"المليار وجبة".. العالم يجني ثمار ماراثون الخير الإماراتي
تحوّل التفاعل مع مبادرة "المليار وجبة" الإماراتية الأكبر بالمنطقة لإغاثة المحتاجين إلى ماراثون خيري إنساني يتسابق الجميع لدعمه.
ولا يمر يوم منذ إطلاق الحملة مطلع أبريل/ نيسان الجاري، إلا ويشهد تبرعات مليونية من رجال الأعمال والمؤسسات الحكومية والخاصة والمواطنين والمقيمين في الإمارات.
سباق سرعان ما تم ترجمته على أرض الواقع بتوزيع المبادرة نحو 95 مليون وجبة بعد أقل من أسبوعين من إطلاقها.
فيما يتواصل سباق الخير على قدم وساق وسط تفاعل واسع لدعم المبادرة التي تتواصل تحت شعار "ما آمن بي من بات شبعان وجاره جائع" .
أهداف المبادرة
مبادرة المليار وجبة أطلقها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي 2 أبريل/ نيسان الموافق الأول من شهر رمضان 2022.
وتستهدف المبادرة الأكبر في المنطقة توفير دعم غذائي يصل إلى مليار وجبة للفقراء والجوعى في 50 دولة حول العالم، بما يسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة التي وضعتها الأمم المتحدة لعام 2030 ومن ضمنها هدف القضاء على الجوع في العالم.
وتشكل تلك الحملة استكمالاً لحملة 100 مليون وجبة التي انطلقت في شهر رمضان 2021 تحت مظلة "مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية"، ونجحت حتى مارس/ آذار 2022 في توزيع أكثر من 220 مليون وجبة متجاوزة ضعف هدفها الأساسي المعلن، بحيث تضيف 780 مليون وجبة جديدة.
نجاح مبكر
وبفعل مساهمات المتبرعين من الأفراد والمؤسسات والفعاليات الاقتصادية وقطاعات الأعمال بالإمارات، نجحت مبادرة "المليار وجبة" منذ إطلاقها قبل أقل من أسبوعين في إضافة أكثر من 95 مليون وجبة تضاف إلى إجمالي 220 مليون وجبة حققتها حملة "100 مليون وجبة".
ويصبح مجموع ما تحقق حتى الآن نحو 315 مليون وجبة على مدار نحو عام، ثلثها تم جمعه خلال أيام في شهر رمضان الجاري، الأمر الذي يسرع الوصول إلى هدف المليار وجبة.
سباق إنساني
المتتبع لمسار التفاعل مع الحملة منذ إطلاقها، يرصد بشكل جلي نجاحها في تحفيز قيم العطاء والبذل، وتشجيع ثقافة مد يد المساعدة والعمل الخيري والإنساني.
فخلال أول 3 أيام من إطلاق المبادرة تم تسجيل أكثر من 35 ألف متبرع عبر القنوات الإلكترونية، بقيمة 18 مليون درهم تلبية لدعوة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الذي قال لدى إعلانه عن المبادرة الإنسانية الجديدة إن خير الشعوب التي تفكر بغيرها، وإن توفير شبكة أمان غذائي للفقراء والجائعين مسؤولية أخلاقية والتزام إنساني، فيما العالم يمر بتحديات في مجال توفير الأمن الغذائي للبشر.
وبعد 6 أيام على انطلاقها، ارتفع العدد إلى 45,491 ألف مساهم من الأفراد والشركات ومؤسسات القطاعين الحكومي والخاص حققوا ما يعادل 76 مليون وجبة، لترتفع لاحقا إلى 95 مليون وجبة، وسط تفاعل متواصل مع المبادرة.
ويتوقع أن يرتفع هذا العدد بشكل كبير خلال الأيام المقبلة، لا سيما مع تنظيم مزادات "أنبل رقم" الخيرية الداعمة لمبادرة "المليار وجبة"، الأسبوع المقبل.
وتعرض مزادات "أنبل رقم" في كلٍ من دبي وأبوظبي وعبر الإنترنت أرقاما مميزة للوحات للمركبات في كلٍ من دبي وأبوظبي، منها أرقام فردية وثنائية وثلاثية ورباعية وخماسية، وأرقاما مميزة أيضاً للهواتف المتحركة من كلٍ من "دو" و"اتصالات".
ويشارك في مزادات "أنبل رقم" الخيرية نخبة من رجال الأعمال ورواد العمل الخيري والإنساني وأصحاب الأيادي البيضاء الممدودة للعطاء والإحسان والتضامن الإنساني في دولة الإمارات مع المحتاجين دون تمييز بين عرق أو دين أو منطقة جغرافية.
أهمية خاصة
تحمل مبادرة "المليار وجبة" أهمية خاصة لأكثر من سبب أبرزها أنها تسهم في إنقاذ حياة عشرات الآلاف حول العالم، حيث يتسبب تحدي الجوع وسوء التغذية والأمراض المرتبطة به حول العالم بفقدان طفل لحياته كل 10 ثوانٍ وموت 25 ألف شخص يومياً منهم 10 آلاف طفل، فيما يبيت 800 مليون إنسان حول العالم جائعين كل يوم.
ويعاني 52 مليون إنسان في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا نوعاً من أنواع الجوع أو سوء التغذية أغلبهم من النساء والأطفال.
