دخلت التاريخ بتصنيف استثنائي.. أنس جابر تفتح النار وتعد بالمزيد
أعلن اتحاد اللاعبات المحترفات للتنس أن التونسية أُنس جابر أصبحت أول لاعبة عربية تتقدم بين أول 10 مصنفات على العالم.
وبلغت أنس جابر الدور قبل النهائي ببطولة إنديان ويلز بفوزها على الإستونية أنيت كونتافيت بنتيجة 7-5 و6-3 الليلة الماضية.
وقالت أُنس بعد المباراة: "الحلم أصبح حقيقة، هذا أمر كنت أريده منذ أن كنت أبلغ 16 عاما".
وواصلت اللاعبة التونسية: "الدخول بين أول 10 مصنفات مجرد بداية، أعلم أنني استحق هذا المكان منذ فترة طويلة، لكني أرغب في إثبات أنني استحق الوجود في هذه المكانة".
وأشارت أُنس، التي ستواجه الإسبانية باولو بادوسا في الدور قبل النهائي، إلى أنها واجهت العديد من العوائق في مسيرتها بسبب خلفيتها.
وفتحت اللاعبة التونسية النار على الرعاة، وقالت: "رفض الرعاة التعامل معي بسبب المكان الذي أتيت منه وهذا ليس عدلا، لم أفهم السبب من قبل وتقبلته، أنا فخورة بما أنا عليه الآن وعدم اعتمادي على الآخرين".
وختمت: "ربما مر الجميع بمسيرة صعبة، لا أقول إنني واجهت الظروف الأصعب، لم أرد الاعتماد على رعاة أو شخص غير مهتم بالتنس أو الرياضة بشكل عام، هذا منحني الشجاعة للاستمرار وتحقيق أهدافي والآن أنا بين أول 10 مصنفات".
وحصدت اللاعبة البالغ عمرها 27 عاما 5 من 12 نقطة لكسر إرسال منافستها الإستونية لتحقق انتصارها 48 هذا الموسم وهو أكثر من أي لاعبة أخرى في بطولات المحترفات.
وكانت أُنس بلغت نهائي بطولة شيكاجو في وقت سابق من الشهر الحالي كما أصبحت أول لاعبة عربية تفوز بلقب في بطولات المحترفات عندما نالت لقب برمنجهام في يونيو/حزيران.
من هي أنس جابر؟
لم يكن من السهل على أنس جابر النجاح في ظل جملة من والمصاعب التي عاشتها طوال مسيرتها التي بدأتها في عمر السنوات الـ3.
أنس جابر المولودة في مدينة قصر هلال بجهة الساحل التونسي عام 1994 اضطرت للابتعاد عن عائلتها في سن الـ13 عاما من أجل الانتقال للعاصمة التونسية، حيث زاولت دراستها في المعهد الرياضي المتخصص في تكوين الأبطال بمختلف الرياضات.
وأمام نبوغها الكبير، قام الاتحاد التونسي للتنس بتوفير جملة من الملاعب فضلا عن قاعة تقوية عضلات من أجل التدرب فيها على فترتين في اليوم الواحد غير أن ضعف الإمكانات والحالة السيئة التي كانت عليها البنية التحتية منعها من تطوير إمكاناتها.
وتبعا لذلك اضطرت جابر للهجرة لفرنسا حيث خضعت لبرنامج خاص تحت إشراف مدربين عالميين وذلك من أجل ثقل موهبتها.
ولقيت جابر سندا كبيرا من عائلتها التي وفرت لها الإمكانات المادية اللازمة من أجل السفر والمشاركة في البطولات.
ولا تخجل جابر من الحديث عن المصاعب المادية الكبيرة التي عاشتها في بداية مسيرتها، وقالت في هذا الصدد في تصريح سابق لصحيفة ليكيب الفرنسية: "لم يكن لدي أموال للسفر والتعاقد مع مدربين أكفاء، لولا عائلتي لم يكن بإمكاني اللعب في المستوى العالي، إخوتي كانوا يقومون بتحويل الأموال إلي بصفة دائمة من أجل المشاركة في البطولات".
أنس جابر أيضا لم تتحرج أيضا من الحديث عن السخرية التي لاقتها بسبب طبيعة وزنها، والتي لا تتماشى مع السائد في عالم التنس النسائي الذي تعود على لاعبات رشيقات مثل الروسية ماريا شارابوفا، حيث قالت في هذا السياق: "أنا سعيدة بتركيبتي البدنية، أعلم أنني لست اللاعبة الأكثر رشاقة في ملاعب التنس، غير أن العديد من اللاعبات لا يملكن لمستي للكرة".
لاعبة التنس التونسية أبدت فخرها الكبير بمسيرتها الحافلة بالإنجاز، حيث قالت في هذا الصدد: "ألعب التنس منذ كنت صغيرة لهدف واحد وهو تأكيد أن المرأة العربية قادرة على فعل المستحيل، أعتبر نفسي سفيرة لبلدي وللمرأة العربية، أشعر بفخر كبير عندما ألاحظ أن عدد اللاعبين في رياضة التنس ارتفع بـ10 أضعاف ما كان عليه بعد فوزي بدورة رولاند جاروس للشابات في سنة 2011".
وحققت أنس جابر إنجازات عربية غير مسبوقة ببلوغها دور الثمانية لبطولة ويمبلدون ثالث بطولات الجراند سلام الأربع الكبرى هذا العام، والدور الثالث في أمريكا المفتوحة، كما قدمت مردودا لافتا في بطولة فرنسا المفتوحة (رولان جاروس) وفازت قبلها بدورة برمنجهام الدولية.
aXA6IDMuMTQyLjEzMy4yMTAg جزيرة ام اند امز