فلسطينيون يضيئون شجرة الميلاد بغزة وينددون بمنع سفر المسيحيين لبيت لحم
المسيحيون من جميع أقطار العالم يحجون إلى كنيسة المهد في بيت لحم، ولكنهم في قطاع غزة يتعذّر عليهم ذلك وهم على بعد عدة كيلومترات منها.
احتفل مئات الفلسطينيين بإضاءة شجرة عيد الميلاد في قطاع غزة، في إصرار على الاحتفال والتنديد بالقرار الإسرائيلي بحرمان المسيحيين من السفر لكنيسة المهد في بيت لحم.
وفي ساحة جمعية الشبان المسيحيين بغزة، تجمع العشرات وأضاؤوا شجرة الميلاد في أجواء من البهجة وسط الدبكات الشعبية وطبول فرق الكشافة.
وقال الدكتور ماجد العمش مقرر اللجنة الاجتماعية في الجمعية لـ"العين الإخبارية"، إن هذه الاحتفالية رمز للحياة الجديدة وتأكيد على رسالة المحبة والسلام.
وأضاف: "نأمل أن نعيش حياة آمنة سالمة مسلمين ومسيحيين، فألمنا واحد ومعاناتنا واحدة وحضارتنا واحدة، كما نأمل أن يُفَك الحصار ونعيش بسلام وأمن".
وأشار إلى أن هذه الفعالية تأتي في وقت يمنع الاحتلال المسيحيين في غزة من السفر للضفة المحتلة، وهو ما يحرمهم من الوصول لكنيسة المهد للمشاركة في احتفالات وصلاة الميلاد هناك.
ويحتفل الفلسطينيون المسيحيون مع سائر العالم بعيد الميلاد المجيد حسب التقويم الغربي في 25 ديسمبر/ كانون الأول، في حين تحتفل الكنائس التي تسير حسب التقويم الشرقي بالعيد في 7 يناير/ كانون الثاني المقبل.
ويحجّ المسيحيون من أقطار العالم إلى كنيسة المهد في بيت لحم، ولكنهم في قطاع غزة يتعذر عليهم ذلك وهم على بعد عدة كيلومترات منها.
من جهته، قال إلياس الجلدة عضو مجلس إدارة جمعية الشبان المسيحيين بغزة: "منعنا الاحتلال من الوصول إلى بيت لحم، وسنبقى نحتفل ونعيش مع أهلنا أينما كانوا، وسنعيش احتفالنا وحياتنا بكل حرية وكرامة وبكل عشق للحياة"، مضيفا، في حديثه لـ"العين الإخبارية": "رسالتنا هي السلام والمحبة والحياة والتعايش".
وقبل أيام، قالت منظمة دولية مختصة بالدفاع عن حقوق المسيحيين في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إن الاحتلال "الإسرائيلي" لم يمنح تصاريح للمسيحيين في غزة لزيارة الضفة الغربية، خاصة مدينة بيت لحم خلال فترة الأعياد الميلادية.
وقالت المنظمة، في بيان صدر عنها: "السلطات الإسرائيلية لم تمنح المسيحيين في قطاع غزة التصاريح اللازمة للخروج من القطاع والتوجه إلى بيت لحم للمشاركة في الاحتفالات بمناسبة حلول عيد الميلاد، أو لزيارة أقربائهم في القدس أو مدن أخرى في الضفة الغربية".
وأكدت رفض كل طلبات الحصول على هذه التصاريح، باستثناء تلك التي تقدم بها أشخاص تخطوا الـ55 من العمر.
وأشارت المنظمة إلى أنه "خلال السنوات الماضية قبلت السلطات الإسرائيلية العديد من الطلبات المتعلقة بإصدار التصاريح لمسيحيي غزة لمناسبة عيد الميلاد، خصوصا تلك التي قُدِّمت عن طريق بطريركية القدس للروم الأرثوذكس، فخلال الاحتفالات الميلادية عام 2016 حصل مسيحيو قطاع غزة على أكثر من 600 تصريح، واقتصرت هذه الإجراءات، خلال الاحتفال بعيد الفصح من هذا العام، على المواطنين الذين تخطوا 55 عاما".
ورأت المنظمة أن "الإجراءات التي تتخذها السلطات الإسرائيلية تمنع المسيحيين في القطاع من ممارسة شعائرهم الدينية في الأرض المقدسة، كما أن المواقف المتصلبة من الجانب الإسرائيلي لا تشجع مسيحيي غزة على التقدم بهذه الطلبات في المستقبل".
وخلال مشاركته في الاحتفال، قال إبراهيم أبونجا القيادي البارز في فتح: "هذه من الأيام التي نعتز بها ونحترمها ونعمل لها حسابات كثيرة لأن فيها فرحة لأطفالنا ونسائنا ورجالنا ورجال الدين من الإخوة المسيحيين".
وأضاف في حديثه لـ"العين الإخبارية": "ليس بيننا تمييز أو طائفية أو عرقية.. الليلة ليلة جميلة وأطفالنا يجب أن يفرحوا.. وكل عام وأبناء طائفتنا بألف خير".
ويوجد في قطاع غزة نحو 1200 مسيحي ومسيحية، ينتمي غالبيتهم لطائفة الروم الأرثوذكس، ونحو 20 شخصا للطائفة المعمدانية، والبقية للبطريركية اللاتينية، في حين كانت أعدادهم في منتصف التسعينيات تزيد على 5 آلاف.