مطعم مخصص للصم في باكستان.. قائمة الطعام بلغة الإشارة
الباكستاني فايزان رضا، بدأ فكرة مشروعة بعربة طعام متجولة في الشارع قبل افتتاح مطعمه في يوليو 2016
لم يكتسب مطعم ومقهى "أبي خاو" في سوق المغول بمدينة إسلام أباد شهرته بسبب جدرانه ذات اللون الأصفر الساطع المزينة بعلامات إشارة لكلمات مثل "نعم" و"لا" و"شكرا" فحسب، لكن بقائمة طعام كتبت بلغة الإشارة.
وسط بيئة جميلة وطعام صحي وتجربة فريدة، يقدم مقهى ومطعم أبي خاو الباكستاني فرصة لزبائنه ليس فقط من ضعاف السمع ولكن أي زبون آخر، إمكانية طلب وجباتهم المفضلة بلغة الإشارة، وفق صحيفة "جارديان" البريطانية.
ويعتقد أن "أبي خاو"، التي تعني "مرحبا تناول الطعام"، هو مطعم الوجبات السريعة الوحيد في باكستان مخصص إلى الصم ويديره أيضا الصم.
وبدأ شيخ فايزان رضا، 23 عاما، فكرة مشروعة بعربة طعام متجولة في الشارع قبل افتتاح مطعمه في يوليو 2016. واستوحى الفكرة من والده الذي كان يعاني أيضا من مشكلات في السمع وكان يعمل "حائكا"وأطلق مشروع خياطة صغير لمساعدة مجتمع الصم.
وعن مشروعه قال رضا إن الهدف الرئيسي وراء إطلاق مبادرته هي التشديد على الهوية والشعور بالاستقلال وفرص حياة أفضل لمجتمع الصم الذي يتعرض في بعض الأحيان إلى العنصرية من بعض الأشخاص.
وتعلم لغة الإشارة لطلب الطعام أثبت شعبية بين الزبائن من صغار السن الذين يترددون على المطعم باستمرار. وقال رضا: "يحاول الصغار تعلم لغة الإشارة بينما ينتظرون الانتهاء من إعداد وجباتهم".
من جانبه قال الطاهي الرئيسي في المطعم، محمد عثمان، إنه عمل في الكثير من الأماكن قبل ذلك، لكنه لم يشعر بالراحة إلا عندما بدأ العمل في أبي خاو. وأضاف أن كثير من الناس يعتقدون أنه على ضعاف السمع العمل في مهن معينة مثل التنظيف أو المسح، وتابع أنه كان يتعرض لمضايقات من بعض الزملاء السابقين الذين يستغلون عدم قدرته على الشكوى.
ويعتقد العاملون في مقهى ومطعم "أبي خاو" أنهم عائلة واحدة وأنهم جميعا متساوين والكل يثبت مهارته وموهبته دون أي عقبات.
ولا توجد إحصاءات رسمية حول عدد الأشخاص المصابين بضعف السمع في باكستان. لكن بدأت الأمور تتغير؛ إذ أصبح يتعين على جميع حكومات المقاطعات تقديم حصص للأشخاص ذوي الهمم في الوظائف الحكومية، وفي وقت سابق من 2019، قدمت مقاطعة السفر المجاني لضعاف السمع بالإضافة إلى رسوم مخفضة عند تقدمهم للحصول على رخص قيادة.
ويعمل المجلس الوطني الباكستاني الآن على مشروع قانون لإنهاء العنصرية التي يتعرض إليها أصحاب الهمم. كما أعلنت الحكومة الباكستانية مؤخرا عن نظام تأمين لأصحاب الهمم بموجب مبادرة إحساس للحد من عدم المساواة في باكستان.
وحسب منظمة الصحة العالمية تبلغ نسبة المصابين بالصمم حول العالم 5%.