السينما العمانية.. رحلة تجارب عبرت الصالات الضيقة لتصل إلى العالمية
يشهد المجتمع العماني حالة رائعة من النهضة والتطور، إذ يراهن أبناء هذا المجتمع على العمل الخلاق الذي يضع الأمم في المقدمة ويجعلها قادرة على مواكبة كافة التحديات.
ولا تقتصر النهضة في سلطنة عمان على الوضع الاقتصادي، ومستوى دخل الفرد، لكنها تمتد لجميع روافد الفن والإبداع.
في السنوات الأخيرة، انتقلت السينما العمانية من الصالات الضيقة، للمنافسة في المهرجانات والمحافل الدولية، الأمر الذي يكشف عن إيمان سلطنة عمان بالفن، وقدرته على تغيير الأفكار، والارتقاء بوعي المواطنين.
وبمناسبة الاحتفال بالعيد الوطني العماني، الذي يحل في 18 نوفمبر من كل عام، تلقي "العين الإخبارية" الضوء على تاريخ السينما العمانية، كيف بدأت وإلى أي طريق انتهت؟
السينما المتحركة
واجه المجتمع العماني في البدايات مشكلة كبيرة في عرض الأفلام السينمائية، بسبب ضعف الإرسال التليفزيوني، وللتغلب على هذه المشكلة لجأت وزارة الإعلام العمانية، لتقديم عروض سينمائية في عربات متنقلة، كانت هذه العربات تجوب أرجاء السلطنة.
وفي سبعينيات القرن الماضي تغير الأمر، واهتدى القائمون على شؤون السلطة لبناء دور عرض سينمائية، مثل سينما بلازا، وسينما النصر، وكانت هذه السينمات تراهن على الأفلام الآسيوية، وتعرض الأفلام العربية على استحياء شديد.
التحول
بمرور الوقت ظهر جيل من الأدباء والمبدعين والمهتمين بصناعة السينما مثل "عبدالله حبيب" الذي درس السينما في أمريكا وقدم مجموعة من الأفلام القصيرة الجيدة، وخميس الرفاعي الذي تعلم في القاهرة، ومنصور عبدالرسول.
في عام 1988 بدأت ملامح السينما العمانية تظهر بوضوح من خلال 3 تجارب ناضجة استعان مخرجها حاتم الطائي بكاميرات احترافية، وهي "السقوط، والوردة الأخيرة، وشجرة الحداد الخضراء".
وكثرت التجارب الجيدة شيئا فشيئا، ومنها فيلم"هذا ليس غليونًا" في مرحلة التسعينيات للمخرج عبدالله حبيب، الذي حصل على الجائزة الفضية في مسابقة مؤسسة الثقافة والفنون، بالمجمع الثقافي في أبوظبي بدولة الإمارات العربية المتحدة عام ١٩٩٢، وهو ما خلق تطلعات كبيرة داخل شباب السينمائيين.
مواكبة التطور
ومع ظهور كاميرا الديجيتال ظهر جيل جديد من صناع السينما، وحدثت طفرة في صناعة الفيلم العماني، وبرزت في هذه المرحلة أسماء مثل يوسف البلوشي وجاسم البطاشي وعبدالله البطاشي الذين قدموا أفلاما ذات جودة بصرية عالية.
حدثت نقلة نوعية في السينما العمانية، وتم تأسيس مهرجان مسقط السينمائي في 2001، وبعد ذلك تم إشهار الجمعية العمانية للسينما عام 2006 ونالت هذه المؤسسة دعما كبيرا من الدولة لإيمانها بدور السينما في بناء المجتمعات.
أول فيلم روائي
في عام 2005، قدمت السينما العمانية أول فيلم روائي طويل، حمل اسم"البوم" للمخرج خالد الزدجالي، وشارك في بطولته، صالح زعل، وأمينة عبدالرسول، وطالب محمد، وسالم بهوان، وزهى قادر، والفنان المصري سعيد صالح.
وتدور أحداث الفيلم في بيئة عمانية معاصرة، حول حياة مجموعة من الصيادين يعيشون في قرية تسمى "البوم" وتشتهر بصناعة السفن.
ويواجه هؤلاء الصيادون عددا من المشاكل التي كانوا يظنون أنها قدرية لكنهم يكتشفون بمرور الوقت وجود أياد خفية وراء ما يواجههم من عقبات.
حقق فيلم"البوم" نجاحا كبيرا وقت عرضه، وشارك في مهرجان مسقط السينمائي في دورته الرابعة، كما أنه شارك في عدد كبير من المهرجانات الدولية.
توالت بعد ذلك التجارب السينمائية العمانية الناجحة، والتي تناولت العديد من القضايا الاجتماعية داخل السلطنة، مثل فيلم "زيانة" إنتاج 2019 الذي تناول قضية المرأة وما تتعرض له من اضطهاد من قبل بعض المجتمعات العربية، وفيلم"أصيل" الذي تم تصويره بين المنطقة الشرقية ومسقط وهو من بطولة الطفل أحمد الحسني أصيل والممثل الإنجليزي سامي رزاق ريتشارد وإبراهيم البلوشي، وتدور أحداثه حول قسوة حياة الصحراء.
aXA6IDMuMTQ5LjI3LjMzIA== جزيرة ام اند امز