يوم تنصيب الرئيس الأمريكي.. ذكريات أليمة في وول ستريت
رغم ذكريات وول ستريت الأليمة مع يوم تنصيب الرئيس الأمريكي، تسيطر روح التفاؤل على المتعاملين مع قرب تنصيب جو بايدن في 20 يناير الحالي.
عند حلف بايدن اليمين يوم الأربعاء المقبل، سيكون الرئيس الـ46 في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، والذي جاء هذه المرة وسط أحداث غير مسبوقة شهدت اقتحام مؤيدي الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب مبنى الكابيتول، اعتراضا على تصديق الكونجرس على نتائج الانتخابات في 6 يناير 2021.
ويستند تفاؤل المستثمرين إلى 4 عوامل رئيسية؛ الأول هو الأخبار الإيجابية عن لقاحات فيروس كورونا، ويتمثل العامل الثاني في كشف بايدن الجمعة الماضية عن قيمة حزمة التحفيز المالي الجديدة، فضلا عن تأجيل الحديث عن إقرار ضرائب جديدة، ويتبلور العامل الأخير في استبعاد رفع الفائدة في القريب العاجل، بحسب محللين.
ويقول المحللون إن الاتجاه الصاعد للسوق لم يصل بعد إلى المستوى المتوقع، على الرغم من تسجيله الجلسات الماضية مستويات قياسية غير مسبوقة.
وارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 الأوسع نطاقا منذ الانتخابات بمقدار 13%، ووصل خلال تعاملات جلسة الخميس الماضي إلى أعلى مستويات على الإطلاق عند 3822.29 نقطة.
وقال ديفيد بيانكو، كبير مسؤولي الاستثمار في شركة DWS، إن المستثمرين حصلوا على حافز حقيقي بعد أن كشف جو بايدن خلال مؤتمر صحفي عن قيمة حزمة التحفيز المرتقبة، ما يعني أن هناك أموال جديدة سيتم ضخها في شرايين الاقتصاد الأمريكي.
وكشف بايدن خلال المؤتمر الذي عقده في مسقط رأسه في ويلمنجتون في ولاية ديلاور، أن خطة التحفيز بقيمة 1.9 تريليون دولار تهدف إلى مساعدات العائلات والشركات المتضررة من الوباء.
وقال الرئيس المنتخب إن خطة المساعدة الطارئة ستتبعها خطة أخرى تركز على الإنعاش الاقتصادي والاستثماري.
وبحسب تصريح كبير مسؤولي الاستثمار في شركة DWS لشبكة CNBC، فإن الأسواق تلقت حافزا آخر بعد إعلان بايدن فرض الضرائب في وقت لاحق وليس في القريب العاجل، ما يبعد الضغوط عن حائزي السندات الآن.
من جهة أخرى، أطمأن المستثمرون أيضا بعد أن استبعد رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي الأمريكي جيروم باول، إمكانية رفع أسعار الفائدة في القريب العاجل .
فيما قال أيمن أبوهند، الشريك المؤسس بشركة advisable wealth engines الأمريكية للاستثمارات، لـ"العين الإخبارية"، إن السوق الأمريكي يخوض موجة صعود قياسية، تُبشر بأن جلسة 20 يناير/كانون الثاني ستكون مؤشراتها خضراء.
وأوضح أن البورصة الأمريكية منفصلة تماما عن أداء الاقتصاد أو الأحداث الملتهبة التي شهدتها الولايات المتحدة أثناء الانتخابات الرئاسية أو بعدها.
وأظهر التقرير الأسبوعي الأخير لوزارة العمل الأمريكية صعود أعداد الأمريكيين الذين تقدموا بطلبات لأول مرة للحصول على إعانات البطالة بأكثر من المتوقع الأسبوع الماضي، مما يؤشر على تصاعد إصابات فيروس كورونا.
وأضاف أبوهند أنه على الرغم من المؤشرات السلبية لسوق العمل إلا أن مؤشرات سوق المال تحطم أرقاما قياسية.
ذكريات وول ستريت يوم التنصيب
عند النظر إلى أداء البورصة الأمريكية خلال آخر 3 دورات الانتخابية، سنلاحظ تباين رد فعل المستثمرين في جلسة تنصيب رئيس الولايات المتحدة.
عندما تولى الرئيس أوباما منصبه في 20 يناير/كانون الثاني 2009 ، واصل مؤشر داو جونز الصناعي تراجعه إلى 7949.09 ، وهو أدنى أداء افتتاحي للمؤشر منذ تدشينه، كما انخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بمعدل 5.3%، ومؤشر ناسداك التكنولوجي بنحو 5.8%.
جاء هذا الانخفاض بدافع من النظرة المتشائمة لما يمكن أن يحققه أوباما في خضم الأزمة المالية العالمية.
أما في المرة الثانية لتنصيب أوباما، صادف 20 يناير/ كانون الثاني يوم الأحد عطلة الأسواق، وكذلك 21 من الشهر ذاته كان عطلة بمناسبة ذكرى مقتل رائد الحقوق المدنية الأمريكي مارتن لوثر كينج، وعند التداول في الجلسة التالية أغلق السوق على ارتفاع.
آنذاك، أضاف مؤشر داو جونز الصناعي 0.4٪ إلى رصيده ليسجل أعلى مستوياته في خمس سنوات، وارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 0.5٪ ، متقدمًا مرة أخرى إلى أعلى مستوياته منذ ديسمبر/ كانون الأول 2007.
في حين شهدت أسواق المال يوم تنصيب الرئيس دونالد ترامب تراجع داو جونز بمقدار 0.4%، وكذلك كل من ستاندرد آند بورز 500 وناسداك بواقع 0.4% و0.3% على الترتيب.
وكان لقرار البنك المركزي الأوروبي بالإبقاء على أسعار الفائدة الرئيسية دون تغيير تأثير سلبي على الأسواق آنذاك.
aXA6IDMuMTM4LjEzNS4yMDEg جزيرة ام اند امز