بالصور.. المغامر عمر سمرة يخوض أصعب تحدي تجديف في العالم
يسعى إلى قطع 3000 ميل بحري عبر المحيط الأطلنطي
رحلة المغامرين عمر سمرة وعمر نور المحفوفة بالمخاطر جزء من "تحدي الأطلنطي"، وهو سباق تجديف سنوي يشارك فيه ٢٨ فريقاً من ١٧ دولة
ينطلق، غدا الأربعاء، الثنائي المصري المغامران عمر سمرة والرياضي المحترف عمر نور لاعب الترايثلون، في أصعب مسابقة تجديف حر لعبور المحيط الأطلنطي بدون مساعدة، في رحلة تبدأ من "جزر الكناري" في إسبانيا نحو وجهتهما "أنتيجوا" في جزر الكاريبي، يقطعان خلالها ٣٠٠٠ ميل بحري.
تأتي هذه الرحلة المحفوفة بالمخاطر كجزء من "تحدي الأطلنطي"، وهو سباق تجديف سنوي يشارك فيه هذا الأسبوع ٢٨ فريقا من ١٧ دولة حول العالم، وفي حال نجاح الثنائي نور وسمرة في هذه المغامرة، سيكونان بذلك أول فريق عربي يجتاز المحيط الأطلنطي.
وعلق عمر سمرة على الحدث قائلا: "لا أستطيع أن أصدق أننا سنبدأ السباق أخيرا. على الرغم من خبرتي الكبيرة كمتسلق جبال، فهذه المغامرة عبر المحيط مختلفة تماما.. لقد تعلمنا الكثير خلال الأشهر العشرة الماضية، وأصبح باستطاعتنا خوض هذه المغامرة بفضل دعم فريقنا ورعاية شركة DHL لنا.. بلا شك سيكون هناك الكثير من التحديات في مواجهة أمواج بارتفاع ٥٠ قدما، والإرهاق الشديد والحرمان من النوم. ولكننا على أتم الاستعداد لكي نُثبت للعالم أن التصميم والإرادة هما مفتاحا الفوز".
وأضاف عمر نور: "لقد قمنا بتجهيزات مكثفة، بمجرد بدء السباق ومغادرة الميناء لن يكون من المسموح بأي مساعدة خارجية، وسنكون معزولين تماماً في عرض المحيط. لذلك كان من الضروري أن ننتبه إلى جميع التفاصيل الصغيرة. إنه من الرائع أن يكون فريق دعمنا الأول من عائلاتنا وأصدقائنا، بالإضافة إلى فريق DHL الراعي الرسمي لنا هنا معنا في لا جوميرا، ونأمل أن نجعل الجميع يشعرون بالفخر".
ويشترك الثنائي المصري مع برنامج الأمم المتحدة للنوايا الحسنة والمفوضية السامية لشئون الاجئين، من خلال هذا الحدث، في زيادة الوعي بأزمة اللاجئين في الشرق الأوسط وحول العالم.
تدريبات مكثفة
خضع سمرة ونور لتدريبات بدنية مكثفة لمدة ١٠ شهور، وأكملا ما يقرب من ٢٠٠ ساعة من التجديف؛ لكي يستعدا لهذه المغامرة.
وقد حرصا على زيادة وزنيهما قرابة ٢٧ كيلوجراما، حيث من المتوقع أن يخسرا الكثير من الوزن خلال الرحلة، وذلك بالإضافة إلى التدريبات النفسية والصحية لضمان سلامتهما واستعدادا للتعامل مع أي حالة طوارئ قد تواجههما، بالإضافة إلى اجتيازهم دورات عديدة قبل بدء السباق، بما في ذلك دورات الإبحار والإسعافات الأولية، والبقاء على قيد الحياة في البحر، ورخصة راديو VHF اللاسلكية.
وتدرب الفريق أيضا على كيفية تركيب القسطرة الوريدية، كما قام نور بتركيب جهاز لرصد نسبة الجلوكوز في الدم، حيث إنه مريض سكري من النمط الأول، ويقوم هذا الجهاز بإطلاق إنذار تنبيه في حالة انخفاض مستوى السكر في الدم.
مواصفات القارب
ويخوض سمرة ونور تحديهما على متن قارب متطور يسمى "جان" طوله نحو ٧.٥ متر وعرضه ١.٨ متر، وهو مبني أساساً من الخشب، والألياف الزجاجية، وألياف الكربون، ومزود بتكنولوجيا لتحويل مياه البحر إلى مياه صالحة للشرب، بالإضافة إلى احتوائه على ألواح شمسية لتشغيل نظام تحديد المواقع وغيرها من المعدات الكهربائية الحيوية. كما جهز الفريق حصصا غذائية لتكفيهما لمدة ٩٠ يوماً، إلى جانب الإسعافات الأولية، ومنارات التتبع وأجهزة الاتصالات.
تقابل سمرة ونور عام ٢٠١٣ حيث جمعهما شغف المغامرة وحب الرياضة. وجدير بالذكر أن عمر سمرة هو مغامر ومحاضر تحفيزي ورائد فضاء مستقبلي، كما أنه سفير للنوايا الحسنة للأمم المتحدة. وقد حقق سمرة العديد من الإنجازات، أهمها: أول مصري يتسلق جبل إيفرست ويكمل تحدي القمم السبع (تسلق أعلى جبل في كل قارة)، وأول مصري أيضاً ينجح في التزلج إلى كل من القطب الشمالي والجنوبي. وعمر نور هو أول لاعب ترايثلون مصري محترف، وهو يمثل مصر في دورة الترايثلون الأوليمبية، ويُعتبر أسرع لاعب ترايثلون عربي في العالم.
على هامش السباق، حضر اليوم الثلاثاء إلى خط البداية في لاجوميرا لافتتاح السباق السير تشاي بليث وجون ريدجواي، وهما أول من تمكنا من عبور المحيط الأطلنطي في عام ١٩٦٦ واستمرت رحلتهما ٩٢ يوما صارعوا خلالها الأعاصير والأمواج.