تقرير رسمي يحذر: أفكار أردوغان تخترق المدارس الألمانية
ولاية هيسن (وسط) تعتمد في حصص تعليم الدين الإسلامي على "الاتحاد الإسلامي التركي" الذي يتبع بشكل مباشر لهيئة الشؤون الدينية بأنقرة
كشف تقرير ألماني يستند لتحليل رسمي، الثلاثاء، أن الاتحاد الإسلامي التركي "ديتيب" يخترق المدارس عبر ما يعرف بـ"حصص تعليم الدين"، لافتا إلى أن برلين تبحث خطة لطرد المنظمة من المدارس.
وقالت صحيفة بيلد الألمانية: "منذ أكثر من 6 سنوات تعتمد ولاية هيسن (وسط) ما يعرف بـحصص تعليم الدين الإسلامي، بالشراكة مع ديتيب، لكن الاتحاد الإسلامي التركي المثير للجدل يتبع بشكل مباشر لهيئة الشؤون الدينية بأنقرة (ديانيت)، الخاضعة لسيطرة النظام بشكل مباشر".
وأضافت "في مارس/آذار 2012 حذر تقرير أعدته وزارة التعليم في ولاية هيسن من التأثير الكبير للنظام التركي على ديتيب، وما يعنيه ذلك من وصول التأثير للمدارس الألمانية في حال استمرت حصص الدين الإسلامي بالشراكة مع الاتحاد".
وأضافت الصحيفة أن "حكومة الولاية قررت في ذلك الوقت عدم نشر التقرير، لكننا عملنا خلال الفترة الماضية بمساعدة محامين على إجبار الحكومة على نشره، استنادا لقانون حرية تداول المعلومات، والآن تحقق لنا ما أردنا".
ونقلت الصحيفة عن تقرير وزارة التعليم في هيسن "تواجه ديانيت والمنظمات التابعة لها مشكلات كبيرة مع الحريات الدينية، وتعد أداة رئيسية في التحول الكبير الذي يطرأ على النظام التركي منذ وصول رجب طيب أردوغان للحكم".
وأضاف "تلعب ديانيت دورا نشطا بشكل متزايد في التكوين الاجتماعي والسياسي للمجتمع التركي".
ووفق بيلد، حذر التقرير من أن حصص الدين الإسلامي تعد بابا لدخول النفوذ التركي للمدارس الألمانية.
الصحيفة لفتت إلى أن تقرير وزارة التعليم في هيسن "تم الانتهاء منه بشكل كامل في 2012، أي قبل محاولة الانقلاب (المزعومة) في تركيا (يوليو/تموز 2016) التي كانت نقطة تحول كبيرة، وبات نفوذ ديانيت السياسي والاجتماعي بعدها أكبر بكثير".
بدوره، قال فولكر بيك (59 عاما) وهو سياسي بارز بحزب الخضر "يسار" وبرلماني سابق: "إن هناك شكوكا واضحة حول ملائمة ديتيب للشراكة مع وزارة التعليم في هيسن"، مضيفا "لكن حكومة الولاية قررت تجاهل هذه الشكوك بمنتهى البساطة، بل رفضت نشر تقرير وزارة التعليم في خطوة غير مفهومة".
ونقلت صحيفة بيلد عن مصادر لم تسمها أن مشروع تدريس الدين الإسلامي في مدارس هيسن يقترب من نهايته، حيث ينص العقد المبرم بين ديتيب وحكومة ولاية هيسن على نهاية المشروع مطلع عام 2020 بحد أقصى.
وأوضحت المصادر أنه "في الوقت الحالي هناك شكوك واضحة على ملائمة ديتيب للشراكة مع حكومة الولاية في ملف التعليم".
وأضافت أن الحكومة تبحث خيارات مختلفة خلال الفترة المقبلة، وهناك خطة "ب" واضحة تتمثل في طرد المنظمة التركية من المدارس، وقيام الأخيرة بتدريس الدين الإسلامي دون شركاء.
وتعد ديتيب أكبر منظمة مظلية للمساجد في ألمانيا، حيث يشرف الاتحاد على ٩٠٠ مسجد في عموم البلاد، بينها المسجد الكبير في مدينة كولونيا، ويشغل عضويته 800 ألف شخص في الأراضي الألمانية.
ووفق مركز الدراسات التابع للبرلمان الألماني، فإن ارتباط ديتيب بالنظام التركي ليس محل شك.
وذكر المركز في تقرير صدر في 2018 "ديتيب مرتبط بشكل مباشر بمديرية الشؤون الدينية التي تخضع لإشراف مباشر من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان"، وتصنف السلطات الألمانية المنظمة التركية بأنها تمثل تهديدا للديمقراطية.
aXA6IDMuMTQ1LjM4LjY3IA== جزيرة ام اند امز