كريمة.. فلسطينية تتحدى الإعاقة برسم عرفات ودرويش ونزار قباني
بريشتها وأقلام الرصاص، ترسم الشابة الفلسطينية كريمة النجار وجوه الأمل لتكسر قيدود إعاقتها وتحلق في عالم الإبداع والفن.
كريمة (30 عاماً) أسيرة الكرسي المتحرك منذ 13 عاماً، طاردت أحلامها وخلال 6 أشهر وعبر دورة في مجال الرسم، صقلت هوايتها لتمزج بين الهواية والدراسة وتنطلق في رحلة الإبداع.
غرفتها الصغيرة في منزلها شرقي خانيونس، تحولت إلى مرسم تتناثر فيها الرسومات والأقلام، تتنقل بينها وتحلق خارج قيود كرسيها المتحرك.
وتعاني كريمة من إعاقة حركية أجبرتها على أن تكون أسيرة الكرسي المتحرك وهي في عمر 17 عاماً، لا تزال تتذكر فصولها وكيف حولت حياتها، كما تروي لـ"العين الإخبارية".
الفتاة الشابة ذات الوجه الجميل المليء بالبراءة تعرضت لسقوط من سطح الطابق الرابع من منزلها عندما كانت في عمر الـ17 عاماً، ما تسبب لها بشلل نصفي، أجلسها قعيدة الكرسي المتحرك.
وقالت: "وقعت من الطابق الرابع، ما تسبب لي في شلل نصفي واضررت للجلوس على كرسي متحرك باستمرار، ولم أستطع استكمال دراستي الثانوية نظراً لحالة اليأس والإحباط التي تعرضت لها".
الفتاة التي كانت تطمح لمواصلة دراستها التعليمية وأن تصبح مذيعة مشهورة أمام الكاميرات، شعرت بعد الحادث وجلوسها على الكرسي المتحرك أن حلمها انتهى وتحطم ولم تستطع تحقيقه".
لأشهر عانت كريمة من آثار ما ترتب على الحادث، ومن نظرة المجتمع التي لا ترحم، حتى قررت عدم الاستسلام لإعاقتها وعاشت الحياة بأمل وإرادة لتثبت عزيمة أصحاب الهمم وقدرتهم على التميز والإبداع وتحدي كل المعيقات رغم قلة الإمكانات.
وقالت إنها قررت تحدي نفسها وهذا الكرسي لتحلق وتخلق لنفسها حياة جميلة تحقق لها الحضور، وتؤكد قدرة أصحاب الهمم على أن يكونوا شيئا مفيدا، فالتحقت بدورة للرسم تحملت عناء مشقة الانتقال لها يوميا حتى طورت هوايتها في الرسم إلى خبرة وموهبة ممزوجة بالأسس العلمية.
وذكرت أنها تعلمت الرسم من الفنان محمد أبو بعد تلقي دورة تدريبية في فن رسم البورتريه بالفحم وأقلام الرصاص.
وذكرت أنها تخصصت في فن البورتريه وأبدعت في رسم الشخصيات السياسية والمشهورين من الفنانين والأدباء.
تعرض بفخر رسوماتها للرئيس الراحل ياسر عرفات، والشاعرين نزار قباني ومحمود درويش، حيث اتحدت الخيوط لتعيد رسم ملامحهم بدقة عالية.
وقالت: أرسم الشخصيات التي تأثرت بها وأحببتها، مشيرة إلى أنها تستخدم أدوات بسيطة في الرسم، منها قلم رصاص، ورقة A4، دفتر رسم، فرشاة مكياج، ممحاة، نظراً لقلة الإمكانيات المتاحة لها.
ارتسمت مسحة حزن على محياها، قبل أن تزول سريعا، وهي تتذكر معاناتها من التنمر بعد نشر صورة لها بكرسي متحرك على مواقع التواصل الاجتماعي.
وقالت: إنها فوجئت لاحقا من حجم التعاطف والإسناد الذي لقيته بعد التنمر، ما شكل دافعا لها على الاستمرار في طريق الفن والإبداع.
تطمح كريمة أن تطور موهبتها لتبحر في مجالات جديدة في عالم الرسم بالألوان، وأن يكون لها معرضها الفني وبصمتها الخاصة في مجال الفن التشكيلي.