أيضا تعد الحملة ترجمة على أرض الواقع لمبادئ الخمسين، التي تعد خارطة طريق إستراتيجية لتحقيق الريادة الإماراتية بمختلف المجالات، للخمسين سنة المقبلة.
وينص المبدأ التاسع من تلك المبادئ على أن "المساعدات الإنسانية الخارجية لدولة الإمارات هي جزء لا يتجزأ من مسيرتها والتزاماتها الأخلاقية تجاه الشعوب الأقل حظاً.
ولا ترتبط مساعداتنا الإنسانية الخارجية بدين أو عرق أو لون أو ثقافة. والاختلاف السياسي مع أي دولة لا يبرر عدم إغاثتها في الكوارث والطوارئ والأزمات".
وبالتالي تعد تلك المبادرة إضافة نوعية جديدة لجهود الإمارات الإنسانية عربيا وعالميا لمد يد العون لكل من يحتاج المساندة دون تمييز بين عرق أو دين أو منطقة جغرافية.
قيم رمضان
أيضا تنشر مبادرة "المليار وجبة" على نطاق عالمي سماحة الإسلام وقيم الشهر الفضيل الذي يؤكد أن أفضل الصدقة هي إطعام الطعام.
ودعا العلامة الشيخ عبدالله بن بيه، رئيس مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، لدعم المبادرة، مؤكدا أن إطعام الطعام من أفضل الأعمال عند الله، وهو من صفات المؤمنين التي ورد الحث على الاتصاف بها في مواضع عديدة في القرآن الكريم.
وبين فضيلته أن من أفضل الصدقات إطعام الجائع، ومواساة المحتاج ومد يد العون للفقير.
بدوره أكد الدكتور أحمد بن عبد العزيز الحداد، كبير المفتين مدير إدارة الإفتاء في دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي، أن إطعام الطعام للمحتاجين والفقراء والأسر المتعففة ضمن مبادرة "المليار وجبة"، هو من خير الصدقات.
وأشاد بدور المساهمين في مبادرات إطعام الطعام وتوفير المعونات الغذائية للجوعى، لأنهم يكونون بتبرعاتهم سبباً في توفير شبكة أمان غذائي للكثيرين ممن لا يجدون قوت يومهم.
وبدأت سلسلة مبادرات إطعام الطعام التي نظمتها "مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية" في شهر رمضان 2020 مع حملة "10 ملايين وجبة" التي شكلت استجابة مباشرة لتداعيات جائحة كوفيد-19 على الفئات الهشة والأقل دخلاً.
وشكّلت حينها شريان حياة للكثيرين ورسالة تضامن مجتمعي شامل في دولة الإمارات مع الأفراد والأسر ممن فقدوا مصادر دخلهم بسبب الأوضاع والظروف التي فرضها الوباء العالمي، وتلاها في شهر رمضان 2021 حملة "100 مليون وجبة" التي توسعت بشكل قياسي لتشمل العديد من الفئات المستهدفة في 50 دولة حول العالم.
مبادرة ملهمة
أيضا تعد تلك المبادرة ملهمة للعالم أجمع لنشر قيم التضامن والأخوة الإنسانية.
وفي هذا الصدد ثمن راوان جومابيك، القنصل العام لجمهورية كازاخستان في دبي والإمارات الشمالية، المبادرات الإنسانية لدولة الإمارات العربية المتحدة؛ وآخرها مبادرة المليار وجبة.
وأكد أن الشعوب الإسلامية ومنها كازخستان، تتعلم من تلك المبادرات الفريدة التي تطرحها قيادة دولة الإمارات وشعبها.
بدوره ثمن أحمد عبد الرحمن، قنصل عام جمهورية السودان لدى الإمارات، المبادرات الإنسانية التي تقدمها دولة الإمارات ودور المجتمع المدني والجمعيات الخيرية في دعم المحتاجين في أي مكان في العالم، خاصة حملة المليار وجبة؛ والتي استفاد منها العديد من الدول حول العالم؛ ومن ضمنها السودان.
وتمثل مبادرة "المليار وجبة"، الأكبر من نوعها على مستوى المنطقة قيم مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية الهادفة إلى إشراك الجميع في العمل الخيري والإنساني من الأفراد والمؤسسات من مختلف القطاعات في دولة الإمارات والعالم بتركيزها على مفهوم التمويل المجتمعي المستدام لتوفير الدعم الغذائي ومقومات الأمن الغذائي للفئات الأشد حاجة، وفتحها باب المشاركة في حراك مجتمعي شامل هادف لنسج شبكة لمن لا يجدون ما يكفي لسد رمقهم.
وتفتح المبادرة قنوات التبرع والمساهمة أمام أهل الخير والمحسنين من المؤسسات والهيئات والشركات ورجال الأعمال وأفراد المجتمع من داخل دولة الإمارات وخارجها.
وتتعاون "مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية" التي تنظم مبادرة "المليار وجبة"؛ الأكبر على مستوى المنطقة لإغاثة الفقراء والمحتاجين، مع كلٍ من برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، وشبكة بنوك الطعام الإقليمية، ومؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم الخيرية والإنسانية، والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وبنك الإمارات للطعام، ومؤسسات العمل الخيري والإنساني والاجتماعي في الدول التي تغطيها، وذلك للوصول بأثرها إلى أكبر شريحة من المحتاجين للعون حول العالم.