«دبلوماسية الشراكات».. الإمارات تنشر الازدهار والسلام والتنمية بالعالم
دولة الإمارات حريصة على بناء شراكات فاعلة مع مختلف دول العالم، وتعزيز العمل الدولي متعدد الأطراف من أجل تحقيق التنمية المستدامة والازدهار لشعوب العالم أجمع.
رسالة يؤكدها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، دوما في لقاءاته وقممه مع قادة دول العالم، وأعاد التأكيد عليها مجددا خلال القمة التي جمعته بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يوم الإثنين الماضي، ضمن زيارته الحالية لروسيا، والتي شارك خلالها اليوم الأربعاء، في أعمال القمة الــ16 لقادة دول مجموعة "بريكس".
وتعقد القمة التي ترأسها روسيا في دورتها هذا العام، تحت شعار: "التعددية من أجل التنمية والأمن العالميين العادلين"، بمشاركة قادة عدد من دول المجموعة ورؤساء حكوماتها بجانب ممثلي الدول المدعوة وعدد من المنظمات الدولية.
والتقى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، عدداً من قادة الدول ورؤساء الوفود المشاركين في أعمال قمة "بريكس 2024 "، حيث التقى كلا من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والإيراني مسعود بزشكيان، والصيني شي جين بينغ.
كما التقى مع سيريل رامافوزا رئيس جمهورية جنوب أفريقيا، وناريندرا مودي رئيس وزراء الهند، وآبي أحمد علي رئيس الوزراء الإثيوبي.
وبحث الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، مع قادة الدول ورؤساء وفودها علاقات التعاون المشترك بين دولة الإمارات وبلدانهم، خاصة في الجوانب الاقتصادية والتجارية والتنموية وغيرها من المجالات التي تخدم التنمية وتسهم في دفع عجلة التقدم والازدهار بما يخدم المصالح المشتركة ويعود بالخير على جميع شعوبها.
وتطرقت اللقاءات إلى جدول أعمال قمة "بريكس" وأهمية تعزيز التعاون متعدد الأطراف للإسهام في بناء مستقبل أكثر ازدهاراً وتقدماً وتنمية للدول وشعوبها.
وتعد تلك المشاركة هي الأولى لدولة الإمارات في القمة بصفتها عضواً في مجموعة "بريكس" التي انضمت لها مطلع العام الجاري.
تنويع الشراكات
ويتوج انضمام دولة الإمارات لمجموعة "بريكس" نجاح دبلوماسية الإمارات القائمة على بناء الشراكات وتعزيزها وتنويعها مع القوى الدولية.
وتأتي مشاركة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في قمة "بريكس" بعد 4 شهور من مشاركته في يونيو/حزيران الماضي، في قمة مجموعة السبع تلبية لدعوة من جورجيا ميلوني رئيسة الوزراء الإيطالية، التي ترأست بلادها أعمال القمة.
وبالإضافة إلى إيطاليا، تضم مجموعة السبع الولايات المتحدة الأمريكية وكندا واليابان وفرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا، ويُعتبر أعضاء المجموعة أكبرَ الاقتصادات المتقدمة في العالم.
منظمة شنغهاي للتعاون
وبعد شهر من قمة مجموعة السبع، شاركت الإمارات في يوليو/تموز الماضي في أعمال قمة "منظمة شنغهاي للتعاون بلس"، التي عقدت في كازاخستان، وذلك بعد منحها رسمياً صفة "شريك حوار" في منظمة شنغهاي للتعاون في مايو/أيار 2023.
وأكد الشيخ سعود بن صقر القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم رأس الخيمة في كلمته خلال القمة، أن دولة الإمارات بقيادة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حريصة على تعزيز شراكاتها ومد جسور التعاون والصداقة مع جميع دول العالم على أسس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة في جميع المجالات الاقتصادية والتجارية والسياسية والثقافية والطاقة والتكنولوجيا، إضافة إلى مختلف القطاعات الأخرى، إيماناً منها بأن التعاون الدولي يعزز من مسارات العمل التنموي، ويفتح آفاقاً أوسع لتحقيق الرخاء والتقدم والنمو الاقتصادي، من أجل مستقبل أكثر ازدهاراً واستدامة لجميع شعوب العالم.
ويجسد منح صفة "شريك الحوار" جهود دولة الإمارات المتواصلة في الحفاظ على شراكات متوازنة ومتنوعة وتطويرها مع الدول والمنظمات متعددة الأطراف في جميع أنحاء العالم.
وتأسست منظمة شنغهاي للتعاون في يونيو/حزيران 2001، وتتمثل أهدافها الرئيسية في تعزيز العلاقات بين الدول الأعضاء، وتعزيز التعاون في الشؤون السياسية والاقتصاد والتجارة والعلوم والثقافة والتعليم والطاقة والنقل والسياحة وحماية البيئة، والحفاظ على السلم والأمن والاستقرار الإقليمي، وإنشاء نظام سياسي واقتصادي دولي عادل.
الشراكة الصناعية التكاملية
أيضا شهد مطلع العام الجاري انضمام المغرب إلى مبادرة "الشراكة الصناعية التكاملية لتنمية اقتصادية مستدامة" مع الإمارات والأردن ومصر والبحرين، فيما يعد خطوةً مهمة في مسيرة نمو ونجاح المبادرة التي انطلقت من العاصمة أبوظبي في شهر مايو/أيار 2022.
وتهدف الشراكة إلى تعزيز التعاون والتنسيق والتكامل بين هذه الدول، وتمكين القطاع الصناعي وتعزيز دوره، وزيادة مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي، ومنح شركات القطاع الخاص الفرصة للتوسع في أعمالها، وتعزيز الشراكات وعقدها في المنطقة، وزيادة فرص العمل الجديدة والنوعية، وخفض تكلفة المنتجات، وحماية سلاسل التوريد.
قمم العشرين
وأيضا تأتي تلك المشاركة الإماراتية في قمة "بريكس" للمرة الأولى، فيما تترقب الإمارات المشاركة الشهر القادم في قمة "مجموعة العشرين" في البرازيل، للمرة الثالثة على التوالي والسادسة في تاريخها، لتكون أكثر الدول العربية التي تمت دعوتها للمشاركة كدولة ضيف في القمة.
وكانت دولة الإمارات قد تلقت دعوة من الرئاسة البرازيلية لمجموعة العشرين للمشاركة بصفة ضيف في أعمال قمة المجموعة للعام 2024، وذلك للمرة الثالثة على التوالي بعد أن تلقت دعوة مماثلة من الرئاسة الهندية عام 2023، ومن الرئاسة الإندونيسية للمجموعة للعام 2022.
كما سبق أن شاركت دولة الإمارات في أعمال وقمة مجموعة العشرين في نوفمبر/تشرين الثاني 2020 تحت الرئاسة السعودية، وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2011 تحت الرئاسة الفرنسية.
كما شاركت دولة الإمارات في قمة قادة دول مجموعة العشرين الاستثنائية الافتراضية برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود التي عقدت في مارس/آذار 2020 لمناقشة سبل المضي قدما في تنسيق الجهود العالمية لمكافحة جائحة كورونا، والحد من تأثيرها الإنساني والاقتصادي.
وتتألف مجموعة العشرين من معظم الدول الاقتصادية الكبرى في العالم التي تمثل 85% من الناتج المحلي الإجمالي و75% من التجارة العالمية، وتضم 19 دولة صناعية كبرى، إضافة إلى مقعد للاتحاد الأوروبي وبمشاركة مجموعة من المنظمات الدولية.
وعلى مدار تاريخ مشاركاتها في قمم العشرين، أظهرت إسهامات ومشاركات دولة الإمارات المهمة والفاعلة، فارقا كبيرا، وتركت بصمات بارزة في تاريخ قمم المجموعة.
وتركزت مشاركات دولة الإمارات في تلك القمم إجمالا على سبل مواجهة التحديات العالمية لاسيما فيما يتعلق بالتعافي بعد جائحة كوفيد-19، وتغير المناخ، والتحول في مجال الطاقة، والحد من مخاطر الكوارث، والتعرض لمخاطر المديونية، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
الاتحاد الأفريقي
وسبق أن انضمت دولة الإمارات العربية المتحدة كعضو مراقب بالاتحاد الأفريقي لتصبح بذلك أول دولة خليجية وثاني دولة عربية تنضم لعضوية المنظمة الأفريقية.
وبمشاركة الإمارات كعضو مراقب في الاتحاد الأفريقي، تمكنت من حضور القمم والمؤتمرات الأفريقية وعرض المواضيع والمسائل ذات الأهمية للدولة بأفريقيا والرقي بمستوى علاقات الإمارات بالدول الأفريقية في مختلف المجالات .
وخلال 53 عاماً من الشراكة مع دول أفريقيا واصلت دولة الإمارات دعم الازدهار والمساهمة في الجهود المشتركة لدعم القارة الأفريقية ودولها على مواجهة التحديات المستقبلية ووضع الحلول المبتكرة لها.
وتحرص الإمارات وقيادتها على دعم ومساندة الشعوب الأفريقية في سعيها لتحقيق النهضة الاقتصادية والاجتماعية.
وضمن تلك الجهود، أسهم صندوق أبوظبي للتنمية على مدار أربعة عقود، في تمويل مشاريع تنموية واستثمارية مستدامة في 42 دولة أفريقية بقيمة 35.3 مليار درهم، إذ يعمل الصندوق كشريك استراتيجي مع تلك الدول ويقدم لها الدعم والمساندة لتنفيذ برامجها وأهدافها التنموية.
