سلطنة عمان في عيدها.. إنجازات خالدة ومستقبل واعد
سلطنة عمان تحتفل، الخميس، بيومها الوطني، في وقت تشهد فيه إنجازات واعدة تؤسس لمستقبل زاهر تحت قيادة السُّلطان هيثم بن طارق.
وهذه المرة الأولى التي تحتفل فيه السلطنة بيومها الوطني في هذا اليوم، وذلك بعد قرار السلطان هيثم بن طارق بأن يكون 20 من نوفمبر/ تشرين ثاني يوما تحتفل فيه البلاد بعيدها.
ويصادف هذا التاريخ ذكرى تأسيس الدولة البوسيعيدية قبل 281 عاما، فيما كان يتم الاحتفال بتلك المناسبة يجري في السابق يوم 18 من الشهر ذاته.
قرار أعاد بموجبه سلطان عمان إبراز العمق التاريخي والحضاري للسلطنة، لتتعرف الأجيال الحالية على الجذور التاريخية لبلادهم، وفيه أيضا تكريم للأسرةُ البوسعيديّة التي تحكم السلطنة منذ نحو 3 قرون والإمامِ المؤسّسِ أحمدَ بنِ سعيدٍ البوسعيدي الذي تولى مقاليد الحكم عام 1744م.
واستمرت أسرة البوسعيد في الحكم منذ منتصف القرن الثامن عشر وحتى الآن وصولا للسلطان هيثم بن طارق، وهو سليل الأسرة البوسعيدية العريقة، وهو ابن عم السلطان الراحل قابوس بن سعيد، وزوجته هي السيدة عهد بنت عبدالله بن حمد البوسعيدية، التي يعود نسبها من والديها إلى الإمام أحمد بن سعيد البوسعيدي، مؤسس الدولة البوسعيدية.
وتحل هذه المناسبة في وقت تشهد فيه السلطنة إنجازات تشمل مختلف المجالات في إطار الرؤية المستقبلية «عُمان 2040»، التي تعد خارطة طريق لنهضة واعدة تشهدها السلطنة، تحت قيادة السلطان هيثم بن طارق.
استعراض عسكري.. وعفو خاص
أصدر السُّلطان هيثم بن طارق عفوا خاصّا عن 247 سجينا من مواطنين وأجانب من المُدانين في قضايا مختلفة، تزامنا مع المناسبة ومراعاةً لأسر هؤلاء النزلاء.أيضا يرعى السُّلطان هيثم بن طارق في هذه المناسبة الاستعراض العسكريَّ الكبيرَ الذي سيُقام، الخميس، بميدان الفتح بمحافظة مسقط.
كما سيرعى استعراض الأسطول البحري 2025 مساء الجمعة بمحافظة مسقط.
وتأتي الاستعراضات في وقت تشهد فيه القواتُ المُسلحة العمانية قفزات نوعيّة في التّطوير والتّحديث، عزّزت جاهزيّتها القتالية وكفاءتها العملياتية للدفاع عن الوطن وحفظ أمنه واستقراره.
تعزيز العلاقات الدولية
أيضا يحل الاحتفال باليوم الوطني في وقت تمضي فيه السلطنة قدما في تعزيز العلاقات الثنائية مع دول المنطقة والعالم، وعلى رأسها دولة الإمارات التي تشهد علاقاتها مع سلطنة عُمان نقلة نوعية.
وتعد سلطنة عُمان نموذجا يحتذى في تعزيز أواصر الصداقـة مع جميع الدول والشعوب القائمة على أساس من الاحترام المتبادل، والمصلحة المشتركة، وعدم التدخّل في الشؤون الداخلية، واحترام المواثيق والمعاهدات الدولية والإقليمية وقواعد القانون الدولي، وتتبنى أسس الحوار والتسامح منهجًا لمعالجة مختلف القضايا والتحدّيات والتّعاون الإيجابي، والوئام بين الدول.
