54 عاماً على حريق "الأقصى".. قصة سائح حاول الوصول لـ"نهاية العالم"
معتقدًا أن بإضرامه النار في المسجد الأقصى، سيقرب عودة المسيح وسيؤدي إلى نهاية العالم، حجة قدمها الشاب الأسترالي، الذي أحرق المسجد الأقصى قبل 45 عامًا، للجهات الإسرائيلية التي حققت معه.
وكان حريق اندلع في المسجد الأقصى في 21 أغسطس/آب عام 1969، بعد أن اقتحم متطرف أسترالي الجنسية يدعى دينيس مايكل روغان، المسجد الأقصى من باب الغوانمة، وأشعل النار في المصلى القبلي.
ذلك الحريق الذي اتهم قادة العرب، إسرائيل بتدبيره، قالت تل أبيب عنه في البداية إنه وقع بسبب تماس كهربائي، إلا أنها عادت وأقرت بأنه من فعل فاعل؟
فماذا نعرف عن حريق الأقصى؟
في السادسة وعشرين دقيقة من صباح 21 أغسطس/آب عام 1969، أشعل شاب يهودي يدعى مايكل دنيس وليم روغان النار في المسجد الأقصى، في حريق استمر حتى الثانية عشرة ظهراً، مما أدى إلى حرق وتدمير منبر صلاح الدين، وحرق وإتلاف معظم خشب السقف الجنوبي منه، وأوشكت أن تصل النار إلى قبته.
وتقول وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) عن الحريق، إن السلطات الإسرائيلية قطعت المياه في ذلك اليوم عن منطقة الحرم فور ظهور الحريق، مشيرة إلى أن المواطنين العرب وسيارات الإطفاء التي هرعت من البلديات العربية حاولت إطفاء الحريق الذي كاد يأتي على قبة المسجد الأقصى، في جهود توجت بالنجاح.
وأشارت إلى أن إسرائيل ادعت في البداية أن تماساً كهربائياً كان السبب فيه، لكن تقارير المهندسين العرب أوضحت أن الحريق كان بفعل أيدٍ عمدت ارتكابه، "الأمر الذي اضطر الحكومة الإسرائيلية إلى التأكيد بأنها قبضت على الفاعل وهو شاب يهودي أسترالي يدعى مايكل دينيس روغان كان دخل فلسطين قبل أربعة أشهر من وقوع الحريق".
ما الأسباب التي دفعت الشاب لحرق الأقصى؟
تقول قناة "إيه بي سي نيوز" الأمريكية، إن الشاب الأسترالي توهم بأنه "رسول للرب" وأن فعلته هذه ستقرب "عودة المسيح"، وستؤدي إلى نهاية العالم.
وبحسب القناة الأمريكية، فإنه في أوائل الستينيات من القرن الماضي، كان روغان يعمل في وسط غرب نيو ساوث ويلز بأستراليا، مشيرة إلى أنه عانى من انهيار عقلي في منتصف الستينيات، وقضى فترة في مستشفى بلومفيلد للأمراض النفسية في أورانج.
وأشارت إلى أن ذلك الشاب، استمع لأحد البرامج الإذاعية، والذي كان يقدمه هربرت دبليو أرمسترونغ، المعروف بتنبؤه بنهاية العالم، التي ستحدث بعد حرب عالمية تتمحور حول القدس.
وتقول "إيه بي سي نيوز"، إن روغان سافر في عام 1969، إلى القدس وهو في سن الثامنة والعشرين من عمره، مشيرة إلى أنه بعد حوالي أربعة أشهر من وصوله القدس وتحديدًا في 21 أغسطس/آب، حمل قارورة من الكيروسين وأضرم حريقًا في المسجد الأقصى.
حادث كانت له عواقب سياسية لا يزال تأثيرها حاضرًا حتى اليوم، بحسب كارلو ألدروفاندي، الذي يبحث في الدين والصراع وصنع السلام في المنطقة، مضيفًا: "لقد كان منعطفا تاريخيا هائلا".
ويقول ألدروفاندي إنه "لقد ثبت أن روغان تصرف بمفرده مدفوعًا إلى حد كبير بإيمانه بنهاية العالم"، مضيفًا" كان يعتقد أن هدم المزارات الإسلامية الموجودة واستبدالها بمعبد من شأنه أن يؤدي إلى ظهور السيد المسيح".
ودمر حريق الأقصى منبرًا تاريخيًا عمره 800 عام، يُعرف باسم منبر صلاح الدين، بحسب ألدروفاندي الذي قال إن الضرر الناجم عن الحريق "المتعمد" كان مروعًا، مما اتضح في صور الأحداث.
برنامج إذاعي
وفي اليوم التالي للحريق، ألقت السلطات الإسرائيلية، القبض على روغان في كيبوتس شمال تل أبيب، حيث كان يتعلم العبرية منذ وصوله إلى إسرائيل.
وأخبر الشاب الأسترالي، الشرطة الإسرائيلية، أن دراسته للكتاب المقدس أقنعته أن الله يريده أن يهدم المسجد. وقال في محاكمته إنه كان يحاول التعجيل بعودة يسوع المسيح، وتحقيق إرادة الله التي أبلغه بها الكتاب المقدس.
وأضاف للمحكمة: "أخبرني الله أنه إن أطعته، سأرتفع فوق الأرض وسيحضر الله لي جميع بنات إسرائيل ليحملن ذرية لمجد الله".
وقرر ثلاثة قضاة في النهاية أنه "لا شك" في أن روغان مريض عقليًا، ليتم نقله بعدها إلى المستشفى، وبعد نصف عقد، استجابت إسرائيل لطلبات أستراليا وأعادته إلى بلاده.
ويقول ألدروفاندي: "إن أفعال [روغان] كانت ولا تزال حتى اليوم ينظر إليها العديد من المسلمين والفلسطينيين على أنها من تنسيق الحكومة الإسرائيلية"، متوقعًا أن يظل المسجد الأقصى محور توتر في السنوات القادمة.
aXA6IDMuMTQ1LjgxLjI1MiA= جزيرة ام اند امز