طرق غريبة.. كيف كانت تُحسم المباريات قبل ركلات الترجيح؟
تعتبر ركلات الترجيح هي وسيلة حسم مباريات كرة القدم منذ سبعينيات القرن الماضي، قبلها كانت هناك عوامل عدة تحسم المواجهات حال التعادل.
قبل ذلك كان هناك العديد من الأساليب لحسم نتائج المباريات أشهرها إجراء قرعة أو إعادة المباريات بحسم نظام كل بطولة.
الركلات الركنية
قبل 100 عام من الآن كان يتم اللجوء لاحتساب عدد الركلات الركنية لكل فريق لاحتساب الفريق الفائز فيما بينهما.
ولكن تم تعديل قانون كرة القدم عام 1923، لينص على أن الهدف فقط هو الذي يتم تسجيله ولا يتم النظر للركلات الركنية كوسيلة لحسم نتيجة مباراة.
فكرة إعادة المباريات كانت موجودة في تلك الفترة وطبقت في العديد من البطولات الكبرى أشهرها كأس العالم والدوريات الأوروبية الكبرى وكأس أمم أوروبا، التي أعيدت المباراة النهائية لها في نسخة 1968 بين إيطاليا ويوغسلافيا.
في البطولات الكبرى كان يتم اللجوء كذلك إلى أمر ثالث هو إجراء قرعة، حيث تأهل منتخب المغرب إلى كأس العالم 1970 في المكسيك لأول مرة في تاريخه يوم 13 يونيو/حزيران 1969 بالتعادل 2-2 مع تونس، ثم عبر الفوز بالقرعة.
بزوغ فكرة ركلات الترجيح
كانت سبعينيات القرن الماضي هي فترة بزوغ فكرة ركلات الترجيح بشكل حقيقي، حيث اعتمد اللجوء إليها لحسم المباريات في 27 يونيو/حزيران 1970 من قبل مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم "IFAB" المسؤول عن تعديل قوانين اللعبة.
ولكن الفيفا رفض تطبيق هذا الأمر في المونديال الذي أقيم بالمكسيك، رغم أن التقرير الفني للبطولة أوصى بعدم تطبيق نظام القرعة مجدداً والذي قاد لتأهل المغرب للمونديال.
وشهدت مباراة هال سيتي ومانشستر يونايتد في كأس "Watney" التي نظمت في أوائل السبعينيات في القرن الماضي ولم تستمر كثيراً، أول تطبيق عملي لمقترح ضربات الترجيح.
حينها انتهى الوقت الأصلي للمباراة بالتعادل 1-1 قبل أن يحسم يونايتد النتيجة بركلات الترجيح 4-3.
وكان جورج بست نجم مانشستر يونايتد أول من يسدد ركلة جزاء ناجحة، أما زميله دينيس لو فكان أول من يهدر ركلة جزاء، بينما كان حارس الفريق إيان ماكيني أول من يتصدى بنجاح لركلة جزاء.
على صعيد البطولات الكبرى كان فوز تشيكسلوفاكيا بركلات الترجيح 5-3 على ألمانيا بعد تعادل 2-2 في نهائي كأس أمم أوروبا 1976 هو اللقاء الأول الذي يشهد ركلات ترجيح في تاريخ البطولات الكبرى.
ألمانيا فازت بركلات الترجيح على فرنسا بعد تعادل 3-3 في نصف نهائي كأس العالم 1982 في أول مباراة تشهد ركلات ترجيح في تاريخ المونديال.
أول ركلات ترجيح في تصفيات كأس العالم فازت بها تونس على المغرب في تصفيات 1978، وذلك يوم 9 يناير/كانون الثاني 1977 بعد تعادل 2/2 حيث فاز نسور قرطاج 4-2.
جدير بالذكر أن كأس الاتحاد الإنجليزي، البطولة الأقدم في التاريخ، لا تزال حتى الآن تعتمد نظام إعادة المباريات حال انتهائها بالتعادل، ولا تعرف بركلات الترجيح.
لكن البطولة استثناء، لضغط الوقت وبسبب ظروف جائحة كورونا، قررت الموسم الحالي إلغاء نظام الإعادة في الدور الثالث أو الرابع، والاستعاضة بالأوقات الإضافية وركلات الترجيح، لفتح المجال أمام تسكين المباريات المؤجلة في مواعيد أخرى، على أن يتم العودة لنظام الإعادة عند التعادل بداية من موسم (2022- 2023).