أزمات باريس مستمرة.. التحالف اللاتيني يشعل الحرب بين نيمار ومبابي
أصبح واضحا للجميع أن العلاقة بين البرازيلي نيمار دا سيلفا وزميله في باريس سان جيرمان الفرنسي كيليان مبابي في أسوأ حالاتها.
الصفقتان الأضخم في تاريخ النادي الفرنسي، يمضيان خامس موسم لهما معا، بدأ التوتر يخيم على علاقتهما التي كانت على ما يرام في السنوات الماضية، قبل قدوم النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي من برشلونة الإسباني في الصيف الماضي.
الواقعة التي أثارت الجدل كانت تلك التي حدثت السبت الماضي، أثناء مباراة مونبيليه في الدوري الفرنسي، حيث رصدت شبكة (كانال+) التلفزيونية ما تفوه به مبابي الذي لم يخف إحباطه بعد استبداله، وقال بعد جلوسه على مقاعد البدلاء لأحد اللاعبين: "هذا الشحاذ لا يمرر لي الكرة"، في إشارة إلى نيمار.
وأثارت عبارة مبابي التي قصد بها بكل وضوح النجم البرازيلي، الجدل داخل غرف خلع ملابس البي إس جي قبيل مواجهة مانشستر سيتي الإنجليزي، الثلاثاء، في الجولة الثانية من دور المجموعات ببطولة دوري أبطال أوروبا.
وتعتبر هذه المباراة هامة جدا لنادي العاصمة الفرنسية لاختبار مستوى الفريق حاليا، بعد ميركاتو صيفي قوي جدا، لكنها تأتي وسط توترات بين مبابي ونيمار من جهة، وميسي مع مدربه ماوريسيو بوكيتينو من جهة أخرى.
وبذل النادي قصارى جهده لاحتواء الواقعة، حيث ظهر اللاعبان وهما يتحدثان لاحقا، وشوهدا يتضاحكان خلال المران في اليوم التالي، في محاولة من الإدارة لتأكيد أن كل شيء على ما يرام، خاصة مع المسيرة الجيدة في الدوري الفرنسي، والانسجام بين اللاعبين داخل الملعب ووجود حالة من الاستقرار.
ومن شأن تحقيق نتيجة إيجابية أمام السيتي أن تساعد في مسح الصورة السيئة التي ظهر بها الفريق قبل أسبوعين أمام كلوب بروج البلجيكي، والتي أعادت للأذهان نظرية أن الدوري الفرنسي ليس مؤشرا قبل المواعيد الأوروبية.
وتتوقع صحيفة "ليكيب" الفرنسية حدوث صراع على نطاق أوسع ازدادت وتيرته مع وصول الأرجنتيني ليونيل ميسي، فضلا عن رفض اللاعب الفرنسي تجديد عقده الذي ينتهي أواخر هذا
الموسم.
التحالف اللاتيني
بالمثل، ترى "ليكيب" أن الأيام السعيدة من القصة قد ولت، وأن مبابي يشعر بتراجع مكانته داخل المجموعة مع زيادة العنصر اللاتيني بشكل مستمر.
كما أن التفاهم بينه وبين نيمار، والذي كان يمثل خطورة هائلة على أي منافس، تراجع بشدة لدرجة عدم صناعة أي منهما لأهداف لصالح الآخر، بل إن عدد التمريرات بينهما تراجع إلى
مستوى متدني للغاية وبصورة مذهلة.
وكان اللاعبان قد وصلا في نفس الوقت إلى باريس سان جيرمان في بداية مرحلة جديدة، وتولدت بينهما علاقة خاصة تسببت في خفوت نجم المهاجم الأوروجواياني إدينسون كافاني.
وسواء داخل الملعب أو خارجه، بدت العلاقة بين الثنائي وثيقة، ولم يفوتا مناسبة إلا وأثنى أحدهما على الآخر، حتى وصل الأمر بنيمار لأن يصرح في 2018: "نحن كأخوة"، بينما أكد مبابي من ناحيته أن زميله "مراوغ لا مثيل له ويستطيع مساعدة الفريق على الفوز بالألقاب".
لكن مجيء ميسي أخل بالتوازن داخل الفريق، فقد كان الفائز بالكرة الذهبية 6 مرات يعرف نيمار جيدا حين كانا يلعبان جنبا إلى جنب في صفوف برشلونة بين 2013 و2018، كما أن ميسي
لديه علاقة طيبة بمواطنه أنخيل دي ماريا.
بالفعل ليو وأنخيل ونيمار، وهم يعرفون بعضهم جيدا، يجب إدماج كيليان وسطهم، لكن الأمر سيستغرق بعض الوقت".
وعلق بوكيتينو على التوتر الحادث بين نيمار ومبابي قائلا: "إنهما فتيان جيدان للغاية، تحدث أشياء دائما بين لاعبي كرة القدم الكبار، هما متنافسان، يريدان الفوز وتسجيل الأهداف".
واختتم بوكيتينو تصريحاته بالتأكيد على أنه تحدث مع الثنائي، وصفى الأجواء بينهما للحفاظ على الانضباط داخل الفريق.