ما مصير أسواق النفط بعد تعيين بولتون مستشارا للأمن القومي الأمريكي؟
أسواق النفط تترقب ماذا سيحدث عندما يتولى مبعوث الأمم المتحدة جون بولتون منصبه مستشارا للأمن القومي الأمريكي الشهر المقبل.
عندما يتولى مبعوث الأمم المتحدة جون بولتون منصبه مستشارًا للأمن القومي الأمريكي الشهر المقبل، سيراود الكثيرون الشكوك حيال الاتفاق النووي المبرم بين إيران والدول الكبرى، إلى جانب ترقب بأسواق النفط حيال النتائج.
وفي رد فعل على اختيار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لمستشاره الجديد، استجابت أسواق النفط للأمر بالصعود، حيث ارتفع خام برنت نحو 7% ليصل إلى 69 دولارًا للبرميل منذ إقالة وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون، بحسب وكالة "بلومبيرج" الأمريكية.
إذاً ماذا سيحدث بأسواق النفط حال قرر ترامب سحب الاتفاق النووي؟
الرئيس الأمريكي مطالب بموجب القانون بالتصديق كل 90 يومًا على ما إذا كانت إيران ملتزمة باتفاق 2015.
في أكتوبر/تشرين الأول، قال ترامب إن إيران فشلت في الارتقاء لروح الاتفاق، لكنه لم يُعد فرض العقوبات الأمريكية على قطاع الطاقة الإيراني.
وفي يناير/كانون الثاني، قرر التراجع عن إعادة فرض عقوبات اقتصادية حاسمة ضد طهران، لكن فقط لمنح الدول الأوروبية وقتا إضافيا لإصلاح العيوب الرهيبة في الاتفاق.
أما إيران، فتحاول جذب أكثر من 100 مليار دولار من شركات النفط الدولية لتعزيز الخام ونواتج التكثيف بنحو 25% لأكثر من 5 ملايين برميل في اليوم، لكن دون استثمارات جديدة للشركات العالمية سيصاب الإنتاج بحالة ركود.
ردَع موقف ترامب من الاتفاق النووي المستثمرين عن الدخول في استثمارات بطهران، ويشكو المسؤولون الإيرانيون بالفعل من أن شركات النفط الغربية حذرة للغاية بشأن عودتها إلى البلاد، وهناك علامات على بدء تدخل الشركات الروسية لملء الفراغ.
كما أن هناك تضييقا على الإمدادات العالمية من النفط مع قيام الأعضاء بمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) بخفض الإنتاج لمواجهة الوفرة، وتداولت الأسعار قرب أعلى مستويات لها في ثلاث سنوات.
أدت العقوبات التي فُرضت عام 2012، قبل الاتفاق النووي، إلى خفض صادرات إيران النفطية إلى النصف، وإذا كانت الولايات المتحدة ستجبر هذه الكمية من النفط على الخروج من السوق مرة أخرى، فإنها قد تؤدي إلى تحول الفائض سريع الانكماش إلى حالة نقص وارتفاع الأسعار.
هل يمكن لترامب الذهاب لأبعد من العقوبات؟
منذ ثلاثة أعوام، ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية في افتتاحيتها، أنه "لوقف قنبلة إيران.. فجّر إيران"، وقال بولتون إن الطريقة الوحيدة لمنع طهران من الحصول على أسلحة نووية هي الضربة العسكرية.
ماذا سيحدث حال ألغى ترامب الاتفاق النووي؟
إذا أعاد ترامب فرض العقوبات الأمريكية، فإن الإجراءات ستكون أحادية الجانب، على عكس المجهودات العالمية التي دفعت بإيران إلى طاولة المفاوضات المرة الماضية.
خلال أكثر المراحل التقيدية للعقوبات الأمريكية والدولية في الفترة من 2012 إلى 2015، حدد المشترون في آسيا مشترياتهم من النفط الإيراني وفرض الاتحاد الأوروبي حظرًا على استيراد الخام من إيران.
نفوذ واشنطن، حتى لو كانت ستتصرف وحدها، يتمثل في أن مبيعات الخام تقوم على عملة الدولار، مما يعني أن أي اتفاق متعلق بالنفط يجب أن يمر عبر النظام البنكي الأمريكي، ويمكن للولايات المتحدة فرض عقوبات على الفروع الأمريكية للشركات الأجنبية التي تستثمر في إيران أو تشتري نفطها.