"حرب بنايات" في غزة.. المواجهة لمنعطف خطير
مع التدمير الإسرائيلي لبرج هنادي بغزة، تدخل المواجهة الإسرائيلية الفلسطينية مرحلة جديدة عنوانها "حرب البنايات".
بدأ الأمر باتصال من الجيش الإسرائيلي على حارس البرج المكون من 13 طابقًا لتبدأ عملية نزوح لنحو 40 أسرة تقطن بالبرج.
وبعد ساعتين بدأ القصف بصواريخ من طائرات مسيرة كشكل من أشكال الإنذار والتأكد من الإخلاء.
حشد من الصحفيين أخذوا مواقعهم على مسافة آمنة من البرج لتوثيق اللحظة التي أتت عبر صاروخ من الحجم الثقيل لتحيل البرج إلى كومة من الركام، وتشرد سكانه.
وإلى جانب الشقق السكنية يضم البرج العديد من المكاتب الإدارية الخاصة بشركات وجهات مختلفة.
إحدى القاطنات بالبرج قالت إنهم لم يستطيعوا إخلاء أي شيء من البرج حتى الأوراق الثبوتية، مؤكدة أنها باتت وأسرتها المكونة من 6 أفراد بلا مأوى ولجأت مؤقتاً لمنزل ذويها.
ولم تكد تمض ساعات على قصف برج هنادي حتى توالت الإنذارات الإسرائيلية بإخلاء أبراج الجوهرة والشروق والسعادة، وفق مصادرة محلية.
وهذه ليست المرة الأولى التي تلجأ فيها إسرائيل لقصف الأبراج السكنية (البنايات متعددة الطوابق) إذ لجأت لها في الحروب السابقة ضمن سياستها للضغط على الفلسطينيين.
ويؤكد ياسر عبد الغفور، نائب مدير البحث الميداني في المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، أن استهداف القوات الإسرائيلية للأبراج السكنية والبنايات متعددة الطبقات في قطاع غزة، يمثل تصعيداً خطيراً في سياسة العقاب الجماعي وأعمال الانتقام من السكان المدنيين.
وقال عبد الغفور لـ"العين الإخبارية": "إسرائيل تخرق قواعد القانون الدولي، ولا تراعي مبدأ الضرورة والتناسب في غاراتها واستهدافها لهذه المباني السكنية".
ورأى أن إسرائيل تريد ترويع وترهيب الفلسطينيين وإيصال رسالة لهم بأنه لم يعد هناك وجود لأي مكان آمن، أو بمنأى عن الاستهداف المباشر، وأنه لم تعد هناك أية خطوط حمراء في استهداف المدنيين وممتلكاتهم.
وأشار إلى أن "تدمير الأبراج تطوير لسياسة قصف المنازل وفي الكثير من الحالات جرى ذلك على رؤوس قاطنيها وحتى دون أي إنذار وهو أمر طبق في الحروب السابقة وتكرر 3 مرات منذ بداية هذه الجولة من التصعيد وتسبب بمقتل مواطن وزوجته وابنته وكذلك أم ونجلها من ذوي الإعاقة في حالة ثانية".
الدكتور صادق أمين، الكاتب والمحلل السياسي، يرى أن حرب الأبراج خطيرة، وتنذر بتصعيد كبير، مشيرا إلى أن "الفصائل الفلسطينية حذرت من البداية أن قصف الأبراج السكنية سيجابه برد عنيف واستهداف لمباني سكنية".
وقال أمين لـ"العين الإخبارية" "هذه سياسة ثبت فشلها، في السابق، فقد دمرت إسرائيل آلاف الوحدات السكنية وعدة أبراج، ولم يخضع الفلسطينيون".
وأشار إلى أن "الرشقة الصاروخية الكبيرة نحو تل أبيب والتي جعلت أهم مدينة إسرائيلية في قلب النار".
وفي وقت سابق هذا المساء، أعلنت كتائب القسام، الذراع المسلح لحركة حماس، إطلاق 130 صاروخا على مدينة تل أبيب وضواحيها، وتسبب ذلك بإشعال النيران في حافلات وسقوط قتيل وعدة إصابات.