ترك فقيد عُمان السلطان قابوس رحمه الله أثراً طيباً وذكرى خالدة في قلوب أبناء عمان وأشقائهم في الدول الخليجية
فقد العالم والوطن العربي ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربي برحيل المغفور له السلطان قابوس واحداً من القادة العظماء والزعماء الذين تميزوا بالحكمة والذكاء وحبه الشديد لوطنه، فقد كان رائداً من رواد النهضة الذين تركوا بصمات خالدة في التاريخ وتركوا لشعوبهم إرثاً غنياً بالازدهار والتطور والحكمة والاعتدال والتضحيات الكبيرة من أجل إعلاء صروح الأوطان وتوفير الحياة الكريمة للمواطنين.
فبعد نحو 50 عاماً من العطاء المستمر على كل الأصعدة داخل عمان الشقيقة، ترك فقيد عُمان - رحمه الله - أثراً طيباً وذكرى خالدة في قلوب أبناء عمان وأشقائهم في الدول الخليجية والعربية كافة.
إن بين نهضتي الدولتين والشعبين كثيرا من الأطر والتفاصيل المشتركة، فإذا كان الماضي واحداً، فإن الحلم واحد، حيث الإمارات وعُمان تستحقان دائماً الأفضل
ذلك الرجل الذي قام ببناء نهضة عمان الحديثة.. فقد كان قادراً على البناء الحديث والحفاظ على الموروثات والعادات الخليجية.
كما كان المغفور له أحد مؤسسي مجلس التعاون الخليجي وعمل بشكل مستمر على دعمه وتحقيق تطلعات أبناء الخليج العربي بالتعاون مع أشقائه من أصحاب السمو من الشيوخ.
لذلك في وفاة السلطان قابوس بن سعيد رحمه الله، نتشارك والجار الشقيق، الحزن والمواساة، ذهب القائد المحنك صاحب الحكمة وخلف بعده ذكرى طيبة لن تنسى طيلة حياتنا، كما ترك خلفه تاريخا من الحكمة والطيب وحب الأخوة والمعزة والصادقة المبهرة، كان رحمه الله واسع الرؤية، رحب الصدر، وكانت كل الأوطان العربية والإسلامية له وطنا، وجميع شعوبها شعبه وأبناءه، وبادله الآخرون ما بادلهم إياه من حب ووفاء.
دائما نسمع بعض العبارات في الأعراف الدبلوماسية.. إن العلاقات التاريخية لا تعبّر عن الماضي فقط، وإنما تشتمل على معنى مستقبلي واضح، حيث التاريخ حركة متجددة، وحراك، وفعل، وتفاعل، وحيث هو يتجه إلى المستقبل والمصير، نحو تجذير الصلة، وهي صلة لم تبنَ بين يوم وليلة، فقد نشأت عبر الأعوام والعقود والقرون، وتراكمت عناصرها ومكوناتها، إلى أن استخلصت منها عصارة تجربة تعد من التجارب النادرة والثمينة، ومن هنا الدعوة إلى تطوير المنجز، وعدم التفريط فيه.
ونشهد الله أن هذا ما عشناه واقعا ملموسا بين شعبي الإمارات وعُمان صلة الدم والنسب، وإن المنطلقات واحدة وكذلك الأهداف، ما يستوجب تكريس قيم اللقاء في الواقع، وعلى الأرض، وما يدعو إلى مزيد من التعاون والتضامن، نحو تحقيق كل عمل وأمل. ما تربينا عليه وما أوصانا به والدنا زايد رحمه الله أن بين نهضتي الدولتين والشعبين كثيرا من الأطر والتفاصيل المشتركة، فإذا كان الماضي واحداً، فإن الحلم واحد، حيث الإمارات وعُمان تستحقان دائماً الأفضل، وتستحقان يقيناً ما هو أجدر بطموح الدولتين الجارتين، وتطلعات الشعبين الشقيقين.
تحية من قلب الوطن، من قيادة تحمل رسالة كل إماراتي من إمارات التسامح بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، إلى دولة السلام والجارة العزيزة سلطنة عمان.
أمة عريقة، وأرض طيبة، تاريخها حافل بمنجزات الأمن والاستقرار والازدهار، والخطط المتبصرة للدولة العصرية القائمة على مبادئ وقيم المساواة والمواطنة وحكم القانون.. ورؤية حكيمة شعارها حل كل الخلافات بالحوار الأخوي وبالطرق السلمية على أسس الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للغير وحسن الجوار والتعاون الإيجابي لتحقيق المصالح المشتركة.
حزنكم حزننا ومصابكم مصابنا، ونجاحكم نجاحنا، والتاريخ شاهد على العلاقات المتميزة، منذ اللقاء الأول الذي جمع المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه"، وأخاه السلطان قابوس عام 1968، إلى حاضر أكثر قوة وتماسكاً، ومستقبل لا يحمل إلا الخير والتنمية والتعاون لصالح الإنسانية وخدمة البشرية.
لا يسعنا في هذه المقال إلا أن نشيد بخير خلف لخير سلف، صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق بن تيمور آل سعيد سلطانا لعمان وسلام إلى عُمان السلام والمحبة والحضارة والتاريخ ومسيرة الأمجاد والإنجازات.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة