الشراكة بين الإمارات والصين.. عهد جديد من العلاقات المتينة
تصريحات لمسؤولين من الإمارات والصين خلال الملتقى الاقتصادي بين البلدين
التقديرات الأولية تشير إلى أن الاستثمار الفعلي للصين في دولة الإمارات في عام 2017 تجاوز 3 مليارات دولار أمريكي.
قال سيف الهاجري، رئيس دائرة التنمية الاقتصادية بأبوظبي، إن دولة الإمارات حريصة على خلق شراكة اقتصادية استراتيجية قوية مع حكومة جمهورية الصين الشعبية، من خلال تعزيز الفرص الاستثمارية الواعدة المتاحة بين الجانبين وفتح المجال أمام المستثمرين وكبرى الشركات الصينية للحصول على هذه الفرص، بما يعزز من علاقات الشراكة بين القطاع الخاص في البلدين.
جاء ذلك على هامش فعاليات الملتقى الاقتصادي الإماراتي الصيني، الذي عقد، اليوم الجمعة، في العاصمة أبوظبي بحضور عدد من كبار المسؤولين ورجال الأعمال من البلدين، وذلك تزامناً مع احتفاء الدولة بزيارة شي جين بينغ رئيس جمهورية الصين الشعبية والوفد المرافق له لدولة الإمارات.
وأضاف أن إمارة أبوظبي، وفي ضوء خططها الاستراتيجية لتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة تسعى لتعزيز شراكاتها الدولية، حيث تعد الصين من أهمها، لتقارب المصالح المشتركة بين البلدين الصديقين في العديد من المجالات، مشيراً إلى وجود العديد من الفرص الاستثمارية المتاحة في أبوظبي أمام الشركات الصينية في مختلف المجالات كالألمنيوم، والحديد والصلب، والبنية التحتية، والمطارات، والموانئ، والسكك الحديدية، والبتروكيماويات، والطاقة المتجددة.
وأفاد بأن الصين تعتبر من أهم المحطات الدولية لبرنامج جذب الاستثمار الأجنبي المباشر إلى إمارة أبوظبي والذي ينفذه مكتب أبوظبي للاستثمار التابع للدائرة بهدف الترويج للفرص الاستثمارية التي تتميز بها الإمارة بالتعاون مع الجهات الحكومية وشبه الحكومية والقطاع الخاص.
وبدوره، أكد محمد الرميثي رئيس اتحاد غرف التجارة والصناعة رئيس غرفة تجارة وصناعة أبوظبي، أهمية الملتقى ودوره في تعزيز العلاقات الاقتصادية والاستثمارية الكبيرة بين البلدين، وفتح المجال أمام العمل على توطيد أواصر الترابط الثقافي والتكامل الإنساني، واستمرارية التبادل المعرفي والحضاري بين البلدين الصديقين.
وقال الرميثي، إن الزيارة التاريخية الرسمية للرئيس الصيني شي جين بينغ إلى الإمارات، هي أول زيارة خارجية له بعد إعادة انتخابه رئيساً لبلاده، وهو ما يدل على المكانة الاستراتيجية لدولة الإمارات لدى الصين، كما أنها تبشر بانتعاش اقتصادي بين البلدين من شأنه أن يقفز بمعدلات النمو التجاري إلى مستويات عالية لتحقيق المشاريع والمصالح المشتركة.
وثمّن الرميثي الترحيب الرسمي والشعبي الذي حظي به الانطلاق الرسمي للأسبوع الإماراتي الصيني، وما صاحبه من تنظيم للفعاليات الثقافية والاجتماعية والفنية والمجتمعية المختلفة في الدولة، وذلك احتفاء بالعلاقات الاستراتيجية المتميزة التي تجمع بين البلدين، والتي تؤسس لعهد جديد من العلاقات المتينة والشاملة في شتى المجالات.
وأضاف أن جمهورية الصين تعد شريكاً استراتيجياً واقتصادياً له ثقله بالنسبة لدولة الإمارات، حيث شهدت السنوات الأخيرة نمواً سريعاً في العلاقات الاقتصادية الإماراتية - الصينية، ودلل على ذلك ارتفاع مؤشرات التبادل التجاري بين الإمارات والصين إلى مستويات استثمارية ضخمة، فضلاً عن أن البنية التحتية والتسهيلات التشريعية في الإمارات وفرت الفرصة السانحة للشراكة الصينية في مختلف مجالات الاستثمار، ما يجعل من الإمارات وجهة مفضلة لمشروعات استثمارية مستقبلية أكثر طموحاً من قبل الصين.
