معركة الانتخابات البرلمانية.. ظل أردوغان على مسرح "الجمهور"
بعد ماراثون طويل ليلة الإثنين، تركزت الأنظار على السباق بين رجب طيب أردوغان وكمال كليجدار أوغلو نحو كرسي الرئاسة بتركيا.
لكن الانتخابات البرلمانية وصراعها توارت في خلفية الأحداث والتغطيات الإعلامية، وإن لم تنفصل تقنيا عن الانتخابات الرئاسية، حيث جريا في نفس التوقيت وبنفس الآلية.
وتشير نتائج الانتخابات البرلمانية التركية، إلى تقدم تحالف الجمهور الذي يضم حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية وأحزابا أخرى بنسبة 49.٤٦% بعد فرز 99.86% من أصوات الناخبين، ما يعني فوزه بأغلبية 322 مقعدا من إجمالي 600 مقعد في البرلمان.
اللافت هنا هو حصول تحالف الجمهور البرلماني على نفس نسبة الأصوات التي حصل عليها الرئيس رجب طيب أردوغان في الانتخابات الرئاسية (49.51%)، تقريبا، ما يعني أن أردوغان المتمرس في الحملات الانتخابية، نجح في تعبئة مؤيديه لدعم التحالف بشكل واضح.
في المقابل، لم يحصل تحالف الأمة المعارض بقيادة حزب الشعب الجمهوري، إلا على 35.02% من أصوات الناخبين، أي أقل بكثير من النسبة التي حصل عليها مرشح التحالف في الرئاسيات، كمال كليجدار أوغلو (44.8%).
ولم يؤمن التحالف المعارض الرئيسي سوى ٢١٣ مقعدا في البرلمان. فيما حصل تحالف العمل والحرية على 10.53%، أي 65 مقعدا في البرلمان.
وفيما يتعلق بأصوات كل حزب على حدا، علما بأنه لم تعلن بعد النتائج النهائية للانتخابات البرلمانية، فهي كالتالي:
حزب العدالة والتنمية: 35.81%
الحزب الجمهوري الشعبي: 24.8%
حزب الجيد: 9.95%
حزب الحركة القومية: 10.45%
الحزب الأخضر الاشتراكي: 8.57%
حزب الرفاه من الجديد: 2.83%
حزب الوطن: 0.90%
انتخابات صعبة
وتعليقا على الانتخابات التي يصفها البعض بـ"الأصعب في 100 عام"، قال الباحث في الشأن التركي، إميري توركوت، على "تويتر" إنه "بعد 21 عامًا في السلطة، لا يمكن الاستهانة بالشعبية المستمرة للرئيس أردوغان".
وأضاف توركوت أنه "ظهرت قدرته (أردوغان) على تنشيط وتعبئة قاعدته الانتخابية بشكل كامل مرة أخرى في فترة الدعاية للانتخابات البرلمانية والرئاسية، وخاصة ليلة الانتخابات".
وتابع قائلا إنه "لا يمكن تجاهل الاستقطاب الاجتماعي وتأثير سياسات الهوية.. قد تكون الانقسامات داخل المجتمع على أساس العرق والدين والأيديولوجية قد أثرت على تفضيلات الناخبين، مما أدى إلى معارضة مقسمة، وتعزيز القاعدة الانتخابية لأردوغان وتحالفه".
وأدلى الأتراك بأصواتهم، أمس الأحد، في أكثر من 191 ألف مركز اقتراع في 81 ولاية من أجل انتخاب رئيس جديد للبلاد لمدة 5 سنوات، واختيار أعضاء البرلمان البالغ عددهم 600 نائب.
ويبلغ المسجلين في قوائم التصويت، 60 مليونا و697 ألفا و843 ناخبا، منهم 4 ملايين و904 آلاف و672 ناخبا سيصوتون لأول مرة.
وخاض 24 حزبا سياسيا و151 مرشحا مستقلا السباق الانتخابي في الانتخابات العامة، بينما دخلت بعض الأحزاب السياسية الانتخابات في تحالفات بلغت 5، هي "الجمهور"، و"الشعب"، و"الأجداد"، و"العمل والحرية"، و"اتحاد القوى الاشتراكية".