من باكستان للسودان.. تضامن إنساني إماراتي عابر للحدود
تتواصل المساعدات الإنسانية الإماراتية على مدار الساعة، لإغاثة ضحايا الكوارث الطبيعية والمناخية التي شهدتها العديد من دول العالم.
من باكستان شرقا وحتى السودان غربا مرورا بالصومال، ومن أفغانستان شمالا وحتى جنوب أفريقيا جنوبا، تواصلت على مدار الأسابيع الماضية قوافل إغاثية إماراتية لتقديم الدعم للمتضررين من الفيضانات في دول مثل السودان وباكستان وجنوب أفريقيا، والزلازل في دول مثل أفغانستان والجفاف في دول مثل الصومال.
جهود إنسانية تتواصل ومبادرات إغاثية تتزايد ترسخ بها الإمارات مكانتها كعاصمة للخير والإنسانية، سيرا على نهج المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في العطاء ومواصلة أعمال الخير.
وتنفيذا لتوجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، الحاضر دائما لتقديم يد العون والمساعدة عند كل أزمة تواجهها دولة صديقة، ليرسخ بأفعاله وأقواله صورة الإمارات كمنارة للتسامح وواحة للإنسانية ومظلة للأمن والأمان.
وأسهمت المساعدات الإغاثية التي قدمتها دولة الإمارات في إنقاذ حياة الملايين من البشر والتخفيف من معاناتهم.
وتعد الإمارات حجر الأساس في بناء المنظومة العالمية لمواجهة تداعيات الكوارث الطبيعية وذلك بفضل مبادراتها الجريئة ونهجها الإنساني المتفرد الذي يقوم على تقديم العون والإغاثة لمستحقيها دون تمييز لجنس أو عرق ودين بعدما جعلت الحاجة هي المعيار الوحيد لتقديم المساعدة.
أقوال وأفعال
موقف تلو آخر تترجم القيادة الإماراتية هذا النهج الإنساني المتفرد بالأقوال والأفعال.
ومساء السبت، وجه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات بتقديم مساعدات إغاثية عاجلة إلى باكستان التي تشهد أقاليم فيها سيولاً وفيضانات أسفرت عن قتلى ومصابين وعمليات نزوح.
توجيه جاء بعد ساعات من توجيه آخر صدر في اليوم نفسه بتسيير جسر جوي إلى الخرطوم لنقل كميات كبيرة من المساعدات ومواد الإيواء والاحتياجات الإنسانية للمتضررين من السيول والفيضانات في السودان، وذلك بعد أيام من توجيهه بتقديم مساعدات إنسانية عاجلة بقيمة 25 مليون درهم إلى المتأثرين والنازحين بسبب السيول والفيضانات في السودان.
تأتي تلك التوجيهات بعد نحو أسبوعين من وصول باخرة مساعدات إماراتية إلى ميناء مقديشو في الصومال، تحمل أكثر من ألف طن من المواد الغذائية والإغاثية المتنوعة، لتوفير الاحتياجات الضرورية لحوالي 2.5 مليون شخص ممن تضرّروا من موجة الجفاف في الصومال ودعم أوضاعهم الإنسانية، تنفيذا لتوجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.
تأتي هذه المساعدات بعد أسابيع من تسيير دولة الإمارات- بتوجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان- جسرا جويا يحمل سلالاً غذائية متكاملة وإمدادات طبية وفريقاً طبياً ومستشفى ميدانياً للتخفيف من تداعيات الزلزال المدمر الذي ضرب ولايتي خوست وبكتيكا جنوب شرق أفغانستان يونيو/ حزيران الماضي.
توجيهات متتابعة تبلور إنسانية قائد ملهم، وتجسد قيم ومبادئ الإمارات الراسخة في مساعدة ودعم الشعوب ونجدة الملهوف والمستغيث.
كما تؤكد من خلالها الإمارات وقيادتها الرشيدة أنها ستبقى على الدوام بمقدمة الدول في تقديم المساعدات الإنسانية لشعوب العالم كافة.
