النفط والذهب والدولار.. الكل خاسر على وقع "اتفاق" مصيره غامض
تشهد أسواق العملات والمعادن والطاقة، ارتباكا مع قرب إقرار اتفاق سقف الدين في الولايات المتحدة، رغم توقعات بمواجهته مصاعب في الكونغرس.
شهدت أسعار النفط والذهب وحتى الدولار تراجعا، مستهل التعاملات بالأسواق العالمية، اليوم الثلاثاء، إذ قوضت المخاوف بشأن إمكانية المصادقة على اتفاق سقف الدين في الولايات المتحدة شهية المخاطرة فيما ألقت الرسائل المتضاربة من كبار منتجي النفط بظلالها على توقعات العرض قبل اجتماع مرتقب بعد أيام.
- اتفاق سقف الديون الأمريكية.. إليك أبرز تفاصيل الصفقة
- أزمة سقف الدين بأمريكا.. اتفاق اللحظات الأخيرة يزيح الخطر
وتراجعت أسعار النفط اليوم الثلاثاء متخلية عن مكاسبها المبكرة. وهبطت العقود الآجلة لخام برنت 50 سنتا أو 0.7 بالمئة إلى 76.57 دولار للبرميل بحلول الساعة 0453 بتوقيت جرينتش بعد أن ارتفعت 0.5 بالمئة في وقت سابق اليوم الثلاثاء.
كما تراجع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 35 سنتا إلى 72.32 دولار للبرميل بانخفاض 0.5 بالمئة عن إغلاق يوم الجمعة. ولم تكن هناك تسوية أمس الإثنين نظرا لأنه كان عطلة رسمية في الولايات المتحدة.
وقال بعض المشرعين الجمهوريين المتشددين أمس الإثنين إنهم قد يعارضون الاتفاق الخاص برفع سقف الدين في الولايات المتحدة، أكبر مستهلك للنفط في العالم، إلا أن الرئيس الديمقراطي جو بايدن ورئيس مجلس النواب الجمهوري كيفن مكارثي لا يزالان متفائلين إزاء المصادقة على الاتفاق.
وتوصل بايدن ومكارثي في مطلع الأسبوع إلى اتفاق لتعليق سقف الدين البالغ 31.4 تريليون دولار والحد من الإنفاق الحكومي للعامين المقبلين. ويتعين أن يقر الكونجرس المنقسم هذا الاتفاق قبل الخامس من يونيو/حزيران المقبل، وهو اليوم الذي قالت وزارة الخزانة إن البلاد قد لا تكون قادرة بحلوله على الوفاء بالتزاماتها الأمر الذي قد يتسبب في اضطرابات للأسواق المالية.
ويتزامن الموعد النهائي لإقرار سقف الدين تقريبا مع اجتماع من المقرر عقده في الرابع من يونيو/حزيران المقبل لتحالف أوبك+، الذي يضم منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاء بينهم روسيا، وسط حالة من الغموض حول ما إذا كان التحالف سيعلن المزيد من خفض الإنتاج بعد التراجع الأخير في الأسعار.
وقال توشيتاكا تازاوا المحلل لدى فوجيتومي للأوراق المالية "حول المستثمرون انتباههم إلى نتائج اجتماع أوبك+... فيما وردت رسائل متضاربة من منتجي النفط الرئيسيين".
وحذر وزير الطاقة السعودي عبد العزيز بن سلمان الأسبوع الماضي البائعين على المكشوف الذين يراهنون على أن أسعار النفط ستنخفض، في إشارة محتملة إلى أن أوبك+ قد تقلص الإنتاج.
ولكن تصريحات مسؤولين ومصادر في قطاع النفط الروسي، بينهم نائب رئيس الوزراء ألكسندر نوفاك، أشارت إلى أن ثالث أكبر منتج للنفط في العالم يميل إلى ترك مستوى الإنتاج دون تغيير.
وفي أبريل نيسان، أعلنت السعودية وأعضاء آخرون في أوبك+ عن مزيد من التخفيضات في إنتاج النفط بنحو 1.2 مليون برميل يوميا، ليصل الحجم الإجمالي لتخفيضات التكتل إلى 3.66 مليون برميل يوميا، وفقا لحسابات رويترز.
اتفاق وتوقعات يهبطان بأسعار الذهب
استقرت أسعار الذهب قرب أدنى مستوى لها في شهرين اليوم الثلاثاء، إذ أدى التفاؤل إزاء التوصل لاتفاق حول سقف الدين في الولايات المتحدة وتراجع التوقعات بتوقف مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) مؤقتا عن رفع أسعار الفائدة في يونيو/حزيران إلى إضعاف جاذبية المعدن النفيس.
وتراجعت أسعار الذهب في المعاملات الفورية 0.2 بالمئة إلى 1938.57 دولار للأوقية (الأونصة) بحلول الساعة 0448 بتوقيت جرينتش. كما انخفضت العقود الآجلة الأمريكية للذهب 0.3 بالمئة إلى 1938.30 دولار.
ومن ناحية أخرى زاد مسؤولو الاحتياطي الاتحادي في الأيام الماضية حدة الترقب بتوقعات متشددة حول أسعار الفائدة، مما أفقد الذهب إلى حد ما بعض المكاسب التي حققها كملاذ آمن خلال أزمة سقف الدين في الولايات المتحدة، إذ تقوض أسعار الفائدة المرتفعة جاذبية المعدن الذي لا يدر عائدا.
وتتوقع الأسواق الآن بنسبة 39.9 بالمئة فقط إبقاء الاحتياطي الاتحادي على أسعار الفائدة دون تغيير في يونيو حزيران.
تراجع الدولار وسط ترقب للصعوبات
تراجع الدولار اليوم الثلاثاء قليلا مقابل سلة من العملات الرئيسية لكنه ظل قريبا من أعلى مستوى له في شهرين بعد أن زاد الاتفاق الخاص بسقف الدين الأمريكي من شهية المخاطرة، وذلك على الرغم من أن إقرار الاتفاق في الكونغرس قد يواجه صعوبات.
وهبط مؤشر الدولار الذي يقيس العملة الأمريكية مقابل ست عملات رئيسية 0.02 بالمئة إلى 104.28 نقطة، بالقرب من أعلى مستوى في شهرين البالغ 104.42 نقطة والذي لامسه يوم الجمعة. ومن المتوقع أن ينهي المؤشر الشهر على ارتفاع قدره 2.5 بالمئة.
وقال عدد قليل من نواب الحزب الجمهوري من اليمين المحافظ أمس الإثنين إنهم سيعارضون أي اتفاق لرفع سقف الدين الأمريكي الذي يبلغ حاليا 31.4 تريليون دولار.
وتسلط هذه المعارضة الضوء على العقبات التي سيواجهها الرئيس جو بايدن المنتمي للحزب الديمقراطي ورئيس مجلس النواب الجمهوري كيفن مكارثي لإقرار الاتفاق في مجلس النواب الذي يسيطر عليه الجمهوريون ومجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الديمقراطيون قبل أن تصل البلاد إلى الحد الأعلى للدين بحلول يوم الاثنين المقبل على الأرجح.