«أوبن إيه آي» تطلق خطة توسع «عملاقة» في الولايات المتحدة

أعلنت شركة أوبن إيه آي (OpenAI) عن خطة استثمارية غير مسبوقة لبناء خمسة مراكز بيانات عملاقة في الولايات المتحدة.
وستبلغ التكلفة الإجمالية 400 مليار دولار، وذلك بالشراكة مع شركتي أوراكل وسوفت بنك. تأتي هذه الخطوة كجزء من التزام الشركة بتخصيص 500 مليار دولار لتطوير البنية التحتية للذكاء الاصطناعي خلال السنوات الأربع المقبلة.
والمواقع الجديدة، الممتدة في تكساس، نيو مكسيكو، أوهايو، ستوفر قدرة تشغيلية إجمالية تصل إلى 7 غيغاواط، وهو رقم يعادل استهلاك مدن بأكملها من الكهرباء. هذه القدرة ستُكرّس لتشغيل البنية التحتية التي تدعم تقنيات مثل تشات جي بي تي، والذي تجاوز استخدامه الأسبوعي 700 مليون مستخدم.
وأكد سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لـ "أوبن إيه آي"، أن هذه المراكز تمثل "دفعاً بالبنية التحتية إلى أقصى حدودها"، في سبيل مواكبة النمو المتسارع لتقنيات الذكاء الاصطناعي وتطبيقاتها اليومية.
المواقع
وتتوزع المراكز الخمسة كالتالي: ثلاثة مواقع بالشراكة مع أوراكل: في شاكلفورد (تكساس)، دونا آنا (نيو مكسيكو)، وموقع ثالث لم يُعلن عنه، ستوفر طاقة إجمالية تتجاوز 5.5 غيغاواط، إضافة إلى توسعة قُرب موقع أبيلين بقدرة 600 ميغاواط.
وموقعان بالشراكة مع سوفت بنك: في لوردستاون (أوهايو) ومقاطعة ميلام (تكساس)، بطاقة إجمالية تصل إلى 1.5 غيغاواط، سيتم تشغيلها خلال الـ 18 شهراً القادمة، عبر شركة SB Energy التابعة لسوفت بنك.
ووفقاً للتقديرات، فإن أوراكل وحدها تمثل ما يقارب 300 مليار دولار من إجمالي الاستثمار، ما يعكس حجم التزامها بالشراكة ودورها في المشروع.
التمويل
وسيتم تمويل هذه المشاريع من خلال مزيج من النقد والديون، وسط مراهنة من أوبن إيه آي على قدرتها في جذب التمويل، خاصة بعد اتفاقها الأخير مع إنفيديا بقيمة 100 مليار دولار. ورغم عدم وضوح تفاصيل آلية التمويل حتى الآن، إلا أن الشركة أكدت التزامها الكامل بالمضي قدماً في تنفيذ خططها.
وتأتي هذه الخطوة في وقت يشهد فيه قطاع الذكاء الاصطناعي توسعاً هائلاً، تدفعه الحاجة المتزايدة إلى القدرة الحاسوبية. تسعى شركات التكنولوجيا الكبرى إلى تعزيز مواقعها عبر ضخ استثمارات هائلة في مراكز البيانات، وسط توقعات بأن يتجاوز الإنفاق الكلي للقطاع 340 مليار دولار سنوياً.
ورغم المخاوف من فقاعة استثمارية محتملة، إلا أن أوبن إيه آي تؤكد أن هذه الخطط ضرورية لتأمين البنية التحتية المطلوبة لمواكبة الطلب العالمي على تقنيات الذكاء الاصطناعي.
فرص عمل وتأثيرات اقتصادية
وتتوقع أوبن إيه آي أن تسهم هذه المشاريع في خلق عشرات الآلاف من الوظائف في مراحل البناء والتشغيل والصيانة، إلى جانب تحفيز نمو اقتصادي محلي في المناطق التي ستُقام فيها المراكز الجديدة.
وأكد ألتمان أن العالم لا يزال "مقيّداً بالقدرة الحاسوبية"، مشدداً على أن المرحلة المقبلة تتطلب استثمارات جريئة لتوسيع إمكانات الذكاء الاصطناعي بشكل فعّال ومستدام.