منذ 147 عاما، أنشئت أول دار للأوبرا في أفريقيا والشرق الأوسط، أين كانت؟ وما قصة إنشائها؟ وماذا حدث لها؟.. شاهدوا الصور
تحتفل مصر بالذكرى الـ147 لافتتاح الأوبرا الخديوية بوسط القاهرة، والتي كانت تعد أول دار للأوبرا في قارة أفريقيا والشرق الأوسط.
في 1 نوفمبر عام 1869، عزفت الأوركسترا موسيقي "فيردي"، وقدم الفنانون عرض "ريجوليتو" بجواهر حقيقية احتراما للشخصيات الهامة التي حضرت عرض افتتاح دار الأوبرا الملكية "الخديوية"، التي كانت تضم مسرحا من أوسع مسارح العالم رقعة وفخامة، حيث كان يتسع لـ850 شخصا.
ترتبط قصة إنشاء الأوبرا الخديوية بإقامة حفلات افتتاح قناة السويس المصرية في عهد الخديوي إسماعيل، ولذلك سميت بالأوبرا الخديوية. وأقيمت في أحد أهم أحياء القاهرة ذاك الحين، حيث سمي الميدان الواقع أمامها باسم ميدان "التياترو" ثم ميدان إبراهيم باشا، وفي سبتمبر عام 1954 سمي باسم ميدان الأوبرا، وما زال يحمل اسمها حتى الآن.
استغرق بناء الأوبرا 6 أشهر، بتكلفة بلغت مليونا وستمائة ألف جنيه مصري، علما بأن الجنيه آنذاك كان يعادل 7.5 جرام من الذهب، أي أن الجنيه القديم يعادل نحو 4750 جنيها من العملة الحالية.
وكان بصحبة الخديوي إسماعيل في حفل الافتتاح الإمبراطورة أوجيني، زوجة الإمبراطور نابليون الثالث، والإمبراطور فرانسوا جوزيف عاهل النمسا، وولي عهد بروسيا بالإضافة إلي أقطاب الفن والسياسة من مختلف أنحاء العالم.
وبمناسبة افتتاح الأوبرا الخديوية طلب عالم المصريات الفرنسي،"مارييت باشا" من الخديوي إسماعيل اختيار قصة من صفحات التاريخ المصري القديم لتكون نواة لمسرحية شعرية تفتتح بها الأوبرا، فظهر للنور عرض الأوبرا الأسطوري "عايدة" التي كتب نصها الغنائي جيسلا نزوني، ووضع موسيقاها الرفيعة الموسيقار الإيطالي الأسطوري "فيردي"، الذي كافأه الخديوي إسماعيل بـ150 ألفا من الفرنكات الذهبية، ورغم ذلك حالت الظروف دون تقديمها في موعد الافتتاح، ومثلت بعد الافتتاح بعامين في 24 ديسمبر 1871، بينما تم افتتاح الأوبرا الخديوية عام 1869.
ولمدة قاربت القرن ظلت دار الأوبرا الخديوية واجهة مشرفة لمصر حتى فجر 28 أكتوبر 1971 عندما اندلع حريق في دار الأوبرا الخديوية وانهارت أمام بصر آلاف المصريين، حيث التهمت النيران المبنى الخشبي ذا الطراز المعماري المميز بوسط العاصمة، بما فيه من ملابس وديكورات وإكسسوارات العروض التي تمت على مسرحه والكثير من التحف النادرة.
ومنذ ذلك التاريخ وإلى اليوم لا يزال سبب الحريق مجهولا، رغم إرجاعه إلى الماس الكهربائي.
وبعد أن دمرت دار الأوبرا الخديوية، ظلت القاهرة بدون دار للأوبرا قرابة عقدين من الزمان، إلى أن تم افتتاح دار أوبرا القاهرة الحالية عام 1988.