"أمنية" التونسية.. أنامل تضمد أوجاع الفقراء في رمضان
الجمعية تخطط لاستحداث مشاريع صغرى تساعد في توفير العمل لعدد من الفقراء والمحتاجين، حتى تكون مورد رزق ثابتا لهم ولأسرهم
يضعون المساعدات الغذائية على عتبات منازل الأسر الفقيرة في الأحياء الشعبية بضواحي العاصمة التونسية، ثم يغادرون بحثا عن عناوين أخرى لمحتاجين تحرمهم ظروفهم من تأمين احتياجات رمضان.
هم مجموعة من الشباب تجمعهم "أمنية"؛ الجمعية الخيرية التي جعلت من هدفها مساعدة المحتاجين، فيجوبون الأحياء الشعبية باحثين عن عناوين محددة سلفا لعائلة أثقلتها الحاجة وفاقم فيروس كورونا المستجد من معاناتها.
تنتشر المجموعة في الشارع ويواجهون مخاطر تفشي الوباء وتدابير الحماية منه، مسترقين لحظات إنسانية بعيدة عن الكاميرات، مكتفين بتوثيقها في قلوبهم وفي تفاصيل عملهم الإنساني النبيل.
"قفة أمنية"
وفي حديث لـ"العين الإخبارية"، قال رئيس جمعية "أمنية"، مراد العرفاوي، إن الجمعية فتية حيث لم يمض على تأسيسها سوى عام وشهرين فقط.
وأوضح أن نشاط الجمعية اتخذ منحى مختلفا في ظل انتشار الوباء، لما تفرضه هذه المرحلة من ضرورة التقيد بالعديد من التدابير الوقائية والإجراءات المفروضة رسميا للحد من انتشاره.
ولفت إلى أن نشاط الجمعية في زمن كورونا، تمثل في نشر معلقات توعوية حول سبل التعامل مع الوباء، والتواصل مباشرة مع عدد من المواطنين ضمن السياق نفسه.
ومع ازدايد أعداد المصابين، وتشديد التدابير الوقائية، يتابع العرفاوي: "انتقلنا إلى مرحلة توزيع السلال الغذائية اعتمادا على تبرعات من فنانين تونسيين، ومن الجالية في ألمانيا".
وأشار إلى أن كل سلة أو ما يطلق عليها في تونس "القفة"، تضم كمية من المواد الاستهلاكية الأساسية الكافية لإعالة أسرة لمدة 3 أسابيع على الأقل.
وبشأن أهداف الجمعية، أشار العرفاوي إلى أنها تعمل على مساعدة المعوزين والأطفال اليتامى، عبر مساعدات يمولها أو يقدمها محسنون.
كما تخطط الجمعية، على المدى المتوسط، لاستحداث مشاريع صغرى تساعد في توفير العمل لعدد من الفقراء والمحتاجين، حتى تكون مورد رزق ثابتا لهم ولأسرهم.
وعلاوة على "أمنية"، ينشط العديد من الجمعيات والمنظمات الإنسانية في تونس، في المجال الإنساني والإغاثي، خصوصا في ظل تفشي الوباء، وازدياد الاحتياجات الأساسية نظرا لتوقف القطاعات الاقتصادية.
ولمجابهة الفيروس، فرضت تونس حجرا صحيا شاملا بالبلاد، وعززت انتشار وحدات الجيش والأمن، لحث المواطنين على التزام الحجر، ضمن تدابير وقائية أخرى.