فلسطيني يحول جدران المنازل للوحات فنية.. إبداع يتحدى البتر
على مدار ساعات يقف الفنان التشكيلي الغول (28 عاما)، على ساقه اليمنى، ليشكل منحوتاته الجدارية، التي حولت جدران بيت قديم إلى تحفة فنية.
بمزيج من الخيال والمهارة، يوظف الفنان الفلسطيني الجريح جهاد الغول، خامات محلية، لإنتاج منحوتات جدارية تتقاطع فيها الرموز مع التراث والإبداع لتحمل رسائل إرادة الحياة والأمل والتمسك بالحقوق.
وعلى مدار ساعات يقف الفنان التشكيلي الغول (28 عاما)، على ساقه اليمنى، ليشكل منحوتاته الجدارية، التي حولت جدران بيت قديم إلى تحفة فنية متكاملة.
إبداع يتحدى البتر
ورغم ساقه اليسرى المبتورة من أعلى الركبة، بفعل قصف إسرائيلي على مخيم البريج وسط قطاع غزة، عام 2008، فإن الغول يمارس هوايته في النحت والرسم ليشكل اللوحات التي أعجب بها كل من رآها.
وقال الغول لـ"العين الإخبارية": إنه لم يستسلم بعد بتر ساقه إثر إصابته في 11 ابريل 2008 بقذيفة دبابة إسرائيلية خلال توغل إسرائيلي في مخيم البريج وسط قطاع غزة، رغم تأثير البتر على قدرته على التحرك.
بهمة عالية وعزيمة قوية، تحدى الغول الظروف ودخل المجال الذي يعشقه منذ نعومة أظافره وبدأت الاهتمام بالنحت والرسم والتلوين.
وأضاف: "بعد الاصابة قررت العمل في المجال الذي عشقته من طفولتي وبدأت أنمي موهبتي فيه، وبدأت موهبتي تنمو وبدأت أعمالي بالانتشار رويدا رويدا".
بصمة مميزة
الغول درس هندسة ديكور ولكنه لم يكمل الدراسة، وانخرط في مجال الفن والنحت والإبداع؛ ليشكل بصمة خاصة له.
وأوضح "هناك كثيرون يعملون في المجال لكنني أتميز عنهم ببصمة فنية مميزة بقدرتي على إخراج النور من وسط الظلام واستيلاد الحياة من وسط الركام وبث الروح في الشرايين".
رسائل قيمية ووطنية
بعد أسابيع من العمل، في المنزل المهجور المقام على مساحة 500 متر مربع، بات كل جدار وزاوية فيه، عبارة عن منحوتة وجدارية مختلفة تتكامل مع بعضها لتشكل لوحة فنية بديعة برسائل قيمية ووطنية غير خافية.
وأكد الغول أن الرسومات والتصاميم التي أعدها استمدها من الواقع الفلسطيني القديم والحديث، وجميعها تركز على المقدسات الإسلامية والمسيحية والثوب الفلسطيني والحياة المشتركة بين المسلمين والمسيحيين في عموم المدن الفلسطينية، وأواني الأكل والشرب ذات البعد التراثي.
ويبدو الفنان الغول في أعماله حريصا على إرسال رسائل تتجاوز الشكل الجمالي والإبداعي، إلى التوجيه الوطني والقيمي وبث الأمل والحياة.
يقول: أردت من وراء الأعمال الفنية التي أقدمها إيصال رسالة الإنسان الفلسطيني إلى العالم، تلك الرسالة السامية التي نعبر فيها عن حب الشعب الفلسطيني للحياة الإنسانية، وإبراز قيم العيش المشترك بين الناس".
وأضاف "كذلك رسالتي إبراز قدرات ذوي الهمم الخاصة وإيصالها للعالم وتسليط الضوء على مهارات وقدرات هذا الفئة.
خلال عمله على المنحوتات، يعكف الغول يوميا لعدة ساعات بمساعدة عاملين يعينانه على حمل معدات العمل وخاماته.
ويؤكد أن هناك اهتماما في غزة بنحت جدران البيوت والرسم عليها وتلوينها رغم أن الظرف الاقتصادي يحد من انتشار هذه الأعمال بشكل كببر نظرا لتكلفتها.
وأوضح أنه في الشهر يقول بتصميم ونحت ورسم من منزلين إلى 3 منازل، حسب مساحة العمل المطلوبة.