بالصور.. بائع "فشار" باكستاني يحقّق حلمه بصنع طائرة بدائية
الباكستاني محمد فياض يمتهن بيع "الفشار" في النهار، وعندما لا يكون نائماً، يكرّس ما تبقى من وقته لإنجاز مشروع الطائرة.
أنجز بائع "فشار" باكستاني أول طائرة صغيرة يدوية الصنع، تتكون من محرك مسحوب من آلة تفريز كبيرة، وأجنحة من أكياس الخيش، وعجلات مستعارة من عربة "توك توك"، وهو ابتكار لفت انتباه كثيرين حتى سلاح الجو الباكستاني.
الخبر الذي نشرته الصحف المحلية في الأول من أبريل/ نيسان الماضي، بدا أقرب إلى الكذب، فبعد الرجل الذي كان يسيّر السيّارات على المياه، والعملاق الذي استطاع قهر جرار زراعي بقوته الخارقة، وجدت باكستان نفسها أمام رجل خارق جديد يدعى محمد فياض، قادر على تسيير طائرة بالديناميكية الهوائية وقوى دفع بدائية.
وتوفي والد محمد فياض حين كان يتابع دراسته في الصفوف المتوسطة، ما أرغمه على ترك مدرسته، وممارسة مهن بسيطة لإعالة والدته وأشقائه الـ4.
واضطر محمد للتخلي عن حلمه في الانخراط بسلاح الجو الباكستاني نظراً إلى عدم إكماله دراسته، وبعد سنوات عدة، قرّر توظيف طاقته كاملة لتجميع طائرته الخاصة، أملاً في أن يثير اهتمام العسكريين.
وخلال الليل، كان محمد يعمل في مجال الحراسة، فيما امتهن بيع الفشار في النهار، وعندما لا يكون نائماً، كان يكرّس ما تبقى له من وقت لإنجاز مشروعه، ويستذكر قائلاً: "كنت أريد كسب أكبر قدر ممكن من المال".
وتعلّم محمد الآليات المطلوبة لتسيير طائرة، من خلال مشاهدته تحقيقاً تلفزيونياً بثته قناة "ناشيونال جيوجرافيك" بشأن حوادث سقوط الطائرات.
ووضع مخطط إنجاز طائرته الصغيرة بالاستعانة بمعلومات منشورة عبر مواقع إلكترونية في مقهى للإنترنت في مدينة باكبتن قرب قريته تابر.
واستغرق إنجاز هذه الطائرة أكثر من سنتين، إذ يروي محمد فياض أنه باع قطعة أرض تملكها عائلته واقترض مبلغ 50 ألف روبية (353 دولاراً) لتحقيق هذا الهدف.
ويؤكد أمير حسين، وهو شاهد عيان، أن الطائرة التي بلغت سرعتها 120 كيلومتراً في الساعة قبل الإقلاع، "بقيت معلقة على علو 70 سنتيمتراً من الأرض طوال كيلومترين إلى ثلاثة قبل الهبوط".
وأراد محمد فياض الكشف عن ابتكاره لسكان قريته، وكان الحدث مقرراً في 23 مارس/ آذار، الماضي في ذكرى استقلال باكستان، وتجمع المئات ملوّحين بعلم بلادهم، لمشاهدة الرجل الشغوف بعمله لدى توجُّهه نحو الطائرة.
ولم تكن الخاتمة سعيدة، فحتى قبل أن يشغّل محمد المحرك الذي يشبه هديره صوت آلة جز العشب، أوقفته الشرطة وصادرت الطائرة.
وأفاد محمد: "شعرت كأنني أسوأ شخص في باكستان، كما لو أنني سارق، لقد أودعت إلى جانب المجرمين"، وقد أخلى القضاء سبيله لاحقاً بعد تغريمه مبلغ 3000 روبية (21 دولاراً).
وأوضح شرطي كان موجوداً في المكان أن الطائرة شكَّلت "تهديداً للسلامة"، في ظل عدم حيازتها إذناً بالتحليق، لكن السلطات المحلية أعادت له ابتكاره هذا، وفي حال الحصول على ترخيص، سيكون مخوّلاً تسييرها في الأجواء، وفق الشرطي.
ورغم تعثر هذه المغامرة، نال محمد فياض تغطية إعلامية كبيرة، وبات معروفاً على نطاق واسع عبر شبكات التواصل الاجتماعي، حيث وصفه أحد مستخدمي الإنترنت بأنه "بطل" و"مصدر إلهام"، فيما شبهه آخر بالملياردير الأمريكي إيلون ماسك.
وقد تلقى بائع "الفشار" الطموح زيارة من ممثلين اثنين لسلاح الجو الذي لا يزال يحلم في الالتحاق بصفوفه، ورغم عدم تقديم أي عرض للتوظيف، سلّمه قائد قاعدة جوية مجاورة "شهادة شرفية" تقديرًا لما أظهره محمد فياض من شغف ومهارة.
aXA6IDMuMTQ1LjkzLjIyNyA= جزيرة ام اند امز