جواز سفر السادات يثير جدلا بمصر.. وعائلته تروي لـ"العين الإخبارية" كيفية استعادته
تحركات مصرية لكشف مدى صحة جواز سفر الرئيس الراحل محمد أنور السادات الذي أعلنت دار المزادات الأمريكية "هيرتيدج" عن عرضه للبيع بمبلغ يتخطى الـ47 ألف دولار.
وبحسب بيانات صالة المزادات، فإن جواز السفر مصنف دبلوماسيًّا، ويحمل رقم 1 صادر في 19 مارس/آذار في 1974، وظل ساري المفعول حتى 18 مارس/آذار 1981.
ويتضمن جواز السفر المنسوب للرئيس الراحل رحلته إلى الولايات المتحدة عام 1978 وتوقيع اتفاقية كامب ديفيد وسفره إلى إسرائيل، لافتة إلى أن الجواز به تآكل طفيف من كثرة الاستخدام.
عرض جواز السادات استفز المصريين، الذين أعلنوا غضبهم على مواقع التواصل الاجتماعي من التضحية بتراث رجل قاد البلاد في مرحلة صعبة وحقق النصر في حرب أكتوبر ضد إسرائيل.
.
وردا على ذلك، قال النائب المصري كريم السادات حفيد الرئيس الراحل، إن العائلة بدأت بالفعل في التحرك على كافة الاتجاهات للتأكد من صحة جواز السفر.
حفيد الرئيس الراحل أكد في حديثه لــ"العين الإخبارية" على غضبه من فكرة بيع جواز سفر الرئيس الراحل الذي قدم الكثير للوطن طوال سنوات حياته.
وأضاف غاضبا أنه "لا يستحق أن يباع جواز سفره فى دار مزادات أجنبية، فهذه إهانة لن نقبلها كعائلة وشعب عشق رجل الحرب والسلام".
وأشار كريم إلى أنه تقدم بطلب عاجل لكل من مجلس النواب المصري ووزارة الخارجية للمطالبة بالتأكد من صحته، مشيرا إلى أنه بعد التأكد سوف يتم المطالبة بعودة إلى البلاد.
حماية التراث
وأوضح كريم أنه طالب وزارة الخارجية باستبيان كيفية خروج الجواز ومدى أصليته، مؤكدا أن الوزارة ستستعيد الجواز طبقا لقانون حماية التراث الذي يتضمن حماية التاريخ الوطني للشخصيات التاريخية.
وعن مكان وجود مقتنيات الرئيس الراحل، لفت إلى أنها موجودة فقط في متحف ميت أبوالكوم والقرية الفرعونية، ومكتبة الإسكندرية، مشددا على أن العائلة ليست لها علاقة بخروج جواز السفر للخارج وبيعه في مزاد لأن كافة المقتنيات تم تسليمها منذ مقتله في 1981.
ودعا حفيد الرئيس الراحل وزارة الخارجية ورئاسة الوزراء ومجلس النواب إلى سرعة التدخل لوقف هذه المهزلة ومحاسبة المسؤولين تجار بيع التاريخ وتوقيع أقصى عقوبة عليهم.
وعن ميعاد جلسة النواب للمساءلة في كيفية فقدان الجواز ومدى صحته، أكد أنه لم يتم الرد عليه حتى الآن.
مقتنيات مكتبة الإسكندرية
وفي السياق ذاته، نفى مدير مكتبة الإسكندرية، أحمد زايد، وجود جواز السفر ضمن مقتنيات الرئيس الراحل الموجودة بالمكتبة.
وشدد زايد في حديثه لــ"العين الإخبارية" على أن المكتبة تسلمت مقتنيات شخصية من زوجة الرئيس المصري الراحل جيهان السادات ومذكرات مكتوبة بخط اليد والعصي وبعض البذلات المدنية والعسكرية والأخيرة التي اغتيل بها والمكتب الخاص وكلها مدونة وتراجع في الجرد العام ومحفوظة بشكل آمن.
وأوضح زايد أن تلك المقتنيات لا تتضمن أي جواز سفر عادي أو دبلوماسي، مشيرا إلى أن كافة الجهات الأمنية تعلم ذلك جيداً.
ويعد السادات من الشخصيات التاريخية في مصر حيث تولى رئاسة الجمهورية في فترة شديدة الخصوصية عقب وفاة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر عام 1970، حيث نجح في خوض الحرب مع إسرائيل وتحقيق النصر الذي فتح باب استعادة الأراضي المصرية المحتلة منذ 1967.
ويطلق على الرئيس الراحل "رجل الحرب والسلم" بعدما حصل على جائزة نوبل للسلام عام 1978 مشاركة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك مناحيم بيغن، بعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد.