أم كلثوم تقض مضاجع اليمين الإسرائيلي بوجودها في حيفا
المطربة المصرية الكبيرة الراحلة أم كلثوم زارت فلسطين 3 مرات قبل نكبة 1948، واليوم تريد حيفا أن تتشرف بإطلاق اسمها على أحد شوارعها
رحلت بجسدها عن عالمنا قبل 45 عاما، لكنها عاشت بيننا بصوتها الذي ردده الأجداد وحفظته الأجيال.. إنها المطربة المصرية الكبيرة أم كلثوم، التي يعود اسمها اليوم ليقض مضاجع اليمين الإسرائيلي.
فبناءً على طلب من كتلة الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، قررت لجنة الأسماء التابعة لبلدية حيفا قبول توصية إطلاق اسم الراحلة على أحد شوارع المدينة الشهيرة.
وفي حينه قالت اللجنة في بيان لها إن "أم كلثوم التي تعتبر من عظماء الغناء العربي هي اسم مرادف للموسيقى العربية عموما والمصرية خصوصا".
ولهذا، رأت اللجنة إطلاق اسمها على شارع في حيفا يقع بين شارعي تل أبيب ويافا، "كمدينة مختلطة تمثل نموذجا للحياة المشتركة بين اليهود والعرب".
عضو بلدية حيفا رجا زعاتره الذي بادر إلى هذه الخطوة تحدثت معه "العين الإخبارية" حول الخطوة التي قال إن فكرتها "جاءت في إطار تخليد شخصية كبيرة زارت المدينة"، معربا عن اعتقاده أن إطلاق لقب "كوكب الشرق" عليها كان في مدينتهم.
ووفق زعاتره، زارت أم كلثوم فلسطين عدة مرات، بما فيها مدينة حيفا، أواخر العشرينيات وبداية الثلاثينيات، وأدت العديد من الحفلات التي جذبت حضورا كبيرا.
وقبل 100 عام، كانت حيفا قبلة ثقافية فيها دور سينما ومسارح ودور نشر وصحف وفعاليات ثقافية ووطنية.
واليوم، يصف زعاتره "تخليد اسم السيدة أم كلثوم في مدينة حيفا بأنه إنجاز نوعي هام للعرب بالمدينة، على مستوى تأكيد الوجود والبقاء والتجذّر، ماضيًا وحاضرًا ومستقبلا".
في المقابل، أثار قرار بلدية حيفا، ردود فعل غاضبة وتحريضية في صفوف اليمين الإسرائيلي الذي هاجم أم كلثوم أيضا.
عاصفة اليمين الإسرائيلي
يائير نتنياهو، نجل رئيس الوزراء الإسرائيلي المثير للجدل، وصف القرار بأنه "عار وجنون".
نجل نتنياهو كان يعقب على تدوينة للناشط اليميني رونين ماير الذي وصف أم كلثوم بأنها "المطربة المصرية المعادية للسامية".
وأضاف ماير" من الممكن توسيع المفهوم لتغيير طريق الاستقلال إلى طريق بلادي بلادي".
لكن ميرون كتساب، رد على تغريدة نتنياهو بالقول" هل يمكنك أن تجد تعريفك للعار في القاموس ؟".
مستطردا "هذا الأمر ينطبق عليك، عليك أن تخجل من تحريضك".
أما أفيخاي كاتان، فغرد يرد على نتنياهو" يائي..عليك أن تشرب كوب ماء وتستريح، هذه توصيتي لك".
ردة الفعل التحريضية لم تقتصر على نجل نتنياهو، إذ قال عضو الكنيست من حزب (الليكود) اليميني أريئيل كيلنر :"بصفتي مقيمًا في حيفا، أشعر بحزن شديد. فهم يعتزمون إطلاق اسم مغنية دعت إلى تدمير الدولة اليهودية على شارع".
الأغنية التي أزعجت اليمين الإسرائيلي
وأعادت صحيفة "كول بو" اليمينية الإسرائيلية نشر كلمات أغنية "أصبح عندي الآن بندقية" التي غنتها أم كلثوم بعد هزيمة عام 1967.
وجاء في كلمات الأغنية:
إلى فلسطين خذوني معكم يا أيها الرجال
أريد أن أعيش أو أموت كالرجال
أصبح عندي الآن بندقية
قولوا لمن يسأل عن قضيتي
بارودتي صارت هي القضية
أصبح عندي الآن بندقية
أصبحت في قائمة الثوار
ومدينة حيفا ليست الوحيدة التي بات يحمل أحد شوارعها أم كلثوم، إذ سبق أن شهدته مدينة القدس المحتلة أيضا.
لكن إطلاق اسمها على شارع في الرملة، تسبب بردود فعل غاضبة من قبل اليمين الإسرائيلي.
وكانت أم كثوم قد زارت فلسطين ثلاث مرات 1929 و1931 و1935، أحيت خلالها حفلات في حيفا ويافا والقدس قيل إنها جذبت آلاف المغرمين والعاشقين لفنها.
وما زال الفلسطينيون يتداولون على شبكات التواصل الاجتماعي صور إعلانات حفلات أم كلثوم.
وعن موقف اليمين الإسرائيلي، قال زعاتره، إن القرار الذي اتخذته بلدية حيفا هو حتى الآن توصية لم تصل مستوى القرار، إذ يجب أيضا الاتفاق على موقع الشارع".
لكن ورغم عاصفة التحريض هذه، يتمسك فلسطينيو حيفا بمطلبهم، وسط توقعات باتخاذ قرار نهائي أواخر العام الجاري، لتشريف مدينة حيفا باسم محفور في ذاكرة الأجداد والأشبال.