ترشيحات أوسكار 2024.. «باربي» و«أوبنهايمر» في مقدمة التوقعات
يحبس عالم السينما أنفاسه بانتظار إعلان قوائم الترشيحات لجوائز الأوسكار، مع توقّع نيل "باربي" و"أوبنهايمر" الحصة الأكبر منها.
وقد ينال كلّ من "باربي" و"أوبنهايمر" اللذين حققا مجتمعَين إيرادات بلغت 2,4 مليار دولار وشكّلا ظاهرة أطلقت عليهما شبكات التواصل الاجتماعي تسمية "باربنهايمر" لتزامن طرحهما في الصالات، نحو 12 ترشيحاً للجوائز التي ستُوزّع في مارس/آذار.
وفي حديث إلى وكالة فرانس برس، قال الكاتب في موقع "ديدلاين" المتخصص بيت هاموند: "إنها سنتهما، ويُتوقع أن يهيمنا على الترشيحات".
ويحظى فيلم كريستوفر نولان عن سيرة مبتكر القنبلة النووية بحظوظ كبيرة لنيل حصة الأسد من الترشيحات بعدما حصل على خمس جوائز غولدن غلوب.
أما فيلم غريتا غيرويغ عن اكتشاف الدمية البلاستيكية الشهيرة مدى الكراهية في حق النساء في العالم الحقيقي، فيسعى إلى إثبات قدرته على تحويل إنجازه التجاري على شباك التذاكر إلى نجاح هوليوودي.
ولاحظ هاموند أن "الأفلام الكوميدية (...) تحظى عادة بحظوظ أقل في حصد الجوائز من الأفلام الأكثر جدية". وأضاف: "في عالم باربنهايمر، من الواضح أن أوبنهايمر يتمتع بالأفضلية لأن طابعه أكثر جدية، ويبدو مهماً".
وفرض نجما الفيلمين، أي كيليان مورفي في دور جاي روبرت أوبنهايمر، ومارغو روبي في دور باربي، نفسيهما كمرشحين أساسيين لجائزتَي التمثيل.
وينطبق الواقع نفسه على المرشحين من الفيلمين لجائزتي الأدوار المساندة، إذ برع روبرت داوني جونيور في تجسيد شخصية بيروقراطي محافظ يشكّل إقصاء أوبنهايمر هاجساً له، في حين يتألق راين غوسلينغ في شخصية كين الذي انجرف في الذكورية.
ترقب فرنسي
إلى جانب هذين الفيلمين اللذين حققا نجاحاً كبيراً في الصيف، "يبدو من السهل التنبؤ" بالمنافسين الآخرين على جائزة أوسكار أفضل فيلم هذه السنة، بحسب هاموند.
وتتجه الأنظار في هذه الفئة إلى "كيلرز أوف ذي فلاور مون" التاريخي لمارتن سكورسيزي، و"بور ثينغز" الذي نال الأسد الذهبي في مهرجان البندقية، والقصة الميلادية "وينتر برايك"، و"مايسترو" للأمريكي برادلي كوبر إخراجاً وتمثيلاً في دور قائد الأوركسترا ليونارد برنستاين.
وشملت التوقعات أيضاً الفيلم الفرنسي الحائز على السعفة الذهبية في مهرجان كان "أناتومي دون شوت" ("Anatomie d'une chute").
وفاز الفيلم بجائزتي غولدن غلوب في مطلع يناير/كانون الثاني، ويمكن أن يُرشح أيضاً لأوسكار أفضل سيناريو، وأن تنافس في فئة أفضل ممثلة بطلته ساندرا هولر التي تؤدي كذلك دور البطولة في عمل منافس آخر هو "زون أوف إنترست" الذي فاز بالجائزة الكبرى في مهرجان كان.
لكن "أناتومي دون شوت" الذي تجسّد فيه هولر دور كاتبة متهمة بقتل زوجها لن يتمكن من الفوز بجائزة أوسكار أفضل فيلم بلغة أجنبية.
فقد اختارت فرنسا لتمثيلها في السباق إلى الأوسكار فيلم "لا باسيون دو دودان بوفّان" (La Passion de Dodin Bouffant)، وهو قصة حب تاريخية بين اثنين من عشاق الطعام.
وتعليقاً على الجدل الذي أثاره هذا الاختيار، قال أحد أعضاء اللجنة المسؤولة عن هذا القرار شارل جيليبير لوكالة فرانس برس "من الواضح تماما أننا لم نرسل الفيلم المناسب إلى الأوسكار".
وطالب المنتج بإصلاح الهيئة التي تتولى الترشيح، لجهة "زيادة عدد الناخبين" فيها.
سنة المُخرجات؟
وبين "أناتومي دون شوت" لجوستين ترييه، و"باربي" للمخرجة غريتا غيرويغ، و"باست لايفز"، وهو فيلم أمريكي كوري لسيلين سونغ، يمكن أن تشمل المنافسة على أوسكار أفضل فيلم ثلاثة أعمال من إخراج نساء، وهي سابقة في تاريخ هذه الجوائز.
فطوال 95 عاماً من وجود جوائز الأوسكار التي تعرضت طويلاً لانتقادات بسبب افتقارها إلى التنوع، لم يُرشَح لمكافأتها الأبرز سوى 19 فيلماً روائياً طويلاً لمخرجات.
وقال هاموند "قد تكون هذه السنة الأهمّ بالنسبة للنساء في السباق إلى جائزة أفضل فيلم". أما بالنسبة إلى فئة أفضل مخرج، فاكتفى بالقول "سنرى".
وفي ظل التنافس الشديد بين الذكور، وفي مقدمتهم كريستوفر نولان ومارتن سكورسيزي وبرادلي كوبر، تبدو غريتا غيرويغ الأوفر حظاً بين النساء لتحقيق اختراق، في حين سيُحدث ترشيح جوستين ترييه، إذا ما حصل، دوياً كبيراً.
وفي فئة أفضل ممثلة، يبدو أن الجائزة ستكون موضع مبارزة بين إيما ستون التي تجسّد نسخة أنثوية من فرانكنشتاين في "بور ثينغز"، وليلي غلادستون التي تؤدي في "كيلرز أوف ذي فلاور مون" دور أمريكية من الهنود الحمر الأميركيين حققت ثروة من النفط، تُواجه سلسلة جرائم قتل قبيلتها من سكان أميركا الأصليين.
وفي المقابل، قد يُستبعَد من الترشيحات لفئة أفضل ممثل ليوناردو دي كابريو الذي يؤدي في الفيلم دور زوجها، نظراً إلى كون المنافسة شديدة جداً. ويُتوقع أن تشمل قائمة المرشحين، بالإضافة إلى كيليان مورفي وبرادلي كوبر، كلاً من بول جياماتي عن دوره كأستاذ تاريخ في "وينتر برايك"، وجيفري رايت ("أميركان فيكشن") وكولمان دومينغو ("بايارد راستين").
ويقام احتفال توزيع جوائز الأوسكار السادس والتسعون في العاشر من آذار/مارس المقبل، بعد عام شهد إضرابا تاريخيا للممثلين وكتّاب السيناريو في هوليوود.