"مؤتمر الشركاء".. تلاحم دولي يعيد السودان للبيت العالمي
السودان لم يحظ باهتمام ودعم دولي منذ ثلاثة عقود كالذي وجده في مؤتمر برلين، الذي وضع حدا لعزلة دولية متطاولة عاشتها الخرطوم
لم يكن الدعم المالي البالغ نحو 1.8 مليار دولار الذي أحصاه مؤتمر شركاء السودان الذي استضافته العاصمة الألمانية، برلين، الشيء الأهم رغم الضائقة الاقتصادية التي يشهدها هذا البلد، بينما تصدر السند السياسي للخرطوم وإعادتها للبيت العالمي، مكاسب البلاد من التظاهرة الدولية الملهمة، وفق خبراء.
ويرى الخبراء أن السودان لم يحظ باهتمام ودعم دولي منذ ثلاثة عقود كالذي وجده في مؤتمر برلين، الذي وضع حدا لعزلة دولية متطاولة عاشتها الخرطوم بسبب السياسات الإرهابية والعدائية التي انتهجها نظام الإخوان البائد تجاه دول العالم.
وجرى عقد مؤتمر شركاء السودان عبر تقنية الفيديو كونفرس برعاية من ألمانيا والاتحاد الأوروبي بمشاركة أكثر من 40 دولة ومنظمة عالمية والأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والجامعة العربية.
وكان لافتا تحدث كل المشاركين في المؤتمر بلسان موحد ينطق بتعهدات جازمة بدعم ومساندة السودان لعبور المرحلة الانتقالية وتحقيق السلام والتنمية، مشيدين بثورة الخرطوم وجسارة شبابها الذي أنجز التغيير السياسي عبر حراك سلمي وحضاري.
تشييع العزلة
ويرى المحلل السياسي، أحمد حمدان، أن المؤتمر شيع العزلة العالمية تماما عن السودان وجعله ضمن الأسرة الدولية، فضلا عن أنه شكل ضغطا كبيرا على الإدارة الأمريكية لرفع الخرطوم من قائمتها للدول الراعية للإرهاب ومن المتوقع أن تقدم على هذه الخطوة في القريب العاجل.
وقال حمدان خلال حديثه لـ"العين الإخبارية" إن النتائج الكبيرة التي حققها مؤتمر برلين أعطت رسائل قوية لقوى الثورة المضادة في الداخل، فحواها أن عملية التغيير التي يشهدها السودان محروسة بعيون العالم ومن الصعب الانقضاض عليها أو تقويضها.
وأضاف: "مستوى التفاعل الذي شهده مؤتمر الشركاء يعكس الرغبة الأكيدة للمجتمع الدولي في اكتمال عملية التغيير السياسي في السودان ومساندته لحين الوصول إلى الديمقراطية والسلام والاستقرار".
وعلى مدى ثلاثة عقود ماضية ظل السودان بعيدا عن الأضواء الإيجابية ولم يذكر اسمه الا وتبعه النعت بالإرهاب والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان وجرائم الحرب، وذلك بسبب الممارسات العدائية لنظام الإخوان بقيادة المعزول عمر البشير.
ودفع الشعب السوداني ثمن هذه العزلة والنهج العدائي لجماعة الإخوان الإرهابية، إذ أثرت العقوبات الأممية والدولية على أوضاعه المعيشية التي تردت بشكل مريع، وسط اشتعال الحروبات الضارية في كل أرجاء البلاد.
اهتمام متعاظم
وقال الصحفي والمحلل السياسي، محي الدين علي، إن السودان يكفيه فقط الاهتمام المتعاظم الذي ظهر في مؤتمر الشركاء في برلين، إذ لم يحظ بهذا الشيء طوال فترة حكم الإخوان بقيادة المعزول عمر البشير.
وأضاف علي، خلال حديثه لـ"العين الإخبارية": "سدد شركاء السودان ضربة قاضية لجماعة الإخوان الإرهابية التي كانت تعول على انهيار اقتصادي وسياسي يطيح بحكومة الثورة، وقد بدت على فلول الحركة الإسلامية السياسية آثار الهزيمة منذ البارحة حيث بدأوا يروجون بأنه لن يتم الوفاء بهذه التبرعات".
وأوضح أن "تجربة المانحين في المؤتمر الخاصة بدعم دارفور عقب اتفاق سلام الدوحة تختلف عن الواقع الحالي حيث كان المجتمع الدولي لا يثق في نظام الإخوان، ولكنه سيوفي بدعمه لحكومة الثورة لتحقيق الانتقال المطلوب".
بداية التنمية
وقال المحلل السياسي، عمار عوض شريف، إنه غير مهتم بحجم التبرعات التي جمعها مؤتمر برلين، بقدر ما أنه سعيد بتمكن بلاده السودان من إزاحة رمال متراكمة لثلاثين عاما، تسببت في عزلة دولية مقيته أعاقت سير الوطن على طريق النماء.
وشدد على أن المؤتمر فتح الطريق أمام عجلة التنمية في السودان، والتي أشار إلى أنها ستصل عقب توقيع اتفاق السلام ووصول البعثة السياسية الأممية وإيداع الأموال المتبرع بها خزينة الدولة.
وفي بادئ الأمر كان مؤتمر برلين، للمانحين غرضه جمع تبرعات، ولكن رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك طلب أن يكون للشراكة "مؤتمر شركاء السودان" فهو يرى أن بلاده غنية وبحاجة إلى شراكات استثمارية وليس دعما عينيا.
وإلى جانب مبلغ 1.8 مليار دولار أمريكي، فقد حقق المؤتمر للسودان إعفاء جزء من ديونه وفتح آفاق الاستثمار الخارجي، والضغط على واشنطن لرفع اسمه من قائمة الدول الراعية للإرهاب.
aXA6IDMuMTQuMTQzLjE0OSA= جزيرة ام اند امز