«تحرير بلوشستان» تتبنى هجوم باكستان الإرهابي.. فما هي؟
انفجار محطة القطارات الرئيسية في باكستان أسفر عن 25 قتيلاً، بينهم 14 جندياً وإصابة نحو 46 شخصاً، تبنته جماعة «جيش تحرير بلوشستان».
الانفجار الذي وقع عبر قنبلة في محطة للسكك الحديدية كانت تغص بالركاب في كويتا، جنوب غربي باكستان، أفادت الجماعة، في بيان، بأن إحدى فرقها استهدفت "وحدة للجيش الباكستاني كانت عائدة إلى البنجاب عبر المحطة بعد دورة تدريب في معهد المشاة".
وغالباً ما يتبنى "جيش تحرير بلوشستان" هجمات دامية على قوات الأمن والباكستانيين القادمين من أقاليم أخرى.
وتتركز هجمات الحركة بصورة خاصة على البنجابيين، أكبر المجموعات العرقية الست في باكستان، لاعتبارهم مهيمنين في صفوف الجيش الذي يقاتل الانفصاليين.
في أواخر أغسطس/آب، أعلن "جيش تحرير بلوشستان" مسؤوليته عن هجوم منسق أسفر عن مقتل 39 شخصاً على الأقل في واحدة من العمليات الأكثر دموية في المنطقة.
ما نعرفه عن جيش تحرير بلوشستان
الجماعة الانفصالية صنفتها الولايات المتحدة "منظمة إرهابية"، وقالت إنها ستسعى لحرمانها من الموارد اللازمة للتخطيط لهجمات وتنفيذها.
وتسعى جماعة "بلوشستان" إلى استقلال إقليم بلوشستان والحصول على نسبة من المعادن التي تستخرجها باكستان، زاعمة أن السلطات تستغل بشكل غير عادل موارد الغاز.
إذ يضم الإقليم مشاريع كبرى للتعدين، بما في ذلك منجم ريكو ديك، الذي تديره شركة "باريك جولد" العملاقة، ويُعتقد أنه واحد من أكبر مناجم الذهب والنحاس في العالم.
وبحسب وكالة رويترز، فإن جماعة "جيش تحرير بلوشستان" واحدة من أكبر الجماعات العرقية المتمردة التي حاربت حكومة باكستان لعقود من الزمن.
إلى جانب الانفصاليين، تعد المنطقة موطناً أيضاً للمتشددين الذين تجدد نشاطهم منذ عام 2022 بعد نقض وقف إطلاق النار مع الحكومة.
أعلنت باكستان جيش تحرير بلوشستان منظمة إرهابية في عام 2006 بعد تورطها في عدد من الهجمات الإرهابية التي استهدفت المدنيين وأفراد الأمن.
محمد بلوش، مسؤول في الشرطة المحلية، أفاد بحسب وكالة فرانس برس عن وجود "14 عنصراً من عناصر الجيش من بين 25 شخصاً تأكد مقتلهم".
فيما أعلن شاهد ريند، المتحدث باسم حكومة إقليم بلوشستان المحاذي لأفغانستان وإيران، في وقت سابق مقتل 22 شخصاً، بينهم امرأة.
وبعد أكثر من ساعة على التفجير، أعلن مستشفى الإقليم أنه لا يزال يتلقى جثثاً وجرحى.
بقع دماء وأمتعة متروكة
وأعلنت الشرطة أنها تعمل على تحديد طريقة تنفيذ التفجير.
وقال محمد بلوش: "بدا لنا في البداية أنه تم زرع متفجرة مخبأة في حقيبة متروكة، لكننا نعتقد الآن أنها عملية انتحارية".
وقال المتحدث باسم مستشفى ساندمان في كويتا إنه تم استقبال "46 جريحاً".
ووقعت عملية التفجير قرابة الساعة 8:45 في المحطة المركزية في كويتا، عاصمة بلوشستان، فيما كان ركاب ينتظرون على أحد الأرصفة.
وكانت فرق الإسعاف والإطفاء تعمل على إزالة الأمتعة المتروكة على الأرض، تحت حراسة عناصر من قوات الأمن مسلحين برشاشات.
وتنتشر في الموقع بقع دماء وحقائب ظهر تخرج منها ملابس ممزقة، مشيرة إلى عنف الانفجار.
وبلوشستان هو أكبر أقاليم باكستان وأفقرها، بالرغم من امتلاكه موارد كبيرة من الغاز والمعادن، ويشهد حركة انفصالية تطالب بالحكم الذاتي.
وكثّف الانفصاليون البلوش في السنوات الأخيرة هجماتهم على الباكستانيين القادمين من مناطق أخرى للعمل في الإقليم، كما شنّوا بانتظام هجمات على الشركات الأجنبية، ولا سيما الصينية، التي يتهمونها باستغلال ثروات المنطقة بدون إشراك السكان فيها."