"باتريوت" في طريقها لأوكرانيا.. تحذير روسي ينذر بالتصعيد
حذرت وزارة الخارجية الروسية من مغبة إرسال صواريخ باتريوت إلى أوكرانيا، مؤكدة أنها سيكون "تحركا استفزازيا".
وقالت وزارة الخارجية الروسية، الخميس، إذا أكدت الولايات المتحدة التقارير التي تفيد بأنها تخطط لتسليم صواريخ دفاع جوي متطورة إلى أوكرانيا، فسيكون ذلك "تحركا استفزازيا آخر"، وقد يؤدي إلى رد من موسكو.
ولطالما كانت أنظمة صواريخ باتريوت درعا هاما للولايات المتحدة وحلفائها في المناطق المتنازع عليها كما يخشى حلفاؤها في أوروبا والشرق الأوسط والمحيط الهادئ، من ضربات محتملة من إيران والصومال وكوريا الشمالية.
ولذلك كانت نقطة تحول حاسمة عندما انتشرت الأخبار قبل أيام بأن الولايات المتحدة وافقت على إرسال بطارية صاروخ باتريوت إلى أوكرانيا، وهو أمر سعى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إليه منذ شهور لتعزيز الدفاعات الجوية لبلاده.
وأكد المسؤولون الأمريكيون الاتفاق ومن المتوقع صدور إعلان رسمي قريبًا.
وألقى تقرير لوكالة "أسوشيتد برس" الضوء على بطاريات باتريوت، قائلة إنه نظام صاروخي موجه "أرض – جو" تم نشره لأول مرة في الثمانينيات من القرن الماضي، ويمكنه استهداف الطائرات وصواريخ كروز والصواريخ الباليستية قصيرة المدى.
وتتكون كل بطارية باتريوت من نظام إطلاق مثبت على شاحنة مع ثمانية قاذفات يمكنها استيعاب ما يصل إلى أربعة صواريخ اعتراضية لكل منها، ورادار أرضي ومحطة تحكم ومولد.
ولدى الجيش الأمريكي بطاريات لباتريوت يمكنها تشغيل 50 بطارية بها أكثر من 1200 صاروخ اعتراض.
تعزيز الدفاعات الأوكرانية
وقال توم كاراكو، مدير الدفاع الصاروخي في مشروع مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، إن نظام باتريوت "هو أحد أكثر أنظمة الدفاع الصاروخي الجوي تشغيلًا وموثوقية وثباتًا"، ويمكن أن يساعد في الدفاع عن أوكرانيا ضد الصواريخ الباليستية التي توفرها إيران.
وتبلغ تكلفة صاروخ الاعتراض الحالي لنظام باتريوت حوالي 4 ملايين دولار، والقاذفات حوالي 10 ملايين دولار لكل صاروخ، بحسب CSIS في تقرير الدفاع الصاروخي الصادر في يوليو/ تموز.
وقال مارك كانسيان، وهو كولونيل احتياطي متقاعد من مشاة البحرية الأمريكية" إن إطلاق صاروخ بقيمة مليون دولار على طائرة مسيرة 50.000 دولار هو اقتراح خاسر.
ويمكن أن تحتاج بطارية باتريوت إلى ما يصل إلى 90 جنديًا لتشغيلها وصيانتها، ولأشهر كانت الولايات المتحدة مترددة في توفير النظام المعقد حيث كانت هناك مخاوف من أن يؤدي نشر النظام إلى استفزاز روسيا، أو المخاطرة بأن ينتهي الأمر بصاروخ يتم إطلاقه داخل روسيا، مما قد يؤدي إلى زيادة تصعيد الصراع.
التدريب
والعقبة الرئيسية ستكون التدريب، فسيتعين على القوات الأمريكية تدريب القوات الأوكرانية على كيفية استخدام النظام وصيانته.
ويتلقى جنود الجيش المعينون في كتائب باتريوت تدريبًا مكثفًا ليكونوا قادرين على تحديد موقع الهدف بشكل فعال.
ودربت الولايات المتحدة القوات الأوكرانية على أنظمة أسلحة معقدة أخرى، بما في ذلك أنظمة الصواريخ المعروفة باسم هيمارس، في كثير من الحالات، تمكنوا من تقصير فترة التدريب، وإخراج القوات الأوكرانية إلى جبهات القتال في غضون أسابيع.
ويمكن للباتريوت حماية قاعدة عسكرية صغيرة بشكل فعال، ولكن لا يمكنها حماية مدينة كبيرة مثل كييف بشكل كامل لكن يمكنهم فقط توفير تغطية لجزء من المدينة.