توجيهات تجسدها مبادرات في دعم العمل الإنساني والخيري والإغاثي وتعزيز الأخوة الإنسانية، ساهمت في تعزيز ريادة الإمارات إنسانيا وترسيخ مكانتها عالميا كعاصمة للخير والعمل الإنساني.
تلك الريادة الإنسانية تعهد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، بالحفاظ عليها خلال كلمات مؤثرة وجهها في 13 يوليو/تموز الماضي ضمن أول خطاب شامل يتناول فيه رؤيته لسياسة دولة الإمارات الداخلية والخارجية منذ توليه مقاليد الحكم في 14 مايو/أيار الماضي.
وقال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في خطابه: "على نهج زايد الخير.. سنعمل على تعزيز دورنا ضمن الدول الرائدة عالمياً في تقديم المساعدات التنموية والإنسانية والعمل الخيري.. والاستمرار في مد يد العون إلى المجتمعات في جميع أنحاء العالم دون النظر إلى دين أو عرق أو لون".
جسور إنسانية
ووصلت أمس السبت أول طائرة إماراتية محملة بمساعدات عاجلة إلى مطار الخرطوم بالسودان لإغاثة متضرري الفيضانات.
ومن المقرر أن يعقب تلك الطائرة 3 طائرات أخرى تباعا ضمن جسر جوي تسيره الإمارات إلى الخرطوم لنقل كميات كبيرة من المساعدات ومواد الإيواء والاحتياجات الإنسانية للمتضررين من السيول والفيضانات في السودان.
يأتي تسيير الجسر الجوي بتوجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات ومتابعة الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة رئيس هيئة الهلال الأحمر الإماراتي.
وتشرف هيئة الهلال الأحمر على نقل هذه المساعدات التي يستفيد منها أكثر من 140 ألف مستفيد من المتأثرين والنازحين في عدد من الولايات السودانية الأشد تأثرا من تداعيات الكارثة مثل ولاية نهر النيل وولاية الخرطوم وولاية الجزيرة.
وتتضمن المساعدات حوالي 10 آلاف خيمة و28 ألفا من الطرود الغذائية والصحية و120 طنا من المواد الإيوائية المتنوعة بجانب مواد إغاثية عاجلة بهدف المساهمة في دعم السكان المتضررين وعائلات الضحايا وتحسين ظروفهم المعيشية ومساندة الجهود السودانية والمؤسسات المعنية في احتواء والتخفيف من الأزمة.
ومساء اليوم نفسه، أمر الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بتقديم مساعدات إغاثية عاجلة إلى باكستان.
كما أمر رئيس الإمارات بتقديم جميع الخدمات الإغاثية الإنسانية إلى النازحين من المناطق التي شهدت السيول والفيضانات لتعزيز قدرتهم على التغلب على التحديات التي يواجهونها.
وتشمل المساعدات الإغاثية الإماراتية نحو ثلاثة آلاف طن من الإمدادات الغذائية، فضلاً عن أطنان من المستلزمات الطبية والدوائية وخيمٍ لإيواء المتضررين.
وستقوم الفرق الإغاثية الإماراتية أيضاً بتقديم جميع أنواع الدعم الإنساني إلى الكوادر والمؤسسات الباكستانية المعنية بجهود تأمين سلامة المتضررين واحتياجاتهم الغذائية والطبية واللوجستية.
وكانت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، قد بدأت في وقت سابق من الشهر الجاري، بتقديم مساعدات إنسانية عاجلة للمتأثرين من الفيضانات في إقليم بلوشستان الباكستاني، وتقديم الخدمات الإنسانية لهم.
وبدأت الهيئة على الفور في تنفيذ المرحلة الأولى من البرنامج الإغاثي لتلبية احتياجات آلاف الأسر من الغذاء ومواد الإيواء والاحتياجات الإنسانية الأخرى.
واستهدفت الهيئة بمساعداتها في هذه المرحلة أكثر المناطق تضررا من الفيضانات في الإقليم، خاصة محافظتي لازبيلا وجلمكسي.
جهود متواصلة
وبموازاة تلك الجهود، وصلت إلى ميناء مقديشو في الصومال قبل نحو أسبوعين باخرة مساعدات إماراتية تحمل أكثر من ألف طن من المواد الغذائية والإغاثية المتنوعة، لتوفير الاحتياجات الضرورية لحوالي 2.5 مليون شخص ممن تضرّروا من موجة الجفاف في الصومال ودعم أوضاعهم الإنسانية.
