"العلاج أونلاين" .. إسرائيل تفاقم معاناة أسرى فلسطين
الدكتور رأفت حمدونة يقول إن سياسة الفحص الإسرائيلي الجديدة برزت في معتقل النقب بزعم كورونا
يواجه الأسرى الفلسطينيون المرضى في سجون الاحتلال الإسرائيلي، معاناة شديدة ومتنوعة ما بين الأسر والإهمال الطبي وغياب الرعاية والاهتمام بالسجون بمزاعم إجراءات مكافحة فيروس كورونا المستجد.
فعبر الفيديو، تكتفي سلطات الاحتلال الإسرائيلي، بتقديم استشارة طبية شكلية للأسرى الفلسطينيين المرضى في سجونها؛ للتهرب من المسؤولية الملقاة على عاتقها في تقديم رعاية صحية جيدة لهم.
وقال قدري أبو بكر، رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين، إن علاج الأسرى المرضى عبر تقنية الفيديو كونفرانس يكون بمخاطبة الطبيب للأسير عبر الهاتف ويسأله عن الأعراض المرضية ويقرر على ضوء ذلك تقديم العلاج المقتصر في السجون على مسكنات.
وأكد أبو بكر في حديثه لـ"العين الإخبارية" أن هذه الطريق لا تشخص مرض وإنما دليل جديد على مدى الإهمال الإسرائيلي المتعمد للأسرى المرضى داخل السجون.
وأشار إلى أن كثير من الأسرى أصيبوا بأمراض مزمنة نتيجة الإهمال الطبي، مبينا أن الطريقة الجديدة للعلاج خطيرة وستزيد من معاناة الأسرى.
وتعتقل قوات الاحتلال 4800 فلسطيني في سجونها منهم 700 من الأسرى المرضى بينهم عشرات الحالات بحالة خطرة.
كورونا حجة
وطالب الدكتور رأفت حمدونة، مدير مركز الأسرى للدراسات، اللجنة الدولية للصليب الأحمر والمؤسسات الإنسانية والحقوقية بزيارة الأسرى الفلسطينيين في السجون الاسرائيلية للاطلاع على أحوال الأسرى المرضى الذين يشتكون من تدهور حالتهم الصحية بسبب عدم عرضهم على أطباء بشكل مباشر بل على خدمة " الفيديو كونفرانس".
وأشار حمدونة إلى أن سياسة الفحص الإسرائيلي الجديدة برزت في معتقل النقب بحجة " كورونا وعدم الاختلاط ".
وحذر من تكريس هذا الواقع بوجود كورونا وعدم وجودها كون أن الخدمة تخفف عبء السفريات وعملية نقل الأسرى ومصروفات الأمن والأجهزة الطبية في المستشفيات.
وطالب المؤسسات الدولية بلضغط على الاحتلال لمتابعة أحوال المرضى، وإنقاذ حياتهم من الموت البطيء، والالتزام بمواد وبنود اتفاقيات جنيف الثالثة والرابعة والقانون الدولي الإنساني فيما يتعلق بحقوقهم الأساسية والانسانية وخاصة في موضوع العناية والرعاية الصحية وتقديم العلاجات والمتابعة الطبية.
تهرب من المسؤولية
ويوضح الأسير المحرر إياد الجرجاوي (34 عاما) وهو أحد الأسرى المرضي، وأفرج عنه قبل أيام بعد أن أمضى 9 سنوات بالسجن، أن مصلحة السجون الإسرائيلية تتهرب من مسؤولياتها والتزاماتها بتوفير علاج للأسرى المرضى ونقلهم للمشافي من خلال أي إجراءات شكلية.
وقال الجرجاوي من داخل مركز الحجر الصحي الذي لا يزال موجودا به بغزة منذ الإفراج عنه قبل أيام لـ"العين الإخبارية": إن سلطات الاحتلال تستغل كورونا لزيادة معاناة الأسرى، ولا تقدم أي رعاية ولا توفر أي إجراءات سلامة حقيقية لهم.
وأشار إلى أن الاحتلال ماطل كثير في متابعة حالته الصحية حتى نقله في إبريل الماضي لإجراء عملية جراحية، في حين لا يزال هناك العديد من الأسرى الذين بحاجة لنقل إلى مستشفيات أو تقديم رعاية طبية مباشرة ورغم ذلك يتجاهل الاحتلال ذلك.
وأكد ضرورة أن يكون هناك تدخلات سريعة لضمان تأمين العلاج المناسب للأسرى المرضى وإطلاق سراحهم بما يخفف من أوجاعهم التي فاقهما الأسر.