صور.. قصة صعود "متاجر مظلمة" نحو العالمية في زمن كورونا

قبل عقود وخلال فترات الحروب في العديد من مناطق العالم كان يتردد مصطلح "أغنياء الحروب" الذين استفادوا من هذا الدمار.
ومع تفشي فيروس كورونا، لم يكن مستبعدا ظهور فئة أو شركات نجحت بشكل كبير ومن خلال خدمات تقدمها في اقتناص لقب "أغنياء الجائحة".
قبل تفشي فيروس كورونا كانت خدمة "لافكا" لتوصيل البضائع للمنازل "مجرد إكسسوار للتسلية"، لكن الأوضاع تغيرت تماما بعد أسابيع قليلة من تفشي الجائحة.
في عام 2019، أطلقت الخدمة الإلكترونية "لافكا" على يد عملاق الإنترنت الروسي "ياندكس"، وهي خدمة توصيل البضائع في غضون ربع ساعة فقط.
لم تحقق الفكرة النجاح المرجو في بدايتها بحسب كلام، المدير المالي والتجاري في "لافكا" ماكسيم أفتوخوف البالغ 30 عاما، الذي وصف التجربة قائلا: "كنا مجرد إكسسوار للتسلية".
إلا أن المشهد تغير تماما وبدأت الفكرة في الانتشار سريعا، مع الإغلاق الكبير بسبب الجائحة في ربيع 2020، ومع إقبال الأشخاص على شراء كل احتياجاتهم إلكترونيا بداية من الحليب وصولا إلى ورق المرحاض.
استفادت الفكرة أيضا من الأزمة التي تعانيها خدمات التوصيل التابعة لكبرى شبكات السوبرماركت تحت ضغط هائل أدى إلى تباطؤ كبير في سرعتها، وحصلت الفكرة على نصيب كبير من خدمات الشركات الكبرى مثل "أمازون".
ودفع ذلك ببعض الزبائن إلى خدمات التوصيل السريع عن طريق عمال توصيل على دراجات هوائية ينقلون بضائع بكميات أصغر يتم تحضيرها في "متاجر مظلمة" مغلقة أمام العامة تفاديا لانتظار أيام طويلة للحصول على مخزونات أكبر. ومنذ لك، اكتسب كثير من سكان موسكو هذه العادات الجديدة.
ويقول المحامي يوري نيكراسوف البالغ 32 عاما "عندما نعود من العمل ونبحث عن شيء للأكل، يمكن أن نطلب طبقا جاهزا أو منتجات لكي نحضر بها الأطباق بأنفسنا".
ولا تتوجه عائلته إلى السوبرماركت سوى مرة كل أسبوع أو اثنين، إذ توصّل "لافكا" أيضا المشروبات والمعلبات إضافة إلى المنتجات الطازجة.
وأكثرية زبائن الخدمة هم أشخاص في سن الشباب من هواة التقنيات الحديثة والميسورين الراغبين في الحصول على مشتريات محددة. وفيما سعر المنتجات أعلى من ذلك الموجود في السوبرماركت، يمكن شراء بعض المنتجات الأساسية بأسعار تنافسية.
نجاح الفكرة
وخلال الربع الرابع من 2020، فاقت إيرادات الخدمة 4 مليارات روبل (52,4 مليون دولار)، أي 18% من مجمل نشاطات "ياندكس" في مجال الأجرة وتوصيل الوجبات.
وباتت "لافكا" تنشط في مدن روسية كبرى عدة، فيما من المقرر أن تطلقها في باريس في الربع الثاني من العام، وبعدها لندن.
وفي مستودع في موسكو، يصل كوتمان كاتانبيك أوولو حاملا كيسا أصفر وأسود، قبل أن يخرج منه حاملا طلبيتين جنبا إلى جنب.
ويقول هذا القرغيزي البالغ 18 عاما "يمكن أن نجني ما بين ثلاثة آلاف وخمسة آلاف روبل يوميا (39 دولارا و66)".
قصة أخرى في نيويورك
وفي الناحية الأخرى من العالم، في شارع بارك سلوب في بروكلين بنيويورك، المشهد مشابه في مقر شركة "فريدج نو مور" (لا برادات بعد اليوم).
ينطلق عامل توصيل مع حقيبة ظهر بالأزرق والأبيض لتوصيل طلبيتين إلى زبون في شارع مجاور، قبل العودة في خلال بضع دقائق. في هذا المكان، أراد مؤسسا هذه الشركة الناشئة أن يحمل جميع العاملين فيها صفة موظفين.
ويقول المؤسسان، الروسيان أيضا، إن المغامرة بدأت سنة 2019 فيما كان أنتون غلادكوبورودوف (40 عاما) في نيويورك وبافيل دانيلوف (38 عاما) في موسكو.
ويقول دانيلوف "كنا نعلم أن الخدمة تلقى استحسانا ي موسكو، فقلنا لأنفسنا "لمَ لا نجربها في نيويورك؟".
وقد أعطت الجائحة دفعا قويا لنشاطهما، إذ حققت الشركة الناشئة أكثر من 15 مليون دولار هذا الربيع وهي تتوقع افتتاح عشرات المواقع الجديدة خلال الأشهر الاثني عشر المقبلة في نيويورك.
وبحسب شركة "بيتشبوك" للتحليلات، فإن أكثر من 14 مليار دولار استُثمرت في توصيل المشتريات في العالم منذ مطلع 2020، وأكثريتها أُنفقت في 2021.
ومع كوفيد-19، "ازداد الطلب بصورة كبيرة على توصيل المشتريات"، وفق أوليفييه سالومون من شركة "أليكس بارتنرز" الاستشارية.
ويضيف "لكن لا نعلم جيدا بعد ما الذي سيستمر من الابتكارات التي ظهرت في الأشهر الـ18 الأخيرة. ما الذي سيطغى، سرعة التوصيل أو سعة العرض؟ من الصعب التوفيق بين الأمرين".
aXA6IDE4Ljk3LjE0Ljg2IA==
جزيرة ام اند امز