تأتي هذه المبادرة ضمن توجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات بتقديم أشكال الدعم الإنساني للشعب الصومالي الشقيق في مواجهة موجة الجفاف.
وتبذل دولة الإمارات جهوداً كبيرة لإيصال المساعدات الإغاثية إلى الأقاليم الصومالية التي تأثّرت بموجة الجفاف التي تسبّب بها شح الأمطار لثلاثة مواسم متتالية.
وفي الشهر نفسه أغسطس/ آب الجاري نفذت مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية - بتوجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان- إغاثة عاجلة شملت مساعدات غذائية وطبية إلى السودان، تحتوي على 380 طنا من المواد الغذائية الأساسية و4.5 طن من الأدوية، مخصصة للمتأثرين والنازحين بولايات دارفور.
تأتي هذه المساعدات بعد أسابيع من تسيير الإمارات، جسر جوي يحمل سلالاً غذائية متكاملة وإمدادات طبية وفريقاً طبياً ومستشفى ميدانياً للتخفيف من تداعيات الزلزال المدمر الذي ضرب ولايتي خوست وبكتيكا جنوب شرق أفغانستان يونيو/ حزير الماضي.
وفي الشهر نفسه، أرسلت دولة الإمارات 8 يونيو/ حزيران الماضي طائرة مساعدات إلى مدينة ديربان في جنوب أفريقيا تحمل على متنها 50 طناً من الإمدادات الغذائية الضرورية، بهدف التخفيف من حدة التداعيات التي خلفتها كارثة الفيضانات التي اجتاحت السواحل الشرقية لجنوب أفريقيا والتي خلّفت خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات وذلك في إطار جهودها وتقديمها الدعم الإغاثي للدول الصديقة والشقيقة.
عطاء إماراتي مستدام
نجاح دولة الإمارات في تعزيز ريادتها واستدامة عطائها الإنساني لم يأت من فراغ، فهناك 6 أسباب تجعل تجربة العمل الإنساني في الإمارات متميزة وفريدة، أولها وجود قاعدة أساسية لذلك العمل ممثلة في إرث ومبادئ المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان التي تعلي قيمة التضامن الإنساني وتحث عليه.
السبب الثاني وجود قائد ملهم مثل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، داعم بمبادراته وجهوده وتوجيهاته العمل الإنساني والخيري والتنموي في الإمارات والعالم.
السبب الثالث وجود حكومة داعمة للخير يقودها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والتي رسمت أطراً تشريعية وتنفيذية لترسيخ دور الإمارات كعاصمة إقليمية وعالمية للعمل الإنساني، وخدمة البشرية، وتعزيز قيم وثقافة الخير في مجتمعنا.
أما السبب الرابع فهو شعب الإمارات المعطاء المحب للخير والعطاء والذي يعد قيمة إنسانية مستدامة تتجاوز حدود الجغرافيا لتمد يد العون للمحتاجين في مختلف أنحاء العالم.
السبب الخامس هو تميز العمل الإنساني في الإمارات بأنه عمل مؤسسي يقوم على النهوض به عشرات من الجهات الرسمية والأهلية.
والسبب الأخير هو وجود خارطة طريق لتعزيز ريادة الإمارات إنسانيا تظهر في توجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان و"مبادئ الخمسين" التي تعد خارطة طريق استراتيجية لتحقيق الريادة الإماراتية بمختلف المجالات، للخمسين سنة المقبلة.
وبلغة الأرقام، بلغ حجم المساعدات الإماراتية الخارجية منذ تأسيس الإمارات أكثر من 320 مليار درهم شملت 201 دولة، من بينها مساعدات قدمتها الإمارات بتوجيهات من المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بلغت أكثر من 98 مليار درهم حتى عام 2000. هذا بالإضافة إلى نحو 206 مليارات و34 مليون درهم (56.14 مليار دولار أمريكي) خلال الفترة من 2010 وحتى 2021.