مسابقة طيور الزينة في عدن.. رسائل سلام ومحبة
تربية الطيور تعتبر مصدر رزق للعديد من الهواة وذوي الدخل المحدود في اليمن، خاصة في ظل معاناة المواطنين والشباب من البطالة
يتشبث سكان العاصمة اليمنية المؤقتة عدن بكل ما له صلة بالسلام والجمال، فلسان حالهم يؤكد رغبتهم في مغادرة مربعات النزاعات والأزمات التي عصفت ببلادهم منذ سنوات، جراء الانقلاب الحوثي.
وتجلت رغبتهم تلك بإقبال العدنيين على المشاركة بفاعلية في معرض وبطولة طيور الزينة، بنسختها الثانية، والتي نظمتها الجمعية العدنية لتربية ورعاية الطيور.
ويبدو أن الإيحاءات التي تحملها الطيور، كرموز للسلام والمحبة، هي ما دفع شباب عدن للحرص على إنجاح فعاليةٍ كهذه، والمشاركة فيها بشكلٍ لافت، في ظل الظروف والأوضاع غير المستقرة التي تحياها المدينة.
وهذا ما يؤكده الأمين العام للجمعية العدنية لطيور الزينة طارق محمد عبدالهادي، الذي قال لـ"العين الإخبارية"، إن تربية الطيور في عدن هواية منتشرة منذ عقود، وتشكل مصدر رزق للكثير من الهواة ومربي الأصناف المختلفة من الطيور.
سوق تاريخية
وتتميز مدينة عدن بوجود سوق تاريخية لبيع وتداول الطيور المختلفة، وتقع هذه السوق في شارعٍ شهير داخل أزقة وضواحي منطقة الشيخ الدويل، بمديرية الشيخ عثمان.
والدويل سوق شعبية قديمة، بدأت ببيع أنواع من طيور الحمام، وتوسعت لاحقا لتشمل أصنافا متنوعة من طيور الزينة، والطيور الداجنة، وكثرت فيها محال الهواة ممن امتهنوا هذه الحرفة كمصدر رزق لهم.
ولم ينسَ طارق عبدالهادي الإشارة إلى أن المعرض والبطولة الخاصة بطيور الزينة، تهدف إلى تشجيع الهواة على تقديم عناية ورعاية أفضل وبمستوى محترف لما يمتلكونه من الطيور؛ مما يسهل تصدير هذه الطيور إلى خارج اليمن، وإثراء مصدر رزقهم.
وكشف عن تصدير بعض هواة تربية الطيور أصنافًا مميزة إلى دول مجاورة، منها المملكة العربية السعودية، حيث يحرص السعوديون على استيراد أنواع من هذه الطيور منتجة محلياً.
وتشكل تربية الطيور مصدر رزق للعديد من الهواة وذوي الدخل المحدود، خاصةً في ظل معاناة المواطنين والشباب من البطالة، نتيجة الأوضاع التي تمر بها البلاد، بحسب أمين عام الجمعية العدنية للطيور.
رفع حماس مربي الطيور
وجدد طارق عبدالهادي تأكيده أن الهدف من هذا المعرض هو تشجيع ورفع حماس مربي الطيور والهواة على تحسين سلالات الأصناف التي يقومون بتربيتها، وتقديم وتطوير إنتاجهم المحلي؛ ليتمكنوا من تصديرها إلى خارج اليمن.
ويرفض عبدالهادي أن ينظر البعض لإقامة المعرض والبطولة باعتباره "أمرًا ترفيهيًا" فقط مثلما يحاول البعض الترويج لذلك، بل يشدد على أن الفعالية إنما هي وسيلة يستعين بها الكثير من الهواة ومربي الطيور؛ لكسب رزقهم عن طريق اكتساب خبرات في تربية الأنواع المختلفة والمحافظة عليها؛ لتصدير الإنتاج المحلي منها إلى دول الخليج.
وشارك في البطولة والمعرض عشرات المشاركين من هواة تربية الطيور، واختيرت المراكز الأولى بحسب نوع وحجم الطيور المشاركة.
يشار إلى أن هذه البطولة لا يقتصر هدفها فقط على الاهتمام بهذه الهواية، أو رعاية طيور الزينة وتحسين جودتها والاستمرار بتربيتها ورعايتها وحسب، ولكن القائمين عليها يرشحون الفائزين فيها للمشاركة وطنيًا على مستوى اليمن، في بطولات محلية، تمهيدًا للمشاركة العربية والدولية.
يذكر أن هذا الموسم هو الثاني من البطولة والمعرض الخاص بطيور الزينة، وكان قد سبقه معرض مماثل أقيم العام الماضي في عدن، بتنظيمٍ مشابه، ولاقى نجاحًا لافتًا.