اليوم الأخير من الزيارة البابوية إلى لبنان… قداس حاشد وزيارة لمستشفى
شهد لبنان، محطة ختامية مميّزة لزيارة البابا لاوون الرابع عشر، التي استمرّت ثلاثة أيام حملت طابعًا روحيًا وإنسانيًا ورسائل تضامن مع الشعب اللبناني في ظل الظروف الصعبة التي يمرّ بها.
منذ ساعات الصباح الأولى، توافدت الحشود إلى محيط مستشفى راهبات الصليب في جلّ الديب بانتظار وصول البابا، الذي استهلّ بها برنامج يومه الأخير. وخلال الزيارة، التقى البابا الفريق الطبي والمرضى، في خطوة عكست اهتمامه بدعم الفئات الأكثر هشاشة.
وانتقل بعدها إلى موقع انفجار مرفأ بيروت، حيث أقام صلاة صامتة على أرواح الضحايا، في لحظة مؤثرة حملت بُعدًا إنسانيًا عميقًا وسط حضور شعبي وإعلامي واسع.

تدفّق الحشود نحو الواجهة البحرية للمشاركة في القداس
وبالتزامن مع الزيارتين، انطلقت مئات الحافلات من مختلف المناطق اللبنانية باتجاه الواجهة البحرية في بيروت، مرورًا بساحة الشهداء، استعدادًا للمشاركة في القداس الإلهي الذي ترأسه البابا على شاطئ العاصمة.
وتحوّلت الواجهة البحرية إلى مساحة روحية جامعة، احتشد فيها الآلاف بانتظار القداس، حيث وجه البابا عظة خاصة حملت رسائل أمل وثبات.

الثوب الليتورجي… رموز لبنانية في قلب الاحتفال
ارتدى البابا ثوبًا ليتورجيًا بنفسجيًا من تصميم ماجد بوطانوس، تزيّنه زخرفة صليب من الموزاييك مستوحاة من التراث البيزنطي والسرياني.
وحملت الزخارف رموزًا لبنانية واضحة:
الأرز: تجسيد للحضور الإلهي والثبات والقداسة.
الزيتون: رمز للسلام ومسحة الملوك والكهنة.
السنديان: إشارة إلى صمود الكنيسة في الشرق.
وأوضح المصمّم أن البابا سيضع يديه خلال صلاة الاستحالة على الأرزة المنقوشة على غطاء الكأس، في دلالة رمزية على احتضان لبنان في صلاته.

محطات بارزة في الأيام السابقة
وشهد اليوم الثاني لقاءات لافتة، أبرزها اجتماع البابا بالشباب في بكركي، حيث قال لهم: "لبنان سيزهر ويصير قويًا مثل شجرة الأرز."
كما احتضنت ساحة الشهداء لقاءً مسكونيًا جمع رؤساء الطوائف بمشاركة أكثر من 300 شخصية روحية. وأكد البابا في كلمته أن التعايش بين المآذن والكنائس دليل على قدرة اللبنانيين على تخطي الأزمات، داعيًا إلى سلام عادل يحفظ الكرامة الإنسانية.
كما زار بازيليك سيدة لبنان – حريصا، حيث التقى الأساقفة والكهنة والراهبات، وفي محطة روحية بارزة زار دير مار مارون في عنايا وضريح القديس شربل وسط حضور حاشد.
واختُتمت الزيارة بمراسم الوداع في مطار رفيق الحريري الدولي، حيث ألقى البابا كلمة ودّع فيها اللبنانيين متمنيًا لهم السلام والنهوض، قبل مغادرته إلى روما، تاركًا وراءه رسائل أمل ووحدة في بلد تشتد حاجته إليهما.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTExIA== جزيرة ام اند امز