وفي هذا الإطار، قام السُّلطان هيثم بن طارق بزيارات إلى عدد من الدول الشقيقة والصديقة لترسيخ مبادئ الصداقة وتوطيد العلاقات وتجسيدا للاستمرار في التعاون والعلاقات الدبلوماسية الوثيقة معها وتعزيز التّعاون مع تلك الدّول في مختلف المجالات وفرص تنميتها وتطويرها بما يخدم المصالح والتّطلعات المشتركة، من بينها : تركيا وبلجيكا وهولندا وروسيا وجمهورية بيلاروس والجزائر وإسبانيا والمملكة المتحدة.
كما قام عددٌ من الملوك ورؤساء الدّول والمسؤولين بزيارات إلى سلطنة عُمان، من أبرزهم: قادة الإمارات والبحرين والكويت وقطر وإيران وتركيا وأنغولا.
وأجرى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات زيارة إلى السلطنة في 11 سبتمبر/ إيلول الماضي، التقى خلالها السلطان هيثم بن طارق.
وتناولت المباحثات العلاقات الأخوية ومختلف جوانب التعاون والعمل المشترك بين البلدين، وسبل الارتقاء بهما بما يخدم مصالحهما المتبادلة ويساهم في تحقيق تطلعاتهما نحو مزيد التقدم والنماء.

تعزيز السلم والأمن.. دبلوماسية الوساطة
في إطار جهودها لإحلال السِّلم والأمن الدوليين، استضافت السلطنة في 12 أبريل/ نيسان الماضي محادثات الملفّ النووي الإيراني بين إيران والولايات المتّحدة الأمريكية، حيث استمرت المحادثات لخمس جولات بين مسقط وروما سادتها أجواء ودِية ساعدت على تقريب وجهات النظر.
وفي الشأن اليمني، أعلنت سلطنةُ عُمان في 6 مايو/ آيار الماضي عن التوصّل إلى اتفاق تهدئة بين أمريكا ومليشييات الحوثي في اليمن، يقضي بوقف إطلاق النار بين الجانبين.
ويشمل الاتفاق أيضا الامتناع عن استهداف السّفن الأمريكية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، بما يضمن حرية الملاحة وانسيابية حركة الشحن التّجاري الدولي.
ويحتفي العمانيون باليوم الوطني في وقت تتعاظم فيه مكانة السلطنة الدولية وتتزايد ثقة العالم في دبلوماسيتها الحكيمة، فيما تمضي بلادهم قدما لتنفيذ الرؤية المستقبلية ”عُمان 2040″، وسط تفاؤل بمستقبل زاهر لبلادهم تحت قيادة السلطان هيثم بن طارق.
إنجازات واعدة
أيضا، تحل ذكرى اليوم الوطني في وقت تشهد فيه السلطنة إنجازات بمختلف المجالات في إطار الرؤية المستقبلية "عُمان 2040"، والتي تتضمن قواعد وأسس نهضة عمان المتجددة.
ووضع أبرز ملامح هذه الرؤية السلطان هيثم بن طارق، عقب توليه الحكم في 11 يناير/كانون الثاني 2020، خلفًا للسلطان الراحل قابوس بن سعيد.
وتمضي السلطنة قدما لتنفيذ خطط الرؤية المستقبلية ”عُمان 2040″، التي انطلقت بداية من يناير/كانون الثاني 2021، وستنفذ على مدى 4 خطط تنموية متتالية استهلتها السلطنة بانطلاق خطّة التّنمية الخمسيّة العاشرة (2021 ـ2025)، والتي تعبر عن التطلعات والطموحات العظيمة لمستقبل أكثر ازدهارًا ونماءً.
وحققت هذه الخطة نتائج إيجابية عزّزت الثّقة في مسارات التّنمية الشّاملة والمتوازنة، وأكّدت على ترسيخ انطلاقة سلطنة عُمان نحو التنويع والاستدامة في ظل ما يشهده الاقتصاد الوطني من تطوّر متواصل وتحسّن في المؤشرات المالية والاقتصادية، كان أبرز ملامحها ما يلي:
-خفض المديونية، إذ بلغ حجم الدَّيْن العام بنهاية الربع الثاني من عام 2025 نحو 14.1 مليار ريال عُماني مقارنة بنحو 14.4 مليار ريال عُماني بنهاية الفترة ذاتها من عام 2024.