وخلال الملتقى ألقى حميد بن سالم، الأمين العام لاتحاد غرف التجارة والصناعة، كلمة أكد فيها أهمية الملتقى الاقتصادي الإماراتي الصيني كمنصة لتعزيز الروابط والعلاقات التجارية بين القطاع الخاص في دولة الإمارات العربية المتحدة ونظيرها في جمهورية الصين الشعبية، حيث توجد العديد من القواسم المشتركة والأسس المتينة في إقامة مشاريع مشتركة متطورة تخدم مسيرة التنمية.
وأكد بن سالم أن اتحاد الغرف ينظر إلى الملتقى بأهمية بالغة، نظراً لما يقدمه من فرصة لأصحاب الأعمال والمستثمرين في دولة الإمارات للتعرف عن كثب على فرص ومجالات الاستثمار في الصين بصورة عامة، والتزود بمعلومات متكاملة حول مناخ الاستثمار والفرص المتاحة في الصين والإجراءات والتسهيلات المتعلقة بالاستثمار، بما يساهم في زيادة وتعزيز الاستثمارات المشتركة وإقامة المشروعات الاستثمارية التي تعود بالمنفعة المشتركة على الكيانات الاستثمارية في البلدين.
من جانبه، ألقى هوانغ يونغجانغ رئيس مجلس الأعمال الصيني في دولة الإمارات، كلمة خلال الملتقى أكد فيها التطور العميق والشامل والمتبادل للعلاقات الاقتصادية والتجارية بين الصين والإمارات منذ تأسيس شراكتهما الاستراتيجية عام 2012، والتي أدت إلى إنجازات ملموسة في مختلف المجالات، حيث بلغت قيمة المشروعات الهندسية الجديدة 5 مليارات دولار أمريكي، لافتاً إلى أن التقديرات الأولية تشير إلى أن الاستثمار الفعلي للصين في دولة الإمارات في عام 2017 تجاوز 3 مليارات دولار أمريكي.
وأوضح أهمية دور مجلس الأعمال الصيني بالإمارات في بناء جسور التواصل بين رجال الأعمال والمستثمرين في البلدين، مشيراً إلى أن تشابه الرؤى المستقبلية طويلة المدى للبلدين يفتح المجال أمام شراكات مستدامة في مختلف المجالات الحيوية، كما استعرض عدداً من أبرز المشروعات والشراكات الاستثمارية التي نفذها البلدان في الفترة الأخيرة في إطار التعاون في مشروعات الحزام والطريق، منها مشروع ميناء خليفة في أبوظبي، ومشروعات تطوير حقول النفط والغاز، والتعاون في القطاع المصرفي والمالي، وتعزيز القدرات الإنتاجية، والمشاريع الناشئة، وحلول المدن الذكية، وخدمات الحوسبة السحابية والبيانات الضخمة.
شارك في الملتقى محمد المشرخ المدير التنفيذي لمكتب الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر، والدكتور أديب العفيفي مدير البرنامج الوطني للمشاريع الصغيرة والمتوسطة بوزارة الاقتصاد، ومحمد ناصر حمدان الزعابي مدير إدارة الترويج التجاري بالوزارة، ونجيب العلي المدير التنفيذي لمكتب "إكسبو 2020 دبي"، وممثلون عن عدد من الجهات الحكومية والشركات الاستثمارية في الدولة، من أبرزها وكالة الإمارات للفضاء، مجلس أبوظبي للجودة والمطابقة، ودائرة الطاقة بأبوظبي، ومكتب أبوظبي للاستثمار، ومؤسسة دبي لتنمية الاستثمار، وغرفة تجارة وصناعة عجمان، وموانئ دبي العالمية، وأدنوك، وشركة أبوظبي للاستثمار، ودبي القابضة.
aXA6IDE4LjIyNC42NS4xOTgg جزيرة ام اند امز