خطة سيئة السمعة.. ماذا يعني "ركن الحافلة" في كرة القدم؟
يتردد مصطلح "ركن الحافلة" بين المهتمين بكرة القدم، باعتباره أحد أكثر أساليب اللعب الدفاعية الشهيرة.
وبين التسجيل أكثر أو استقبال أهداف أقل، يفضل العديد من المدربين الأمر الثاني، باعتباره الأكثر أمانا والأقل مخاطرة ومجهودا، وهو ما يدفعهم لاتباع أسلوب أكثر تطرفا في الدفاع.
وفي السطور التالية تلقي "العين الرياضية" الضوء على مصطلح "ركن الحافلة" الذي بدأ يتردد كثيرا بين المشجعين خلال السنوات الأخيرة.
ركن الحافلة
ركن الحافلة أو "Parking the Bus" بالإنجليزية يعني إلزام أغلب لاعبي الفريق -إن لم يكن كلهم- بالوقوف أمام منطقة جزائهم لإفساد أي فرص أو تسديدات من هجوم الخصم، ويبدو الأمر وكأنك قمت بوضع حافلة أمام المرمى لسد أي منفذ إليه.
هذا الأسلوب يرتبط بالضرورة بالاعتماد على الهجمات المرتدة، فصحيح أن الفريق يسعى للدفاع عن مرماه وعدم استقبال أهداف، لكنه أيضا يرغب في التسجيل ولو هدف واحد على الأقل.
تسبب استراتيجية "ركن الحافلة" إحباطا كبيرا للخصوم الراغبين في الهجوم، حيث تصبح لديهم مساحة أقل لخلق الفرص، وغالبا ما يتم إجبارهم على التسديد من مسافة بعيدة.
كذلك يؤدي الاعتماد على تلك الطريقة إلى وقوع الفريق المهاجم في مصيدة التسلل، بسبب سعي لاعبيه للوصول إلى المرمى بأي طريقة في ظل الحصار المفروض عليهم من مدافعي "فريق الحافلة".
مورينيو العراب
اللعب الدفاعي ليس أمرا جديدا على كرة القدم التي ظهرت للنور قبل قرابة قرنين من الزمان، لكن البرتغالي جوزيه مورينيو، مدرب روما الإيطالي الحالي، يعد العراب الحقيقي لطريقة "ركن الحافلة"، ليس لأن هو من ابتدعها، لكن لأن المصطلح اقترن به منذ بداية مسيرته التدريبية.
في ولايته الأولى مع تشيلسي الإنجليزي، وتحديدا عام 2004، وجه مورينيو انتقادات قوية لتوتنهام بسبب الطريقة الدفاعية التي لعب بها "السبيرز" في الديربي اللندني الذي انتهى بالتعادل السلبي، وقال: "كما نقول في البرتغال، أحضروا الحافلة وغادروا".
وتابع مورينيو بلهجة غاضبة في المؤتمر الصحفي: "وضعوا الحافلة أمام المرمى، إذا كنت من المشجعين الذين دفعوا 50 جنيها إسترلينيا لمشاهدة هذه المباراة كنت سأصاب بالإحباط لأن توتنهام جاء فقط من أجل الدفاع."
على الرغم من ثورة مورينيو، فإن المدرب البرتغالي أصبح فيما بعد الأكثر ارتباطا بالدفاع الصارم، حتى بات تشيلسي معه هو المثال الحي المطبق لطريقة "ركن الحافلة ''، وهي الفلسفة التي نقلها إلى إنتر ميلان الإيطالي، الذي قاده للثلاثية التاريخية في موسم 2009-2010.