-بلغت الإيرادات العامة للدولة حتى نهاية الربع الثاني من 2025 نحو 5 مليارات و839 مليون ريال عُماني، فيما بلغ الإنفاق العام نحو 6 مليارات و98 مليون ريال عُماني، مرتفعًا بمقدار 292 مليون ريال عُماني أي بنسبة 5 بالمائة عن الإنفاق الفعلي للفترة ذاتها من عام 2024.
ويعزى هذا الارتفاع إلى زيادة نسبة المصروفات الإنمائية مقارنة بالفترة ذاتها من عام 2024.
-سجل الميزان التجاري لسلطنة عُمان حتى نهاية شهر يوليو/ تموز الماضي فائضًا قدره 3 مليارات و555 مليون ريال عُماني.
-بلغ حجم الاستثمارات الأجنبية المباشرة في سلطنة عُمان بنهاية الربع الثاني من 2025 نحو 30 مليارًا و279 مليونًا و500 ألف ريال عُماني، مع تدفّقات بلغت 3 مليارات و434 مليونًا و100 ألف ريال عُماني.
-تضاعف حجم الاستثمار في المناطق الاقتصادية الخاصة والحرة والمدن الصناعية خلال الخمس سنوات الماضية من 14.12 مليار ريال عُماني ليصل إلى 22 مليار ريال عُماني حتى منتصف 2025.
-أعلن جهاز الاستثمار العُماني عن اكتمال 14 مشروعًا وطنيا نوعيا بقيمة استثمارية تتجاوز 450 مليون ريال عُماني تتوزع على مختلف محافظات سلطنة عُمان، وتضيف حوالي 1350 وظيفة جديدة تتنوع في قطاعات حيوية تشمل الأمن الغذائي والصناعات التحويلية والمياه.

الصحة والتعليم.. مشاريع جديدة
إنجازات واعدة تتواصل في مختلف المجالات، وعلى رأسها قطاعي الصحة والتعليم، اللذان حظيا بأولوية في رؤية "عُمان 2040".
وأظهر التقرير الوطني لمتابعة مؤشرات رؤية "عُمان 2040" في القطاع الصحي تحسّنا واضحا في المؤشرات الوطنية خلال عامي 2024 و2025.
كما جاءت سلطنة عُمان في المرتبة الـ 55 عالميا والسادسة على مستوى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مؤشّر "ليجاتوم للازدهار" – ركيزة الصحة، متقدّمةً ستّ مراتب عن عام 2019.
وفيما يتّصل بتطوير وتوسيع البنية الأساسيّة الصحيّة، فقد شهد عام 2024 وبداية 2025 افتتاح 10 مؤسسات صحية، وتوسيع وتطوير مرافق 7 مستشفيات و21 مؤسسة صحية أخرى.
ويتواصل العمل على عدد من المشروعات الكبرى التي لا تزال قيد الإنشاء والتطوير والتوسعة، وتشمل المركز الوطني للصحّة الافتراضية و9 مستشفيات.
وفي قطاع التعليم، تم هذا العام استلام 16 مبنى مدرسيا جديدا؛ تم تشغيلها في (9) مديريات تعليمية.
وفي مجال دعم البحث العلمي والابتكار، تُولي سلطنة عُمان جهودًا حثيثة انعكست إيجابًا في تقدمها 10 مراتب بمؤشر الابتكار العالمي الصادر عن المنظّمة العالميّة للملكية الفكرية خلال أربع سنوات من المرتبة الـ84 إلى المرتبة الـ74، وتحسّن ترتيبها في مخرجات الابتكار بـ 23 مرتبة من 109 إلى 86.
وبلغ عدد المشروعات التي تم تمويلها ضمن برنامج دعم البحث العلمي في القطاع الأكاديمي "برنامج التمويل المؤسّسي المبني على الكفاءة"، حوالي 2228 مشروعا بحثيا منذ 2018 حتى 2024.
كما تمّ تمويل 475 مشروعا بحثيا في العام الماضي بقيمة إجمالية بلغت حوالي مليونين و400 ألف ريال عُماني.
