تحركات رسمية لحظر ذراع إيران الرئيسية في ألمانيا
تستعد كتل برلمانية لتقديم مشروع قرار لبرلمان ولاية هامبورغ، لإنهاء جميع الاتصالات الرسمية وكافة أشكال التعاون مع "المركز الإسلامي"
تحرك حزبا الديمقراطي المسيحي (يمين وسط/حاكم)، والبديل لأجل ألمانيا (يمين شعبوي)، لحظر المركز الإسلامي في ولاية هامبورغ، شمالي ألمانيا، بعد ٣ أسابيع من حظر جميع أنشطة حزب الله اللبناني في البلاد.
وقال المتحدث باسم الحزب الديمقراطي المسيحي، دنيس غلادييتور، في تصريحات صحفية: "تستعد كتلة الحزب لتقديم مشروع قرار لبرلمان ولاية هامبورغ، لإنهاء جميع الاتصالات الرسمية وكافة أشكال التعاون مع المركز الإسلامي".
وأضاف: "كما يطالب المشروع الحكومة الألمانية بحظر المركز".
ويخضع المركز الإسلامي في هامبورغ لرقابة هيئة حماية الدستور (الاستخبارات الداخلية) منذ سنوات، بسبب أنشطته المعادية للنظام الديمقراطي الحر، ويعد الذراع الأساسية للنظام الإيراني في الأراضي الألمانية.
وأوضح غلادييتور "نظرا لكونه ذراع طولي لنظام الملالي، يستهدف المركز الإسلامي في هامبورغ تقويض نظامنا الديمقراطي، وينشر أفكارا متطرفة تتعارض مع أسلوب حياتنا المفتوح".
وتابع: "يظهر المركز الإسلامي في هامبورغ أيضا، تضامنا وتعاونا مع حزب الله ومؤسساته في ألمانيا".
فيما قال الكسندر وولف، زعيم الكتلة البرلمانية لحزب البديل لأجل ألمانيا في برلمان هامبورغ، في تصريحات صحفية: "لا مكان لدعاة الكراهية في الولاية"، مضيفا أن حزبه سيتقدم بمشروع قرار لحظر المركز الإسلامي.
وخلال السنوات الماضية، استطاعت طهران تكوين شبكة واسعة ومترامية الأطراف في الأراضي الألمانية، تمتد أنشطتها لدول أوروبية أخرى، وتخضع إداريا وتنظيميا للمركز الإسلامي في مدينة هامبورغ.
وفي هذا الإطار، ذكر تقرير هيئة حماية الدستور "الاستخبارات الداخلية" لعام ٢٠١٨، الصادر صيف 2019، أن "المركز الإسلامي في هامبورغ أسس شبكة واسعة في عموم الأراضي الألمانية، تمارس نفوذا كبيرا على الجاليات الشيعية المنحدرة من جنسيات مختلفة، وتضم المساجد والمراكز الثقافية الشيعية، إلى حد يصل للسيطرة الكاملة".
وفي 21 أغسطس/ آب 2017، قالت الحكومة الألمانية، في مذكرة رسمية، للبرلمان اطلعت "العين الإخبارية" على نسخة منها إن "محتوى رسائل وخطب المركز الإسلامي في هامبورغ تعد نتاجا للاتصالات بين المركز وإيران".
وأضافت: "في محتوى خطب المركز، تحاول طهران تصدير ثورتها، وهذا هدف أساسي للدولة الإيرانية، لكنه لا يتوافق مع الدستور الألماني والنظام الديمقراطي".
وخلال الأعوام الماضية، وسعت إيران شبكتها في أوروبا انطلاقا من الأراضي الألمانية، حيث أسست في أكتوبر/تشرين أول 2015، مسجد كوبنهاغن في الدنمارك، الذي يخضع مباشرة للمركز الإسلامي في هامبورغ، وفق تصريحات صحفية للخبير الألماني في الشؤون الإيرانية، كريستيان اوستهولد.
ووفق أوستهولد، فإن الحكومة الألمانية تعي جيدا دور المركز الإسلامي في هامبورغ، وتعتبره أهم مركز تمثيل للحكومة الإيرانية في ألمانيا، وأحد أهم مراكز البروباغندا الإيرانية في أوروبا.
وأضاف: أستهولد "في حين أن برلين تحاول حل أزمات إيران الدولية، إلا أنها تفشل داخليا في وقف أنشطة إيران، بل تعامل منفذيها كشركاء سياسيين".
وتابع: "من هامبورغ، تدير أذرع إيران المعادية للدستور، أنشطة طهران، وتنجح في اخفاء نواياها الحقيقية وبيع صورة مزيفة للمجتمع الألماني".