عملية التحالف بصنعاء.. معلومات استخباراتية دقيقة وبنك أهداف ثمين
مصدر محلي يؤكد مواصلة مقاتلات التحالف عملياتها بشكل مكثف شمال صنعاء وتركزها حتى ساعات فجر الأحد بمناطق بني الحارث وجدر ومطار صنعاء.
لقّنت قوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن الانقلاب الحوثي درسا قاسيا، ليل السبت-الأحد، بعد تنفيذها عملية نوعية بصنعاء، وصفها خبراء بالرد القاسي على تصعيد المليشيا، ومؤشر لبنك أهداف محدث ودقيق.
وأكد مصدر محلي لـ"العين الإخبارية" أن مقاتلات التحالف واصلت بشكل مكثف عملياتها شمال العاصمة المختطفة؛ صنعاء، وتركزت حتى ساعات فجر الأحد، في مناطق "بني الحارث" و"جدر" و"مطار صنعاء الدولي".
- الجيش اليمني يحرر "وادي التم" و"جبل السيف" بصعدة.. ومقتل 6 حوثيين
- مقتل 11 حوثيا بينهم قيادات ميدانية بنيران الجيش اليمني في تعز
ودكت مقاتلات التحالف أهدافًا حوثية عالية القيمة، منها غرفة عمليات للطائرات المسيرة بقاعدة الديلمي الجوية ومعسكرات التدريب في الفرقة الأولى مدرع ومعسكري "الحفاء" و"النهدين" ومواقع عسكرية مهمة في ضواحي صنعاء، يعتقد أنها تضم خبراءً أجانب من مليشيا حزب الله الإرهابي والحرس الثوري الإيراني.
وأثارت العمليات الجوية على مواقع عسكرية حساسة لمليشيا الحوثي في العاصمة صنعاء، أصداء واسعة، وأجمع خبراء في الشأن اليمني، على أن العملية النوعية حققت نجاحا كبيرا بفعل جهد منظم من الرصد الاستخباراتي والمعلوماتي على الأرض.
بنك أهداف محدث
الصحفي اليمني عصام السفياني قال إن العمليات الجوية شكّلت رسالة واضحة أن التحالف العربي سيعيد العمليات العسكرية إلى زخمها السابق ولن ينجر إلى ما لا نهاية وراء مسرحيات مليشيا الحوثي في التعاطي مع بنود اتفاق السويد المزمنة.
- اجتماعات الأردن.. تبادل قوائم الأسرى اليمنيين وسط مماطلة الحوثيين
- بإسناد التحالف.. الجيش اليمني يحرز تقدما مهما في الجوف
وأضاف السفياني أن إعلان المتحدث باسم التحالف العربي عن العملية مسبقا قبل انطلاقها، يعد مؤشرا لامتلاكه بنك أهداف محدثا ومعلومات استخباراتية واستطلاعية موثوقة ودقيقة.
وأوضح أن القصف المركّز كسر الجمود الذي خلقته اتفاقية السويد في العمليات العسكرية البرية والجوية، مضيفا: "كان ذلك امتثالا من التحالف لطبيعة الجهود الدولية التي سعت لإحداث اختراق في الملف اليمني كبوابة لإنتاج تسوية تنهي الانقلاب والحرب".
مضى بالقول: "المؤشرات الميدانية تكشف عن أن عمليات التحالف سترافق تنشيط محاور القتال في معقل الحوثي الأم وفي نهم صنعاء وقلب اليمن البيضاء، من أجل إنهاء مركزية معركة الحديدة"، موضحا أن تنشيط الجبهات الأخرى سينهي حالة الطمأنينة المؤقتة التي حصلت عليها المليشيا بفعل الهدنة في الحديدة وذهابها للتصعيد الخطير في هجوم قاعدة العند الإرهابي.
حرفية في التنفيذ
من جانبه، لفت الصحفي اليمني سياف الغرباني إلى أن العملية نوعية ومركزة ودقيقة، من حيث طبيعة بنك الأهداف والحرفية في التنفيذ، وتأثير الضربة بدا واضحا على بنية الحوثيين العسكرية.
- رئيس الحكومة اليمنية: إطلاق الرصاص على موكب الفريق الأممي يستهدف مساعي السلام
- الجيش اليمني: مليشيا الحوثي ارتكبت 520 خرقا لوقف إطلاق النار بالحديدة
وبحسب الغرباني فإن المعلومات المتوافرة، تؤكد نجاح مقاتلات التحالف إلى حد كبير في دك منظومة عسكرية متكاملة خاصة بإدارة عمليات الطائرات الإيرانية المسيرة، وهو السلاح الأبرز الذي شكل تهديدا صارخا في وجه السلام واتفاق السويد.
واعتبر هذه الضربة خطوة مهمة في جهة خلخلة ترسانة سلاح المليشيا التي شكلت الأسلحة الايرانية المهربة جزءا مهما فيها، مبينا أن صراخ قيادات الصف الأول للحوثيين ارتفع عقب عملية التحالف في صنعاء، وهو أثر رجعي لضربة قاسية تلقاها صدر الانقلاب.
وأوضح أن توقيت العملية جاء في غمرة تكثيف مليشيا الحوثي من تحركات إعادة التموضع المسلح، بعد انخفاض عمليات التحالف الجوية في غضون مشاورات السويد.
الغرباني نبّه إلى أن ثمة مسألة تستحق الكثير من التدقيق، تتعلق بحاجة اليمنيين الملحّة لاستمرار دور التحالف العربي في تقويض وجود وقدرات مليشيا الحوثي؛ لأن الحوثيين جماعة فاشية تعيش على الحرب وعدم منحها فرصة لإعادة ترتيب نفسها عسكريا ضرورة مهمة.
ولفت الغرباني إلى وجود معلومات تبيّن أن المليشيا استغلت هدنة الحديدة، لتهريب أسراب من الطائرات بدون طيار المصنعة في طهران عبر سواحل المحافظة.