الأمن الغذائي والمائي
في قطاع الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه، تواصل سلطنة عُمان جهودها المتكاملة في تحقيق مستهدفات رؤية "عُمان 2040" من خلال تطوير منظومة الأمن الغذائي والمائي، وتوسيع نطاق الاستثمار في القطاعات الحيوية الثلاثة:
-الزراعة: تم حتى نهاية أكتوبر/ تشرين أول الماضي إنجاز 449 مشروعًا في القطاع الزراعي بقيمة استثمارية بلغت 1.853 مليار ريال.
-الثروة السمكية: بلغ إجمالي الإنتاج السمكي في عام 2024 حوالي 901 ألف طن بنسبة نموّ 13.5%، كما ارتفعت قيمة الإنتاج السمكي لتصل 580 مليون ريال عُماني، مع توسع مشروعات الاستزراع السمكي التي تجاوزت استثماراتها الإجمالية مليار ريال عُماني في 2025.
-المياه: يوجد في سلطنة عُمان حاليا 82 سدًّا بسعة 110.154 مليون متر مكعب لتغذية المياه الجوفية، و117 سدًّا للتّخزين السّطحي بسعة 1.624 مليون متر مكعب في المناطق الجبليّة، و7 سدود للحماية من مخاطر الفيضانات و13 محطّة للاستمطار الصناعي.
بالإضافة إلى 4173 فلجًا (قنوات مائية) منها 3050 فلجًا حيًّا و3480 محطّة مراقبة هيدرومتريّة منها 648 محطّة تعمل بالاتصال عن بُعد تُساهم في إدارة موارد المياه بكفاءة عالية.
الحماية الاجتماعية
في مجال التنمية والحماية الاجتماعية، تواصل سلطنة عُمان جهودها الرامية إلى بناء منظومة رعاية اجتماعية متكاملة، تُساهم في تقديم الدّعم والتّمكين الاجتماعي والاقتصادي لكافّة فئات المجتمع المتمثّلة في الأسرة وكبار السّن والأشخاص ذوي الإعاقة والمرأة والطفل، ومؤسّسات المجتمع المدني.
وضمن أحدث تلك الجهود في هذا الصدد، أصدر السُّلطان هيثم بن طارق مرسوما بإصدار قانون حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، الذي يجسّد التزام سلطنة عُمان بصون كرامة الأشخاص ذوي الإعاقة وضمان حقوقهم.
كما وجه في أبريل/ نيسان الماضي باعتماد 7 ملايين ريال عُماني لإنشاء مركز اضطراب طيف التوحّد للرعاية والتّأهيل، ودراسة احتياجات المحافظات لمثل هذه المراكز، في خطوة تعكس تعزيز حقوق الأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحّد وإيجاد بيئة ملائمة وداعمة تساهم في تحسين جودة حياتهم.
تمكين الشباب
في المجال الشبابي، تولي سلطنة عُمان اهتمامًا بالغًا بهذه الفئة لما تجسّده من وعيٍ ومسؤوليةٍ تجاه حاضر عُمان ومستقبلها، وإيمانها بأن الشبابَ هم أساس النهضةِ المتجدّدةِ، وطاقتها التي لا تنفد.
ومن هذا الإيمانِ الراسخ، انطلقتْ البرامجُ والمبادراتُ التي تُعزّز حضورهم ومشاركتهم، وتهيئة بيئة الإبداعِ والابتكارِ لهم.
إنجاز بيئي
في ما يتعلق بالمجال البيئي وتعزيز استدامته، حقّقت سلطنةُ عُمان إنجازًا بيئيا بتصدّرها قائمة الدول العربية الأقل تلوّثا في مؤشر التلوّث العالمي لعام 2025، وجاءت في المرتبة الـ 22 عالميا.ويعد حصول سلطنة عُمان على شهادة الاعتماد الرسمية من اتفاقية "رامسار" لإدراج محمية الأراضي الرطبة بمحافظة الوسطى تتويجًا لجهودها في الحفاظ على التنوع الأحيائي.
ويشكل إدراج محميّتي الجبل الأخضر للمناظر الطبيعية والسرين الطبيعية ضمن الشبكة العالمية لمحميّات الإنسان والمحيط الحيوي، في سبتمبر/ أيلول الماضي، تعزيزًا للتكامل بين الحماية البيئية والتنمية المجتمعية ودعم جهود سلطنة عُمان لتحقيق رؤية "عُمان 2040".