 أخطبوطا تتراوح أوزانها ما بين 1.8 كجم و25.9 كجم.
وبالنسبة للطريقة التي كان يحدد بها الفائز، فقد كانت تقام المسابقة بين أفراد أو بين مجموعات، والفائز هو من يقوم باصطياد أكبر أخطبوط.
وكانت قواعد اللعبة تقضي بأن يتكون كل فريق من 3 غواصين، على أن يكون الغطس على عمق يتراوح بين 30 إلى 50 قدما، ويتم مصارعة الأخطبوط وسحبه إلى السطح، وكلما كان الأخطبوط أثقل كان فريقه هو الفائز.
طي النسيان
وبشكل عام فقد استمرت شعبية هذه الرياضة بالولايات المتحدة بشكل خاص، حتى نهاية ستينيات القرن الماضي، لكنها رغم ذلك، بدأت تذهب في طي النسيان..
سبب حدوث ذلك وبشكل سريع، يعود إلى القرار الذي أصدرته إدارة ولاية واشنطن والذي كان بمثابة المسمار الأخير في نعش تلك الرياضة.
القرار التنفيذي، نص بعدم جواز اصطياد الأخطبوط بأي من الصور، ما قضى على المسيرة القصيرة لتلك الرياضة التي أصبحت الآن ذكرى من الماضي.
aXA6IDE4LjExOC4xMjYuNDQg
جزيرة ام اند امز