شراكات متنوعة
أيضا تحرص الإمارات على تعزيز شراكاتها طويلة الأمد مع المنظمات الدولية بما في ذلك شراكاتها مع مجموعة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، والعديد من البنوك التنموية متعددة الأطراف لتعزيز مسيرة الازدهار المتوازن في أنحاء العالم كافّة.
هذا العدد الكبير من الشراكات يبرز المكانة الكبيرة لدولة الإمارات وقيادتها وثقلها وأهميتها في المجتمع الدولي، وحضورها الفاعل، وحرصها على تعزيز الحوار والتعاون الدولي لبحث مختلف التحديات الإقليمية والدولية، ونقل تجاربها وخبراتها وتعميم الاستفادة من مبادراتها، والثقة الدولية في رؤاها وسياساتها، ويرسخ مكانتها الاقتصادية والتجارية الدولية كشريك موثوق يربط شمال العالم بجنوبه وشرقه بغربه.
الانضمام لبريكس.. أهداف بالجملة
ويجسد انضمام دولة الإمارات إلى مجموعة "بريكس" حجم التزامها بالعمل متعدد الأطراف، والحوار البناء في سبيل تحقيق التعددية والتشاركية في دعم التنمية والرفاهية والازدهار للشعوب والأمم في جميع أنحاء العالم.
وجاءت هذه الخطوة كنتيجة طبيعية لنهج إماراتي يمتد لعقود طويلة، قائم على بناء الشراكات مع الدول والمنظمات والمؤسسات الدولية لتعزيزِ القدرةِ التنافسية لاقتصادها واستدامته واستكشاف فرص جديدة لنموه.
وتمثل مجموعة بريكس حاليا حوالي 45% من سكان العالم و25% من الحجم الكلي للصادرات العالمية، بينما يشكل الناتج المحلي الإجمالي للدول الأعضاء مجتمعة 29% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.
ويسهم انضمام دولة الإمارات إلى مجموعة دول بريكس في تحقيق فوائد شتى على مختلف الأصعدة من أبرزها:
- المساهمة في دعم السلام والاستقرار والازدهار العالمي عبر الحوار البناء والتنمية المستدامة.
- تعزيز جهود الإمارات الرامية إلى بناء علاقات اقتصادية متوازنة مع مختلف دول العالم.
- تعزيز مسيرة التعاون الاقتصادي مع دول مجموعة بريكس.
- ترسيخ مكانة الإمارات في العديد من الأسواق الناشئة والاقتصادات النامية.
- لعب دور ريادي ومحوري في تطوير المبادرات التي تطلقها مجموعة بريكس، ما يعزز مكانتها كدولة رائدة ضمن جهود التعاون الاقتصادي ومناصرة التعددية الاقتصادية.
وقبل إعلان انضمامها للمجموعة في أغسطس/ آب 2023، كانت الإمارات شريكا وثيقا للمجموعة منذ فترة طويلة، حيث انضمت في أكتوبر 2021 لعضوية بنك التنمية الجديد لدول البريكس.
ويركز بنك التنمية الجديد على مجالات رئيسية مثل تمويل مشاريع البنية التحتية وتحقيق التنمية المستدامة، حيث وافق منذ إنشائه على تمويل أكثر من 90 مشروعاً بقيمة إجمالية تبلغ نحو 33 مليار دولار، وتندرج هذه المشاريع ضمن قطاعات عديدة تشمل النقل والمياه والصرف الصحي والبنى التحتية الرقمية والاجتماعية والطاقة النظيفة.
جهود تتواصل وشراكات تتزايد حتى "أصبحت دولة الإمارات في قلب كل تحرك إيجابي من أجل التنمية والتعاون على المستويين الإقليمي والدولي"، كما أكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، في كلمته بمناسبة عيد الاتحاد الـ52 في ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وتؤمن الإمارات بأن الشراكات وحدها قادرة على تخطي تحديات اليوم المركبة والمتداخلة، وأهمها أمن الغذاء والطاقة، وتغير المناخ، والرعاية الصحية، وأنها السبيل الأمثل لتحقيق السلام والأمن والتقدم والرخاء والازدهار والتنمية.
وتحرص دولة الإمارات على تعزيز علاقاتها مع جميع دول العالم، وتولي تعزيز الشراكات مع الدول صاحبة التجارب والخبرات الاقتصادية المتميزة اهتماما استثنائيا، بما يسهم في بناء جسور التواصل والتعاون مع مختلف دول العالم، وبما يحقق المصالح المشتركة ويسهم في جهود التنمية والتطوير والتقدم في شتى المجالات.
aXA6IDMuMTQyLjE3MS4xMDAg جزيرة ام اند امز