محلل سياسي لـ"العين": القضية الفلسطينية لن تشغل بال ترامب وكلينتون
محلل سياسي فلسطيني يكشف لـ"العين" عن برامج دونالد ترامب وهيلاري كلينتون مرشحي الرئاسة الأمريكية وأفكارهم نحو الصراع العربي الإسرائيلي
قال الدكتور وجيه أبو ظريفة، أستاذ العلوم السياسية في جامعة "شيكاغو" الأمريكية، والمحلل السياسي الفلسطيني، إن القضية الفلسطينية لم تأخذ حيزا كبيرا في برامج مرشحي الرئاسة الأمريكية دونالد ترامب وهيلاري كلينتون، موضحاً أنه عند التطرق إليها كان التركيز ينصب على دعم إسرائيل والالتزام بحمايتها وضمان أمنها.
وأضاف أبو ظريفة لـ"بوابة العين" الإخبارية أن كلا المرشحين أصدقاء لإسرائيل، وسيواصلان تطبيق السياسة الأمريكية القائمة في الشرق الأوسط على ضمان أمن اسرائيل وتفوقها وحماية مصالح أمريكا في الخليج وضمان السيطرة والتحكم بشكل منفرد في الإقليم.
وقال أبو ظريفة، والمتواجد حاليا في غزة التي تنحدر أصوله منها، إنه "لن يكون هناك تأثير كبير على إسرائيل بعد الانتخابات الأمريكية، لأن ضمانات المساعدات التي وقعها أوباما بقيمة ٣٨ مليار دولار لمده 10 سنوات وأيضاً برامج التعاون في أغلبها تحت إدارة البنتاجون".
وأضاف أن "هذا الأمر ينطبق على السلطة الفلسطينية إذا لم يحدث تغيير دراماتيكي خاصة في مرحلة ما بعد الرئيس محمود عباس لأن أمريكا تريد أن تحافظ على الوجود الحالي للسلطة دون تغييرات جذرية قد تؤدي إلى مواجهة مع إسرائيل وهي ستستمر في دفع السلطة تجاه المفاوضات وتحاول أن تضغط عليها من أجل عدم وقف التنسيق الأمني أو تحدي إسرائيل سياسيا ودبلوماسيا".
وعن القضايا التي تلقى اهتماما لدى المرشحين، قال أبو ظريفة، إن كلا المرشحين يوليان أهمية أكبر للقضايا الداخلية التي تهم المواطن الأمريكي، مشيراً إلى اهتمامهم بالشرق الأوسط لا يتعدى الحرب علي الاٍرهاب ومواجهة داعش والقاعدة وفي نفس الوقت مواجهة التحديات الأمنية في المنطقة العربية باعتبارها مصدر النفط والغاز اللازم للولايات المتحدة وحلفائها وضمان حماية مصالح الولايات المتحدة في المنطقة في مواجهة التمدد الروسي في الإقليم.
وأشار إلى أن السياسة الأمريكية لا يصنعها الرئيس فقط بل يشاركه الكونجرس ومؤسسات الدولة الأخرى، لذلك فإن أيا من المرشحين لا يمتلك رؤية واضحة لكيفية حل الصراع العربي الإسرائيلي، رغم أن مؤسسات الحكم بأمريكا لا تزال ترى أن حل الدولتين عبر مفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين هو الحل الوحيد للصراع، ولكن كل منهما لديه رؤية مختلفة عن ماهية الدولة الفلسطينية وغيرها من القضايا الخلافية بين الطرفين.
وقال إنه "ليس من السهل التغيير الجذري في السياسة الأمريكية ولكن لو فازت كلينتون بالتأكيد ستواصل سياسة أوباما، خاصة وأنها كانت وزيرته للخارجية لوقت ما وبالتالي لن تقوم بتغييرات كبيرة في سياستها الخارجية والتي لم تؤد إلى نتائج هامة في الموضوع الفلسطيني".
وأضاف أنه "في حين لو فاز ترامب سيكون أكثر سوءا من كلينتون خاصة أنه يتحدث صراحة عن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس وشرعنة المستوطنات".
وقال إن "الشرق الأوسط سيحظى بتركيز كبير من الإدارة الأمريكية الجديدة لتستمر في مواجهة ومنع التمدد الروسي خاصة في سوريا واستمرار الضغط على الدول العربية التي لم تصلها رياح الربيع العربي من أجل إصلاحات ديموقراطية إضافة إلى مواصلة استنزاف مالي لكل الدول الغنية وبيع مزيد من الأسلحة وضمان تدفق النفط بأقل الأسعار مع استمرار العمل على خلق شرق أوسط جديد أقل خطرا على إسرائيل وغير قابل للاتحاد وتدعيم فرص الانقسامات والتقسيم في بعض الدول".