حسن حسني بين الانكسارات والهزيمة.. لحظات مؤلمة تكشفها زوجته
"العين الإخبارية" ترصد اللحظات المؤلمة والانكسارات في تاريخ الفنان المصري الراحل حسن حسني، الذي توفي السبت عن عمر يناهز 89 عاما
يظن الكثير من الناس أن حياة الفنان المصري الراحل حسن حسني كانت ناعمة وخالية من المتاعب والمنغصات، ربما لأن الابتسامة كانت جزءًا من ملامحه، وربما لأنه كان قليل الحديث عن حياته الشخصية، والحقيقة أن "قشاش الفن" عاش لحظات كثيرة مؤلمة، تغلب عليها بالبكاء تارة وبالصمت والصبر تارة أخرى.
وفي هذا التقرير ترصد "العين الإخبارية" اللحظات المؤلمة في تاريخ الفنان الراحل، الذي توفي، السبت، عن عمر ناهز 89 عاما.
وفاة الأم
ولد حسن حسني في 19 يونيو/حزيران 1936 وسط أسرة متوسطة الحال بحي القلعة، وسط العاصمة المصرية، وكان والده يعمل في مجال المقاولات ولم ينصفه الحظ في تكوين ثروة.
عرف الحزن الطريق إلى قلب حسن حسني لأول مرة وهو في السادسة من عمره، إذ توفيت والدته بشكل مفاجئ، صحيح أن والده كان يعامله بحنان شديد لكنه لم يستطع سد الفراغ الذي تركته الأم بعد رحيلها.
مرارة الحرب
أحب حسن حسني التمثيل منذ الصغر، وفي مرحلة الستينيات تم تعيينه عضوا بفرقة المسرح العسكري التابع للقوات المسلحة، وكانت كل عروضه يشاهدها شريحة واحدة فقط وهي جنود وضباط الجيش، ورغم أنه كان يتمنى الانتشار ويحلم بالعبور إلى كل فئات الجماهير، كان يشعر بالسعادة للتواجد بين الجنود الذين يتحملون عبء الدفاع عن الوطن.
وفي يونيو/حزيران 1967 صدر قرار بحل المسرح العسكري بعد الهزيمة، وبات حسن حسني وقتها حرا ومن حقه البحث عن فرصة جيدة في أي من الفرق المسرحية الناجحة، ولكنه وكما قال لصديقه في هذه المرحلة الفنان الراحل حسن عابدين، كان "يشعر بمرارة وألم بسبب هزيمة 1967 ويتمنى أن يحمل سلاح ويتحول لجندي مقاتل".
رحيل علاء ولي الدين
كانت موهبة حسن حسني عابرة للزمن، لذا استطاع التواصل مع جيل الشباب، لدرجة أن كثيرا منهم كان يعتبره تميمة الحظ ومفتاح النجاح، وكانت بداية علاقة حسن حسني بجيل الشباب مع الفنان علاء ولي الدين.
وبمرور الأيام نشأت بينهما علاقة صداقة قوية، وجمعت بينهما العديد من الأعمال الفنية الناجحة على شاشة السينما مثل "عبود على الحدود" و"الناظر " ومسرحية "لما بابا ينام".
وفي 11 فبراير/شباط 2003 انسحب علاء ولي الدين من الحياة عن عمر يناهز الـ39 عاما، توفي إثر مضاعفات مرض السكري، وهنا أصيب حسن حسني بالحزن وبكى كثيرا لرحيل صديقه الذي وصفه في كثير من أحاديثه بالإنسان النبيل.
الموت يخطف ابنته
في كتاب "المشخصاتي" الذي أعده الناقد طارق الشناوي عن الفنان حسن حسني بمناسبة تكريمه في الدورة الـ40 من مهرجان القاهرة السينمائي، ترك مساحة لزوجته "ماجدة" كي تتحدث عن جوانب لا يعرفها أحد عن الفنان حسن حسني.
وكشفت زوجته في مقالها عن بداية تعارفهما قائلة إنها الزوجة الثانية في حياته وأن الحب جمع بينهما عام 1995 بسبب عملها كمشرفة إنتاج في مسلسل من بطولته.
وقالت إنه كان شديد الحنان والطيبة، وإنها عاشت أزمة مرضية صعبة استدعت سفرها للصين ولم يفارقها أو يتخلى عنها وكان شديد الوفاء لها.
وأكدت أيضا أن أصعب لحظات حياته عندما علم بوفاة ابنته "رشا" بالسرطان، وظل يبكي عليها لمدة 20 يوما، ولم يخرج من دوامة الحزن إلا بالعمل.